كل مخابرات العالم تدعي كرهاً بداعش وداعش لاتقر لهم بذاك

-الحلقة الاولى-

المنسق العام للهيئة السورية للإعمار

اعزائي القراء 

النمو الطبيعي للنبات في الارض اساسه بذرة فحتى تستمر هذه البذرة بالحياة بجب ان تتضافر عدة مصادر مجتمعه تساعد على نموها: 

فهناك تاجر البذور .

وهناك صاحب الارض .

وهناك تاجر الاسمدة.

وهناك صاحب الأدوية النباتية. 

وهناك الفلاحين للعناية .

ثم جني المحصول وإرساله الى سوق الجملة لبيعه ليجني المستثمر الأكبر الأرباح بالنهاية. 

فكل شيء بالطبيعة التي خلقها الله تحتاج لتضافر جهود وتعاون, 

وبذرة الارهاب لا تشذ عن هذه القاعدة

وهذا مايبدو جليا في الحلقة القادمة . 

اخواني... 

اثناء الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي لم تكن بذرة الارهاب موجودة او انها بذرة خبيثة غير معتنى بها ولم يكن احد يتحدث عنها. 

فالغرب كان يحتاج لكل من يمد له عونا لاسقاط السوفييت وقد تم استغلال المسلمين في عملية إسقاط السوفييت الى أقصى حد وكان سبيلهم لذلك هو الضرب على وتر الشيوعية وإخافتهم من نشر الإلحاد في بلادهم. 

وبتجييش المسلمين تم اسقاط السوفييت في أفغانستان وبسقوطه انتهت اسطورة الشيوعية. 

بعد هذا السقوط انتشر فائض قوة لدى فريق من المسلمين والذين حاربوا في أفغانستان وشعروا انهم قوة كبيرة استطاعت تدمير الشيوعية ،إذن هم قادرون على فرض توجهاتهم وهذا ما تصوروه ،

الا ان القصور التنظيمي لديهم والثقافة السياسية المحدودة واعتمادهم الغلو وعدم الحداثة واعتمادهم السلاح طريقا لغايتهم لم يستطيعوا كسب مواقع عند شعوبهم, فتم استخدامهم كاداة بيد الغير من حيث لا يعلمون وهي لعبة المخابرات الكبرى .

فبعد سقوط السوفييت كان على الغرب ان يشيطن الشعوب العربية والإسلامية كخطوة استباقية لافشال ثوراتها على حكامهم الديكتاتوريين وكذلك عليهم لإخماد نهضة الشعوب الساعين لبناء دول حديثة ومتقدمة تكنولوجيا، فاستشعرت المخابرات الغربية بهذه التطلعات والتي كانت تلوح بالافق فكان عليها حماية هولاء الحكام او استبدالهم بحكام على شاكلتهم من الذين يمثلوا الأدوات التي زرعها الغرب في معظم هذه الدول لضبط حركات الشعوب . 

فكانت اول الاختراقات المخابراتبة الامريكية للقاعدة فهي الأدرى تماما بطبيعتها حيث حاربت في أفغانستان تحت سمع وبصر هذه المخابرات ، فكانت تعرف أسماؤهم واعدادهم والى اي الدول ينتمون وكذلك اسماء من قضوا في أفغانستان ومن عاد منهم لوطنه ومن هم المفقودين (وهؤلاء المفقودين كانوا أساس المؤامرات طالما انهم يمكن أحياءهم مخابراتيا بأي لحظة رغم موتهم وتسجيل عمليات ارهابية باسمائهم).

وبانتهاء الحرب في أفغانستان ظهرت القاعدة بشكل أقوى ،الا ان الفخ كان جاهزا ومدروسا وهو تشجيع هذه التنظيمات لكي تاخذ شكلا تنظيميا يخدم المخابرات الغربية فكان التنظيم المفتوح السهل الاختراق ، ومثل هذا التنظيم اصبح متاحا لكل مخابرات العالمية ،كل ما عليها ان تفعله هو تشكيل خلاياها من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ثم تشرع بتنفيذ ما تشاء من عمليات ارهابية تحت اسم القاعدة ،بينما رؤوس وقيادات القاعدة المقيمين في طورا بورا تصدر بيانات التبني وهي في حالة فخر بوصول عملياتها الى أقصى الارض ، وكما يقال (يا غافل الك الله)

ومن هذه البداية يمكن القول ان القاعدة سقطت بالكامل بيد المخابرات العالمية 

فصار كل نظام دولي يصنع مجموعته وينسبها للقاعدة للاستفادة منها امام شعبه لتقوية حكمه الديكتاتوري وجعله مقبول عالميا ، وحصدت الدول الكبرى الاستفادة الكبرى فتم شيطنة الشعوب عن طريق هذه التنظيمات المخترقة حتى النخاع بل بدأوا حتى الغمز من العقيدة الاسلامية تحت هذا الاختراع.

ومن هنا بنى الخبراء المحايدين سواءاً كانوا سياسيين او فنيين اتهامهم للمخابرات الامريكية بفرعها القاعدي بتدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك حيث بدات بعدها على الفور حرب إسقاط طالبان كبرهان على عداوتها لها ثم انتقلوا بعدها مباشرة الى العراق يوم لم يكن هناك مايسمى بارهابي واحد فيها 

فكانت خطوة استباقية أمريكية لوضع رجلها في المنطقة واعتماد التحالف السري مع ايران للمساعدة على بقاء الأنظمة التي ترغب بها ومحاربة شعوبها بعد ان ظهر في الأفق ملامح ثورة الشعوب ضد هذه الأنظمة الفاسدة .

رداء القاعدة لم يعد يتسع للمؤامرة الكبيرة والتي نعيشها اليوم فكان لابد من إنهاء تدريجي للقاعدة او تركها بالظل كعامل مساعد بعد ان اغتالت مؤسسها وحافظت على بعض قياداتها في طورا بورا وكان بامكانها اغتيالهم ولكنها كانت بحاجة لهم لتستفيد منهم في شيطنة اتباعهم كما يحصل في سوريا لأحداث المزيد من الفرقة في مكونات الشعب الواحد رغم اني لا اتهم شخصيا قيادات لهم بعينها ولكن عليهم ان يعرفوا ان أحياءهم وجعلهم قوة هو المربح الكبير لاعداء الشعب السوري .

اعزائي القراء 

الصغار الذين ربتهم أمريكا من ملالي طهران وبغداد ودمشق كبروا وصار لهم دور فكان لابد من التعاون معهم في بناء تنظيم جديد حديث وبطريقة أكثر تنظيما معتمدين على خبرتهم في اختراق القاعدة فكان التحالف الامريكي الاسرائيلي الاسدي والمللي في اختراع تكنولوجيا داعش 

هنا علينا ان نعود الى البذرة والتي ذكرناها في بداية المقال 

فكان تعاون تاجر الجمله مع صاحب الارض وبقية التجار والمستثمرين لإنتاج نبتة الشر الجديدة بجهود متضافرة فكانت داعش 

مع استنباط نبتة احتياطية سموها مجموعة خرسان مازالت بالظل قد تظهر في اي وقت يحددونه في حال انتهاء دور داعش. 

وهذا ما سنتكلم عنه في الحلقة القادمة ان شاء الله

مع تحياتي

2

اعزائي القراء 

ذكرت في الحلقة السابقة ان التغلب على الخصم الاول للغرب وهو السوفييت بيد مقاتلين اسلاميين في أفغانستان حصلت امريكا عليه مجانا تقريبا بتشجيعهم لمحاربة الروس تحت ذريعة الخوف من الشيوعية الملحدةً كعقيدة سوفيتية مما قوى حماسهم في قتال الخصم الشيوعي .

وبانتهاء السوفييت جاء دور العالم الاسلامي وكان طريق الغرب وإسرائيل لتفتيته هو الاستفادة من تجربة تنظيم القاعدة .

فالمخابرات الامريكية تعرف مداخل ومخارج هذا التنظيم من الألف للياء 

وهذا ما سهل عليهم عملية اختراقه .

ولكن العامل الأكبر الذي ساعد على هذه الاختراقات هو كون انفتاح هذا التنظيم على العالم كله بما يعرف بالتنظيم المفتوح فليس له نظام داخلي ولا طلبات انتساب ولا تدقيق بالسيرة الذاتية للعضو المنتسب فهو كبيت بلا سقف تم خلع بابه ونوافذه فالكل صار بمقدوره الدخول اليه والمكوث فيه والخروج منه كما يشاء.

هذا هو تنظيم القاعدة والذي تحول الى مصفاة من كثرة الثقوب التي احدثتها المخابرات العالمية به حيث أسست كل دوله قاعدتها الخاصة بها ونسبتها الى قيادة طورا بورا ،وقيادة طورا بورا فرحة بازدياد اعدادها وهجماتها. 

اليوم المؤامرة أضحت اكثر تركيزا وتنظيم القاعده لم يعد يفي بأغراض المؤامرة الكبيرة وخاصة بعد اغتيال مؤسسها فتم تنسيقها او وضعها في الصف الثاني كاحتياطي (Stand by) واختراع جيل جديد من الارهاب, فالارهاب الجديد كما ذكرت في الحلقة الاولى هو كالبذرة تحتاج لمجموعة اختصاصات لانباتها 

فكانت داعش.. 

او ما اطلقت على نفسها اسم : الدولة الاسلامية في العراق والشام او تنظيم الدولة .

ففي شهر نيسان/ابريل من عام ٢٠١٣ بدانا نسمع بهذا التنظيم الا ان الأخبار الموثقة افادت انه في شهر كانون الاول من عام ٢٠١٢ تم عقد اجتماع سري في احدى ضواحي دمشق حضره ممثلون عن المخابرات السورية وحزب الله والمخابرات الايرانيه كما تم إعلام المخابرات العراقية بنتائج الاجتماع السري لنقل فحواه الى المخابرات الامريكية لأخذ الرأي ووضع اللمسات الاخيرة عليه( لم يعد ذلك سراً بعد تصريحات السيدة كلينتون والرئيس ترامب) حيث أضيف للتنظيم ملحق سموه مجموعة خرسان والتي وصفها الرئيس أوباما من أنها أخطر من داعش بعدة مرات وكان هذا الملحق بمثابة الاحتياطي لداعش في حال فشلها بالقيام بالمهمات المعهودة اليها. 

فتم تجنيد بعض المعتقلين في سوريا والعراق وإضافة عناصر مخابراتية لهم وجندت له دعايه أممية واسعه لجذب متطوعين من دول إسلامية محيطة بروسيا وبعض متطوعين من الدول العربية فصار التنظيم مزيجا من المتطرفين حيث كل قيادة تعمل لحسابها ولكن بالنهاية تصب أعمالها في صالح الفوضى التي يديرها النظام الإيراني والأسدي وجميع الطائفيين لبقاء نفوذهم في المنطقة بينما يقف وراءهم بصورة مباشرة او غير مباشرة مخابرات دولية .

أعزائي القراء ..

تم تدشين مايعرف باسم تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"في شهر نيسان/ابريل من عام ٢٠١٣ وانضم اليه اغلب المقاتلين الاجانب في النصرة، وهو ما شكل افتراقا علنيا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والجيش الحر والفصائل المعارضة الاخرى وعلى رأسها النصرة واحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية - العراقية حتى اطراف مدينة حلب شمالي البلاد وسط انبهار المتابعين لسرعة التحرك المفاجيء والذي تعجز عنه الدول الكبرى ،وهذا يذكرنا بسرعة تحرك طالبان الافغانية في القرن الماضي والتي قضت على نظام حكمتيار وسياف وحلفائهما بسرعة البرق ثم تبين بعد ذلك ان طالبان هي صنيعة المخابرات الباكستانية بالاتفاق مع الولايات المتحدة لنشر الغلو عن عمد والذي هو أصل التطرّف ثم القيام بعد ذلك بتدمير أفغانستان كما فعلت في عهد الرئيس بوش .

الا ان الانبهار الأكبر كان باعلان التنظيم عن دولته باجتياح وإحتلال ثاني أكبر مدن العراق وهي الموصل في ٩ حزيران /يونيو ٢٠١٤ . ووصل التنظيم في زحفه إلى مسافة غير بعيدة عن العاصمة العراقية بغداد .

في ذلك الوقت بدأت التساؤلات الجدية عن تمكن تنظيم وليد من إسقاط مدينة محصنه بالعراق هي الموصل معززة بفرقه عسكرية عراقية مسلحة حتى أسنانها من قبل ٣٠٠ مهاجم من داعش؟ 

كما كتبت الصحافة العالمية متساءلة عن سبب تعزيز الدولة العراقية لفرع البنك المركزي في الموصل بأكثر من مليار دولار قبل استيلاء داعش على الموصل بايام لتحصل عليها كغنيمة بارده ؟ مما يثبت ان كل ذلك تم بتخطيط مسبق من أجل استمرارها .

واستمرت داعش في تمددها عبر بوادي وأراض مكشوفه دون استهدافها ولو بقذيفة واحدة من طائرة فاستولت على نصف مساحة سوريا تقريبا ً و80 بالمائة من موارد النفط والغاز في البلاد.

ولكن ما يعزز عمالة هذا التنظيم كان في عبوره للبادية السورية من الرقه الى تدمر عبر عربات بيك اب بلغ تعدادها ١٠٠ عربه 

كان يكفي كمية الغبار المثار من هذه العربات وهي في طريقها لتدمر للتعرف عليها دون الحاجة لرادارات او طائرات تجسس والقضاء عليها ودفنها في الرمال ولكن هذا لم يحصل , فإذا جمعنا جملة هذه التطورات الداعشية المبهرة إضافة إلى أن كل غزوات هذا التنظيم والتي تتمركز في مدن وبلدات مسلمه العقيدة عربية الانتماء لوصلنا إلى قناعه لم تعد تقبل الشك من ان ايران والاسد وبتشجيع مخابراتي عالمي هم زارعو هذه البذرة الخبيثة .وقد يظن البعض أن هذا التنظيم يخبط خبط عشواء فتارة تجده في مدن العراق وتارة في شمال سوريا ثم يزحف الى وسطها واليوم يتمدد على حدود الأردن فهذا الانتشار هو عمل مدروس وليس فعل عشوائي , فهو يدخل هذه المدن والبلدات ليخرج منها وقد تركها قاعا صفصفا.. عمرانها محطم ..وأهلها مهجر ليحل الطائفيون بدلا عنهم .

شعر المجرمون بالحرج فبدأوا يدافعون عن أنفسهم برمي تهمة تصنيع داعش على الاطراف الاخرى.

فإيران بدات تتملص من جريمتها باتهام السعودية وتركيا وقطر , وتدعي ان القوى الدولية المناوئة لنظام الاسد هي التي تدعم التنظيم والسماح له بالتمدد. 

لكن السعودية وتركيا والعديد من قوى المعارضة السورية أبرزت وثائق تدين ايران ونظام الاسد مع نظام المالكي بالمسؤولية عن نشوء هذا التنظيم والتواطؤ معه لكي يتم اعادة تأهيل النظام والسماح له بالاستمرار في البقاء لأن البديل عنه كما يخططون له هو داعش في حال سقوطه إضافة إلى تهجير سكان سوريا والعراق .

وهذا برأيهم سيدفع العالم بتغيير حساباته تجاه الاسد وبالتالي قبوله .

لقد كلّف وجود داعش في سوريا استنزاف طاقات الجيش الحر والثوار ومساعدة النظام على استعمال اقسى درجات الارهاب ضد الشعب السوري .

ولكن السؤال هو: هل حصل المتآمرون على كل غايتهم من هذا التنظيم ؟

الجواب :لا

فوضع ايران اليوم سيء

ووضع داعش متراجع

ودخول تركيا بشكل أقوى على خط الازمه صار اكثر جديا. 

وتهديدات اردنيه للنظام السوري بدأنا نسمعها لأول مرة.

والانتخابات الامريكية والفرنسية لم تأت على الأقل بنتائج لصالح المتامرين.

بقي أمر واحد للقضاء على مؤامرة داعش وصناعها وهو إحداث جيش حر منظم وموحد ليكون له اليد الطولى عوضا عن الايادي الغريبة الأخرى المتشابكة في القدر السوري والتي تقوم بعمل خلطة غير مفهومه .

فيا أيها السوريون إياكم أن تتركوا مصيركم معلقا بايادي غيركم.

مع تحياتي..

وسوم: العدد 719