الدعاية السيئة ؟! لجلال الدين الرومي

قصة رمزية لها مايصدقها في واقعنا اليوم ؟! من خلال الذين يطبقون فهمهم القاصر للإسلام ، ومنهجهم المتعسف ، وسلوكهم الأحمق ، وغرورهم الأهوج ؟! اؤلئك الذين يسيئون وهم يتوهمون أنهم يحسنون صنعاً ! فيخدمون أعداء الإسلام  عندمايقدمونه بعيداً عن وجهه الحضاري والإنساني ؟!

أبو بشر 

 ( كان يوجد في إحدى القرى مؤذن رديء الصوت ، وكان الناس يضيقون به وبصوته الذي يصدع رؤوسهم ؟! حتى إن الأطفال كانوا يفرون عند سماع صوته ! كما يفرون من خيال الغول ! 

فأجمع السكان على أن يتخلصوا منه ولو بثمن ؟! فجمعوا مبلغاً من النقود وتقدموا إليه ، وقالوا : لقد منحك الله صوتاً لا يشبهه صوت الناي  ولا نغم العود ! وقداستفدنا كثيراً ، ونريد أن يتمتع غيرنا كما تمتعنا به  والمؤمن يحب لأخيه مايحب لنفسه ، فتقبّلْ منا هذا المبلغ المتواضع ، وانصرفْ مشكوراً ،  وانشرْ بدائع ألحانك من صوت أذانك على بلدة أخرى .

فتناول المؤذن المبلغ ،وهو يظن أنه قد بلغ من القوم غاية رضاهم ؟! ثم بحث عن قافلة متوجهة إلى الحرمين ، وفي أثناء الرحلة توقفت القافلة عند أحد المنازل لقضاء الليل ، فقام المؤذن المختال بصوته المعجب بموهبته ، واستعلن بالأذان .

 وبعد قليل شاهد المسافرون قدوم أحد الكفار الأغنياء ، ومعه أطايب الحلوى والهدايا ! وسأل مٓن في القافلة قائلاً : أين مؤذنكم الذي سمعنا صوته الآن ؟  فسأله بعضهم : ماالذي أعجبكم في صوته ، وكيف طابت أنفسكم  لسماعه ؟! فأجاب : إن لي ابنةً تمتاز بجمالها ورشاقتها !ولكنها منذ شهور مال قلبها إلى الإسلام ، فحاولنا صرفها عنه ، فلم نستطع ؟! ولما سمعت هذاالصوت البغيض من المؤذن تضايقت ، وسألت عنه ؟ فخدعتها أختها بأن هذا يمثل شعار الإسلام ؟! 

وعند سماع ذلك توهمت أن كل شعائر الإسلام لا تُؤدى ألا بمثل هذا الصوت !؟ فضعفت عقيدتها الجديدة ! 

ولما كنتُ غير مسلم ، وكان طبيعياً  أن أرتاح إلى مثل هذا ، وأن أقدم الهدية إلى هذا المؤذن !!؟ 

ويعقب جلال الدين الرومي قائلاً :  إن الدعوة إلى مبدأمن المبادئ  يحتاج إلى تنسيق وأسلوب يضفي على المبدأ رونقاً وجمالا يُكسبه القبول ، وإن بعض الدعاة يسلكون أساليب معقدة رديئة يتنفّرمنهم  الناس . ويضيف : وقد أطال بعض الصحابة الصلاة ، فشكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلامه الرسول ، وقال : أفتٰان أنت !؟ ثلاث مرات .. ثم قال : مٓن أمّ الناس فليُخفّفْ  ... وفي القرآن الكريم : اُدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة !!

وسوم: العدد 730