حول موقف الجامعة من جريمة الكيماوي في خان شيخون وتداعياتها هل هذه دكان أحمد أبو الغيط وشركاه ؟!

منذ عقود ردوا علينا ، حين تساءلنا عن علاقة الجامعة العربية بتطلعات الشعوب العربية : إن هذه جامعة دول وليست جامعة شعوب .

ومنذ ثورات الربيع العربي ، وانكشاف العديد من الأنظمة الاستبدادية الشمولية ، والشمولية هنا للتمييز ، بدأ يتضح لنا أن هذه الجامعة ، ليست جامعة شعوب ، ولا هي جامعة دول ، وإنما هي مستعمرة ( لشلة ) من عقارب الشموليين العرب من صناع الهزيمة ، ومكرسي الاستبداد ، وممارسي الفساد ، بأبشع صوره وأشكاله .

في مؤتمر القمة العربي الأخير الذي انعقد في عمان العرب ، بدت البغضاء على ألسنة الكثيرين من كوادر الجامعة العربية ، وفي تصرفاتهم وسلوكياتهم وكانت الأمة أجمع تعلم أن ما تخفي صدور هؤلاء البلطجية والشبيحة على النظام العربي والشعوب العربية أكبر ؛ وكان الأمر أكثر وضوحا فيما قال وفعل أحمد أبو الغيط إياه ..

ست سنوات والشعب السوري يقتل وينتهك ويشرد ، وست سنوات وإيران الصفوية الفارسية تنهش في جسد الأمة العربية كل الأمة العربية عن بعد، وتطعن بخناجرها المسمومة في أجساد العراقيين والسوريين واليمنيين، وحثالةٌ من أدعياء القومية والليبرالية والعلمانية يتحكمون في مفاصل الجامعة العربية ، ويحركونها ويتحركون بها ضد مصالح الأمة العليا ، ضد شعوبها ، ونظامها العام ، خدمة لأصحاب مشروعات خارجية غازية (صهيونية – صفوية ) أو مشروعات داخلية هدامة ، مشروعات البلطجة والتشبيح  ( والأسد أو نحرق البلد ) .

تمادى هذا الأمر بالإدارة العميقة للجامعة العربيةحتى بلغت الجرأة بالمدعو أحمد أبو الغيط ، أن يستخف بإرادة الدول العربية ، قياداتها وزعاماتها ، ليعبر في موقف مريب عن آراء الشبيحة والبلطجية في آن واحد في بيانين مترادفين الأول يتعلق بجريمة الحرب التي وقعت في خان شيخون ، والثاني في التعليق على المحاولة الأمريكية المحدودة للجم إرادة العدوان في نفس مجرم الحرب بشار الأسد ..

صبيحة وقعت جريمة الحرب الموثقة باستخدام غاز السارين ، من قبل طائرات مجرم الحرب بشار الأسد ،مدعوما من شركائه الروس والإيرانيين والشبيحة العرب وعلى رأسهم بعض الأنظمة العربية الفاقدة لشريعتها ؛ الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد سوري بينهم عشرات الأطفال ..خرج علينا شريك الجريمة ، والمتواطئ على تمريرها (احمد ابو الغيط ) ببيان إدانة ، بلا طعم ولا لون ولا رائحة ، بيان إدانة، يتحدث عن جريمة في فراغ ، يدين الجريمة ويتستر على المجرم ، ولا يتستر عن المجرم إلا مجرم مثله ..

ولقد جربنا أنه في  كل مرة يتحدث أولياء الدم عن ضرورة تعليق الجريمة في عنق صاحبها ، يتلطى المجرمون والشبيحة وراء الجدر القصيرة ، ويطالبون بضرورة التريث لانتظار نتائج التحقيق الدقيق ، كما فعلت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف ( مارين لوبان )  في دفاعها عن زعيم اليسار العربي بشار الأسد !! ثم سار على نهجها أحمد أبو الغيط المسمى أمين عام الجامعة العربية ..

ينسى أو يتناسى مجرمو الحرب المدافعون عن مجرم الحرب ، وعلى رأسهم أحمد أبو الغيط ، أن لجان التحقيق الدولية الأممية ( المحايدة ) قد سبق ان وثقت عشرات الوقائع والجرائم الكيماوية ، أدانت بها مجرم الحرب بشار الأسد وليس غير بشار الأسد . وسنعتبر بدورنا في هذه الإدانات الدولية الحقوقية والأممية إدانة حقوقية إضافية لكل الذين ما زالوا يدافعون عن مجرم الحرب بشار الأسد ، ويتبنونه ، او يتذرعون للتغطية على جرائمه من يمين وشمال ..

ثم يصدر البيان الثاني عن (أحمد أبو الغيط ) نفسه ، (أحمد أبو الغيط)  الذي لم ير في استعمال غاز السارين في سورية تصعيدا خطيرا ، ولم ير في صدور الأطفال تحشرج بأنفاس الموت تهديدا لشعب سورية ووحدتها ، ولم ير في الوجود الروسي والفارسي الصفوي والأمريكي المدافع عن قوات البي واي دي  على الأرض السورية قوى أجنبية تتموضع على الأرض السورية ؛ ليرى ذلك فقط في محاولة متواضعة من الرئيس الأمريكي الجديد لتخفيض مستوى نزوع الشر في نفس مجرم الحرب بشار الأسد ..

لقد أصبح من حقنا ، بل من واجبنا ، بل مما لم يعد من حق مؤسسات المعارضة السورية أن تسكت عليه ، المبادرة إلى إعلان إدانة صريحة وواضحة لسياسات المدعو ( أحمد أبو الغيط ) الذي يحتل موقع الأمانة العامة للجامعة العربية ، إدانته في شخصه ، وإدانته في سياساته ومواقفه، التي تغرق الجامعة العربية في عمق جريمة الحرب يرتكبها المجرمون على الأرض السورية   ..

من حقنا ، بل من واجبنا ، بل مما لم يعد من حق مؤسسات المعارضة السورية أن تسكت عليه ؛ إدانة البيان الباهت الذي لا معنى له ، والذي أصدره شركاء الجريمة في (خان شيخون)  من المتربعين على مقاعد المسئولية في الجامعة العربية ، وعلى رأسهم كبيرهم الأمين العام احمد ابو الغيط ..

ثالثا- لقد أصبح  من حقنا بل من واجبنا ، بل مما لم يعد من حق مؤسسات المعارضة أن تسكت عليه  إدانة وشجب واستنكار البيان الذي أصدره المدعو (أحمدأبو الغيط ) تعليقا على محاولة الرئيس الأمريكي الجديد للجم نوازع الشر عند مجرم الحرب بشار الأسد ..

إن شعور المدعو (أحمد أبو الغيط )، بالفراغ ، وإحساسه بالتسيب واللامبالاة الذي يجتاح مواقف مؤسسات المعارضة السورية أولا ، وخارجيات الكثير من الدول العربية ثانيا ؛ هو الذي يجرّؤه على مخالفة صريحة ومباشرة لمواقف ست دول عربية هي ( السعودية – الأردن – الإمارات العربية – قطر – الكويت – البحرين ) مع تركية والتماهي المباشر مع الموقف الإيراني ، ومع المجرم بشار الأسد ضد حرمة الدم السوري ..

إن بشار الأسد مجرم حرب ، وجريمته موثقة بشهادات العشرات من لجان التحقيق الإنسانية والعدلية الأممية والدولية ،  وكل من يدافع عن مجرم الحرب في أي ظرف ، وتحت أي عنوان مجرم حرب مثله .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 715