"إطلاق سراح المختطفين القطريين. ...ما هو الثمن؟

إيران ذات خبرة قديمة في التخطيط للعمليات الإرهابية بما في ذلك عمليات الخطف والتغييب كي تقايض الدول التي يحمل المختطفون جنسيتها للحصول على مكاسب وتنازلات سياسية في مواقف تلك الدول على فدية مالية عادة ما تكون كبيرة متناسبة مع قيمة المختطفين ومكانتهم السياسية الاجتماعية والمالية، وخطورة هذا النوع من العمليات يتأتى من كون الطرف المخطط والمستفيد من اللعبة بكاملها دولة معروف تاريخها بهذا النوع من الابتزاز السياسي والمالي، وبالتالي فبحكم تجربة المجتمع الدولي مع إيران، فإن دول الضحايا تكون في نهاية المطاف مضطرة لتقديم تنازلات مذلة حتى مع رفعها لشعار عدم المساومة مع الإرهاب في أي ظرف، وتراكمت خبرة إيران في النشاط الإرهابي من خلال عدد من المنظمات الإرهابية مثل حزب اللبناني وخاصة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ثم المليشيات الشيعية في العراق والتي توسع نطاق عملها من خلال كونها جزء من سلطة التحالف الشيعي الحاكم منذ احتلال عام 2003، وتعمل بتوجيه إيراني مركزي يخططه فيلق القدس تحت مظلة حكومية إما بغض النظر أو بالصمت الرسمي.

لذلك اريد أن أوجه نداء لكل بطران من أثرياء الخليج العربي فأقول لهم " كفوا عن ترفكم من أجل أسركم ومن أجل سلامتكم ومن أجل كرامة بلدانكم كي لا تتعرض للمساومة مع حثالات إيرانية تمكنت من رقبة العراق فحولت أرضه إلى مصيدة للمغفلين من أجل ابتزاز بلدانهم من وراء الستار، فتلقى التبعة على مليشيات تعمل لإيران ولكن الأخيرة على استعداد للتبرؤ منها والتنصل عن مسؤولية ما يقع فتحتفظ لنفسها بسمعة الدولة المحاربة للإرهاب، والمستفيد الأول من نتائجه المباشرة.

إيران ليست دولة راعية للإرهاب وإنما أكبر دولة مصنعة ومصدرة له في العالم.

و لا أريد أن أهمس بإذن أثرياء الخليج وإنما أقولها عالية "العراق ليس العراق العربي المسلم الذي يحمل كل ما يفخر بها الإنسان من قيم، بل هو عراق مسلوب الإرادة تديره مافيات ومليشيات تتحرك وفقا لأوامر بنك صادرات إيران وبنك ملي إيران".

حسنا إذا كان الصيد جزء لا تستقيم حياتكم من دونه، ابحثوا لكم عن ساحة غير ساحة العراق المنتهك السيادة والشرف، فلا تسلموا رقبتكم ورقاب عوائلكم، ولا تضعوا دولكم أمام خيارات أحلاها مر، وهنا لا بد من مطالبة حكوماتكم بأن تصدر قرارات حازمة وملزمة بعدم السماح لأحد من المترفين والأثرياء والأمراء بالسفر إلى العراق إلا في أضيق نطاق رسمي فليس العراق للصيد، ومن يأتيه سرعان ما يتحول من صياد إلى طريدة ثمينة في ميزان دولها.

ربما كثير منكم يعلمون وبعضكم لا يعلمون بما جرى في المنطقة من أحداث من مطلع الألفية الثالثة وحتى اليوم، لأن بعضهم منشغل بأمور أخرى، وقد قال الشاعر:

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة           وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ارحموا حكوماتكم ولا تكلفوها أكثر من طاقتها، فإيران عدو لا يرحم، ويحسن بنا نحن العرب أن نكون بمستوى التحدي.

وكفى أن تجعلوا قضايا الشعب العربي وخاصة الشعب ثمنا لعبث بعض المترفين منكم، من المؤكد أنكم ستعرفون أن إيران هي التي خططت لجريمة الاختطاف وأوكلت مهمة التنفيذ إلى مليشيا الجريمة والقتل والاختطاف وخاصة فيلق بدر الذي يمسك بحقيبة الداخلية، ثم جعلت من نفسها وسيطا، ثم حددت شروطها بأن تفرغ مضايا والزبداني من سكانها وتأتي بمستوطنين من إيران وحزب الله ومن الموالين لنظام بشار ليكونوا جزء مما أسماه هذا القاتل بسوريا المفيدة.

د.نزار السامرائي                                                                              

مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية