حديث النفس ..

الشيخ حسن عبد الحميد

١/ هو عنوان كتاب لأديب العربية علي الطنطاوي ، أصدره عام ١٩٦٠ ، الطنطاوي كان في يوم من الأيام الخوالي قرينا لأدباء العروبة : الرافعي والمازني وزكي مبارك وطه حسين وأحمد أمين وحسين هيكل ، إن كتابه عن دمشق يجعله في قمة الأدب والثقافة ، هو خريج مكتب عنبر ( جودة الهاشمي ) 

في صغره قرأ الاغاني٢٠ مجلدا والبخلاء رحمه الله ، اقرأ له كتاب ( رجال من التاريخ ) لتعرفوا من أنتم  ؟  أنتم أحفاد رجال عظام !

كتب عن معركة الزلاقة وبطلها يوسف بن تاشفين  ، ولمَ سميت المعركة بالزلاقة ؟

 كانت خيل المجاهدين تنزلق لكثرة دماء الشهداء ، ودخل البطل يوسف  الأندلس قبل سقوطها في يد الافرنج ، وأخرت سقوط غرناطة وقرطبة سنين طوال  .

٢/ تأتيني هواتف من ديار الغرب من أحفاد وأقارب وأصدقاء فأسال أولا : كم انسانا أدخلتم في هذا الدين ! إنه دين الفطرة ، هديه يدخل إلى القلوب منسابا ، سألت حفيدتي كم ألمانية أدخلت في الإسلام ؟ وسألت ابن أخي المقيم في قلب أمريكا كم شابا اهتدى على يديك ! 

ونصحت بإيجاز إياكم ولحم الخنزير ! كلوا السمك فقد أثنى عليه قرآننا ( وهو الذي سخر البحر لتأكلوا  منه لحما طريا ) النحل ١٤

٣/ نظرت بإعجاب وفخر إلى عربي عاش حياته في واشنطن ونيويورك ولما صار وزيرا لدولة عربية إلتزم العقال العربي والعباءة العربية ، إنه عادل الجبير جميل الصورة لا ينقصه إلا لحية محمدية ، هو يصول ويجول مع سيده الملك سلمان ، غصن عظيم من دوحة عبد العزيز ، هذا الرجل سلمان أعرفه جيدا قامة تملأ العين ، وهامة تهز البدن ، هو في الصين اليوم ،

الأرض التي وطأها قتيبة الباهلي على حصان عربي يصهل وراكبه يهتف الله أكبر ، سلمان في قلب الصين يريد أن يضع لأمة العرب مجدا ، وبعدها شاهدت الرجل مع ترامب وبجانبه ولده محمد يترجم له .

وتذكروا نبيكم عليه السلام يفاوض سهيل بن عمر ويوقع معه معاهدة سلم ، وعاد القائد العظيم عليه الصلاة والسلام وناقته تقطع الصحراء ولسانه يهتف ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) أليس هو صلى الله عليه وسلم القائل لصديقه الصدّيق في غار ثور ( لا تحزن إن الله معنا ) 

٤/ سيدي رسول الله صلى الله عليك :

المجد بيومك مولده ، 

والفتح بك امتدت يده ، 

أحوال الخلق إذا اضطربت ، فالموقف أنت محمده 

أجل أنت محمده ، أيها الشفيع ، ياحامل لواء الحق ، ياصاحب الحوض المورود ، ياإمام الأنبياء ، صلى الله عليك ياخاتم المرسلين 

ياتلاميذ هذا الإمام العظيم دعوا الراحة والنوم والرفاه وهبوا ! 

إن جحافل الصليبية والصهيونية والماسونية تسرع لتمزيق وطن عزيز ، والأفواه يسيل لعابها لغنائم جاءت بغير جهد ؟ 

إن أعلام الغزاة تسرح وتمرح في بلاد الشام التي أثنى عليها محمد عليه الصلاة والسلام ، إن الروس والمجوس يجوسون خلال الديار ! ينهشون من جسم هذه الأمة اليتيمة ، 

أمة عز نصيرها ، وقل رافدها ومعينها ؟

٥/ هاهي طائرات الحقد الصليبي تجوس خلال الديار ؟

حيا الله كل شباب الإسلام ، شباب  جماعة الدعوة والتبليغ الإسلامية الذين اختلطت دمائهم بصفحات كتاب الله ، وهم في الصلاة ، في مسجد من مساجد الله ( في بيوت إذن الله أن يرفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال ٣٦ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ٣٧ ) النور 

إن مسجد قرية الجينة ، مسجد عمر بن الخطاب في ريف حلب الغربي قصف بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية مصاحفه ممزقة ، وبسطه محترقة ، والأشلاء تملأ المكان تنادي يالتارات محمد ، صلى الله على محمد .

إنها جريمة وعار في جبين كل مسلم ؟

إن طيران الحقد الصليبي قتل أطفال آل السايح في إدلب وهم تحت الردم يصرخون بالأمة يالتارات محمد صلى الله عليه . 

إن صرخة من امرأة صاحت وامعتصماه خربت عمورية !

والآن صراخ اليتامى والأيامى ودماء الشهداء تقول : واسلاماه ؟ 

فأين شباب الإسلام ؟ وشيوخ الإسلام ؟ يتجاوبون ويقولون لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك 

٦/ إن كل مسلم في قلبه ذرة إسلام وأذنه تسمع صراخ الصبايا والأطفال : واسلاماه ، واسلاماه ؟

ياورثة الأنبياء ، ياأصحاب اللحى والعمائم هبوا للدفاع عن تراث محمد وهدي محمد عليه الصلاة والسلام الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج  .

الله .. الله في دماء الشهداء ،

 حسبنا الله ونعم الوكيل ، 

ارحم بفضلك ياالله شهداء سوريا  وشهداء المسلمين .

وخص اللهم بفضلك بلدنا الصغير باب الجهاد ، باب المكارم ، باب الأمجاد ، مدينة علماء الإسلام الشيخ الطرابيشي وأبو الفتوح وأبو البقاء والنعساني والجحجاح والمسعود وأبو النصر خلف رحمهم المولى 

اللهم نصرك الذي وعدت به المؤمنين ، اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا نصر إلا نصرك ، صبّ اللهم لعنتك على من ظلمنا وعادانا . 

إلهنا جباهنا تسجد لك ، وظهورنا تركع لك ، ولساننا يهتف سبحان ربي الأعلى  .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

واسلامااااااااه

وسوم: العدد 714