خطاب الذيل بلير

د. عبد السلام البسيوني

وفي خطاب مشابه قال ذيل أميركا وتابع بوش، المدعو توني بلير:

يسرني أن أتمكن من التحدث إليكم اليوم، وأن أخبركم أن نظام صدام حسين ينهار، وأن سنوات الوحشية والقمع والخوف قد وصلت إلى نهايتها، وأن مستقبلاً جديداً أفضل يطل في الأفق كمنارة لشعب العراق.

إننا لم نرغب أن نخوض هذه الحرب، ولكن رفض صدام تسليم أسلحة الدمار الشامل، لم يتح لنا خياراً سوى أن نفعل ذلك. والآن بدأت الحرب وسوف تستمر حتى النهاية.

وسوف نستمر في عمل كل ما في استطاعتنا لتجنب الخسائر في المدنيين. إن عدونا هو صدام وليس الشعب العراقي. كما أن قواتنا هم أصدقاء ومحررون للشعب العراقي، وليسوا غزاة، ولن يبقوا يوماً أزيد من الضروري.

إنني أدرك أن بعضاً منكم متخوف من تكرار ما حدث عام 1990م عندما اعتقدتم أن حكم صدام وصل إلى نهايته، ولكنه ظل باقياً وعانيتم. لن يحدث ذلك هذه المرة؛ فسوف يذهب النظام، وعندئذٍ سوف نعمل معكم لبناء عراق آمنة مزدهرة، كما تريدونها وتستحقونها. ولن تقوم بريطانيا أو الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة بإدارة العراق الجديدة، ولكن سوف تقومون أنتم شعب العراق بإدارتها.

هدفنا هو المساعدة في تجنب المعاناة الإنسانية الواقعة، وأن ننتقل بأسرع وقت ممكن إلى سلطة مؤقتة يدير زمامها العراقيون. وسوف تمهد الطريق لحكومة عراقية ممثلة فعلاً، حيث تمثل حقوق الإنسان وسيادة القانون، ولن تصرف ثروة العراق على قصور أو أسلحة الدمار الشامل، ولكن تصرف هذه الثروة عليكم أنتم وعلى الخدمات التي تحتاجون إليها. لقد بدد صدام ونظامه ثروة بلادكم؛ بينما يعيش الكثيرون منكم في فقر. عاشوا هم حياة البذخ، لقد أصبح هو من أغنى أغنياء العالم بعد أن سرق ونهب أموالكم، أي أموال الشعب العراقي.

إن عائدات النفط العراقي سوف تكون لكم لتُستخدم لبناء مستقبل مزدهر لأجلكم ولأجل أبنائكم.

إنني أدرك أيضاً من خلال لقاءاتي مع العراقيين المنفيين والمبعدين الذين يعيشون في بريطانيا أنكم شعب مبدع خلاق، ويجب أن تتمتعوا بحرية التحرك، وحرية التوصل إلى وسائل الإعلام المستقلة، وحرية التعبير عن آرائكم، وتنمية ثقافتكم وحضارتكم.

ومن خلال تجربتي مع شعوب العالم أرى أننا كلنا نريد أن نعيش حياتنا في سلام وأمان. إننا كلنا نريد أن نتيح لعائلاتنا الفرصة لحياة كريمة. فلسنوات طويلة تم حرمانكم من تلك الفرصة؛ فقد اضطر ملايين من أبناء شعبكم من رجال وسيدات أن يتركوا البلاد؛ إذ قام هذا النظام بقتل وتعذيب الآلاف من العراقيين، والتنكيل بهم.

إننا نريد أن نتيح لكم الفرصة لإعادة بناء حياتكم، لإعطاء أسركم فرصة لمستقبل أفضل.

هذه هي روح الصداقة وحسن النوايا التي نقدم بها مساعدتنا الآن. (نصوص من إسلام

أونلاين.. وتاريخ الجبرتي) بدون تعليق..

وسوم: العدد 698