سب الذات لإلهية والتشهير بالإسلام في وزارة الثقافة

الوزارة تطبع كتابا لأدونيس يشكك في الإسلام ويهينه!

قالت جريدة " فيتو" الانقلابية في تغطيتها لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين؛ إن الهيئة العامة لقصور الثقافة سحبت كتاب "الثابت والمتحول" للشاعر السوري أدونيس، من منفذ بيعها بمعرض الكتاب، حيث امتنع المسئولون بجناح الهيئة عن بيع أية نسخة من الكتاب، الذي حصلت الهيئة مؤخرا على حقوق نشره وطرحه بثمن زهيد للقراء. وذلك بسبب وجود سب للذات الإلهية بالكتاب، وهو ما امتنع الأفراد العاملون بمنفذ البيع عن التصريح به، حيث أجرت "فيتو" جولة بمنفذ البيع تستعلم عن الكتاب، فأكد القائم على البيع أن هناك خطأ في الطباعة، وسيتم إعادة طبعه خلال الأيام المقبلة، وكان عامل الجناح يرد متلعثما، وتظهر على ملامحه حالة من التوتر الشديد. وأكد مصدر داخل الهيئة، أنه سيتم رد جميع النسخ المطبوعة من الكتاب للمخازن.

وفي وقت لاحق نفى حسين صبرة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بقصور الثقافة، ما أثير حول سحب الهيئة لنسخ الثابت والمتحول، بمعرض الكتاب. وأضاف " صبرة" في تصريح خاص لـ "اليوم السابع" مساء الجمعة 27/1/2017، أن الهيئة تقدم الكتاب للجمهور بسعر مدعم، حتى يطلع عليه القراء، مضيفا أن هيئة قصور الثقافة تفخر بطباعة هذا الكتاب، ولن تمنعه عن الجمهور.

بالطبع فإن الحظيرة الثقافية تملك من القدرة نشر ما تريد لمن تريد؛ فهي مفوضة في ظل النظام العسكري الدموي الفاشي باستئصال الإسلام وسحقه وإحلال ما يسمى بالعلمانية والقيم الغربية في جانبها السلبي مكان القيم الإسلامية، وقد صرح وزيرها النمنم بضرورة فرض العلمانية ولو بالدم!

المسألة إذا تتجاوز كتاب الثابت والمتحول لأدونيس إلى خطة عامة معادية للإسلام والمسلمين تعتمدها وزارة تنهض على أكتاف مجموعة من الشيوعيين وأشباههم يوالون الغرب واليهود ويجدون في الحرب على الإسلام فرصة ذهبية بالقانون لامتلاء جيوبهم وبطونهم وحساباتهم بأموال الشعب الكادح المطحون.

لا يستطيع كاتب أو شاعر في حروفه نبض الإسلام أن يجد له مكانا في مؤسسات الحظيرة التي يمولها المسلمون الفقراء بأموالهم . وأقرب إجابة جاهزة لديها على ما يقدمه الكاتب الذي له أدنى صلة بالإسلام : عملك ضعيف ولا يصلح للنشر!

وقد امتد حزام السيطرة الحظائرية على النشر إلى الوراقين وتجار الكتب المشهورين، فقد فرض عليهم أن يتخذوا من عناصر الحظيرة مستشارين ومحكمين ، وصار الباب الملكي للنشر في الحظيرة وخارجها مفتوحا أمام من يطعنون في الإسلام أو يشككون فيه أو يستبيحون قيمه وأخلاقه. وما عداهم لا تتاح له الفرصة إلا إذا كان باهتا لا يبدي رأيا ولا حكما. ومن ناحية أخرى فقد قامت السلطة العسكرية بتأميم دور النشر الإسلامية أو تحفظت عليها أو صادرتها.

من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم سر احتفاء الحظيرة بالعناصر المعادية للإسلام في حياتهم وبعد مماتهم وخاصة من الطائفة النصيرية المعادية لحرية الشعب السوري والكارهة للإسلام والمسلمين. خذ مثلا : أدونيس ، حيدر حيدر ، بدوي الجبل ، سعد الله ونوس ... في المقابل لن تجد أدنى اهتمام بمن يقول لا إله إلا الله!

بيد أن أدونيس قد حظي بالنصيب الأوفر في الاهتمام، فهو يُدعي سنويا ومنذ عقود إلى معرض الكتاب وينزل في أفخم الفنادق على حساب الحظيرة ويُقدم في المحاضرات والمؤتمرات ، وتُقبل شروطه المادية والمعنوية قبل أن تحط قدمه في مطار القاهرة، وتُسلط عليه أضواء الدعاية على الصفحات والشاشات والمنصات مقابل تبشيره بما يسميه الحداثة وازدرائه للإسلام واحتقاره للمسلمين.

وإلى جانب معرض الكتاب والمؤتمرات والندوات في القاهرة تقوم مكتبة الإسكندرية وتوجهاتها الفكرية معروفة في ولائها للغرب وعدائها للإسلام باستضافة أدونيس في برامجها المتعددة ليقضي فترات طويلة في أفخم الفنادق مشفوعا بجزيل المكافآت والامتيازات ؛ مقابل تكرار ما يردده من امتهان للإسلام وأهله.

لا يقتصر الأمر على مصر للأسف، بل يمتد إلى عديد من العواصم العربية، وإذا كانت الجالية المسلمة المقهورة في مصر لا تستطيع صدا ولا ردا فإن بعض العواصم تتيح فرصة التصدي له، وعلى سبيل المثال ما حدث في الجزائر الشقيقة، فقد نشرت الصحف يوم 28 - 02 – 2013 تصريحات أدلى بها أدونيس إلى إحدى الصحف الجزائرية أثارت أزمة عنيفة، عندما تطاول على الله وطعن في الإسلام والقرآن والسنة النبوية مما أثار استفزاز الشعب الجزائري، وقد استنكر رئيس جمعية العلماء المسلمين هناك الشيخ عبد الرحمن شيبان، هذه التصريحات وعدّها "إهانة للإسلام الذى هو دين الدولة الجزائرية". وقال شيبان: إن أدونيس تطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد، وفى رحاب المكتبة الوطنية الجزائرية «ذاكرة الأمة». ورفض بيان جمعية العلماء المسلمين طعنه في التعاليم الإسلامية الصريحة قرآنا وسنة وتجريحه السافر الساخر في علماء الإسلام وفقهائه المجتهدين القدماء والمعاصرين ودعوته المسلمين إلى التخلى عن الدين بمثل أقواله: «إن طريق النهضة لا يتقدم بنا كمسلمين، إلا إذا أحدثنا قطيعة تامة مع تراثنا الديني، وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية». «العودة إلى الإسلام تعنى انقراضنا الحضاري». «المرأة لا وجود قانونيًا لها في النص القرآني وأنها ليست حرة ولا سيدة مصيرها»، و«أداة لإشباع غريزة الرجل».

كتاب الثابت والمتحول هو رسالة الدكتوراه التي تقدم بها أدونيس إلى جامعة القديس يوسف في لبنان وقيل إنه تم تعميده نصرانيا بعد قبول الرسالة التي ترى الإسلام دينا استاتيكيا ولا يوجد فيه من إيجابيات إلا حركات الرفض والعنف مثل الزنج والقرامطة، والتصوف المنحرف بمقولات الحلول ووحدة الوجود...إلخ.

لا ندري سر الحرص على طبع مثل هذا الكتاب الماكر الخبيث غير العلمي لكاتب يكره المساجد وحرية الشعوب بينما يموت عشقا في الخميني وثورته وأفكاره ، ويقف مع السفاح بشار الأسد ضد شعبه الباحث عن الكرامة والأمل.

والسؤال لو أن المسئول الحظائري طبع كتابا لحسن البنا أو سيد قطب أو محمد الغزالي ماذا كان سيحدث له؟

يبدو أن سب الذات الإلهية وتشويه الإسلام مسألة هيّنة إزاء الكتب التي تدافع عن الإسلام وتصحح مفاهيمه وتوضح قيمه وأخلاقه . ولهذا فإن المسئول عن طبع الكتاب الجريمة سيحظى بمكافأة كبيرة، لأنه يفخر بكتاب يسب الذات الإلهية ويشوه الإسلام ويحتقر المسلمين.

الله مولانا. اللهم فرّج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!

وسوم: العدد 705