وين الملايين؟ والشعب العربي وين ؟وين دعم الأقصى وين ؟

وين المطربة اللبنانية جوليا بطرس ؟ لتعيد أغنيتها  وين الملايين؟ والشعب العربي وين ؟ من جديد على أسماع الملايين التي  تغط في سبات عميق وقد صمت آذانها عن أنين القدس والمقدسيين ؟  فها قد انفرد الصهاينة المجرمون بالقدس والمقدسيين فأغلقوا بوابات الأقصى ، وجعلوه مرصودة إلكترونيا ، ومنعوا فيه رفع الأذان و إقامة الصلاة ، وعطلوا ما أمر به ذوالعزة والجلال والملايين عبارة عن قطعان تتفرج كما تتفرج قطعان البقر الوحشي  وهي تقضم العشب أو تجترّ على بعض  من يقع منها فريسة الأسود الضارية . وقد تخالف أحيانا قطعان البقر الوحشي طبعها فتثور ضد الأسود التي تهاجمها كما تصور ذلك بعض أفلام الاستطلاعات  وهو ما لا تقوم به ملايين  العرب التي سألت عنها مطربة لبنان. ولقد تبلد حس الملايين ،ولم تعد  تربط بينها وشائج ، وصار الجسد الذي كان في الماضي يتداعى  بالسهر والحمى حين يشتكو منه العضو الواحد لا صلة بين أعضائه ، وكل عضو منه يشتكي دون أن تصل شكواه إلى غيره لأن الجسد ممزق  الأوصال وقد مات . الملايين شغلت عن قضيتها  الدينية والقومية بكل أنواع اللهو من سهرات ومهرجانات ومباريات رياضية لا تنقضي ، ونشأت أجيال هجينة أو ملايين هجينة انقطعت صلتها بهويتها الدينية والقومية وقد وجهت وجوهها شطر العواصم الغربية  واتخذتها قبلة عوضا عن الكعبة المشرفة بعدما نفخ الغرب الردة فيها ، وصارت غربية الهوى وثنية المعتقد علمانية النهج لا تعني عندها المقدسات شيئا بل صارت تسخر من المقدسات وممن يقدسها ، ونجح الغرب في تحويلها إلى مسخ يثير السخرية والشفقة في نفس الوقت، وقد جعلت أقصى همتها أن تتشبه بالغربيين لأنها تعتقد لسفه ابتليت به أن إدراك الشأو في التحضر والرقي إنما يكون بتقليد الغرب التقليد الأعمى . ولم تنتبه الملايين الضالة في متاهات الحضارة المادية الغربية المنحطة أخلاقيا  أن اليهود هم مهندسو هذه الحضارة ، وأنهم إنما يصممونها لتخدم حلمهم التاريخي وهو إنشاء الوطن القومي الصهيوني المزعوم  في قلب العالم العربي الزاخر بالخيرات والذي إذا تحقق  دان لهم العالم بأسره . إن اليهود وهم أهل مكر وخبث خلعوا على الملايين العربية هندامهم وألبسوهم  ما شاءوا حتى السراويل التي قدت وكشفت عن الركب ، حلقوا رؤوسهم  فجعلوا القزع يعلوها ، وكشفوا عن أجسادها وجعل العري يكسوها ، واستباحوا أعراضها وجعلوها أرخص المعروضات في أسواق الخلاعة ، وزينوا لها الفواحش والدياثة . ولم يقدموا على ذلك إلا بعد أن تأكدوا من سريان مفعول التخدير فيها ، فصارت  تحت التخدير ترى في هندامها وقزعها وعريها وإباحيتها وخلاعتها ودياثتها حضارة ورقيا مع  ما في ذلك  من استخفاف  اليهود الجلي  بسفاهتها واستسلامها وخضوعها لمن يعبث بها ويسخر منها. وهل ينتظر من  هذه الملايين المغفلة التي تساق سوق النعم والمتهافتة على ما يمليه عليها اليهود من   تفسخ وانحلال  أن تتنبه إلى  مكرهم وخبثهم وما وراء ذلك من أطماعهم  مبيتة ؟  إن اليهود يخططون بخبث ومكر ، ولا يقدمون على خطة من خططهم الجهنمية إلا بعد التأكد من  استحكام المخدر الذي يضخونه في جسم الملايين الخاضعة  لهم . والمتتبع لعملية تهويد القدس يلاحظ كيف تتطور  هذه العملية  على قدرفعل مفعول التخدير في الملايين  الخاضعة ،علما بأن المؤشر على التخدير إنما يقاس بقدر بعد الملايين عن الدين . وما يحدث اليوم في المسجد الأقصى المبارك يشي بقرب بلوغ  التهويد  ذروته وإعلانه رسميا أمام أنظار العالم . ولقد نجح الصهاينة في تمرير فكرة اتهام المقاومة ضدهم بالإرهاب ، وقد خططوا بمكر وخبث لإقناع الملايين بأن المقاومة ضدهم  هي بالفعل إرهاب ،واختفت كلمة مقاومة وجهاد من قاموس الملايين  وقد فرضت ذلك قياداتهم فرضا والويل والثبور وعواقب الأمور لمن خالف أمرها. وصدق خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري في تصريحه الذي نقلته وسائل الإعلام اليوم حين قال : " إن نصب البوابات الإلكترونية عبارة عن اختبار للإرادة العربية المعطلة " وهذه عبارة خبير بمكر وخبث الصهاينة الذين لا يقدمون على خطوة أو قرار إلا بعد اختبار هذه الإرادة السائرة نحو الشلل التام. وما كان للصهاينة أن  يقرروا منع رفع الأذان والصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين  الشريفين ، ويفرضوا بواباتهم الإلكترونية  وهي خطوة تدل على فرض الوصاية على الصلاة  لولا تأكدهم من  عطل الإرادة العربية قادة وشعوبا . أما القادة فمنشغلون بالهرولة والتهافت على التطبيع مع الكيان الصهيوني والانبطاح له  ، وقد صاروا  بسبب ذلك أعداء يلعن بعضهم يعضا ويتهم بعضهم بعضا التهمة التي فبركها الكيان الصهيوني وصدرها لهم تصديرا . وأما الشعوب ف قد صارت عبارة عن قطعان مسلوبة الإرادة  يسوقها قادتها المتهافتون على التطبيع وعقد صفقة القرن التي تسلم بموجبها فلسطين هدية لليهود على طبق من ذهب  . وأخيرا نقول إن إفشال صفقة القرن يبدأ من محاربة الملايين تهافت قادتها على التطبيع ، ومحاربة تهافتها على ما يمليه اليهود عليها من مظاهر الحضارة الزائفة . وإنه حقا لمن المحزن  والمخزي في نفس الوقت أن تخرج الملايين عن بكرة أبيها إلى الشوارع بسبب فوز في  مباراة لعبة كرة القدم ولكنها لا تحرك ساكن إذا دنس المسجد الأقصى حفدة القردة والخنازير  وجعلوا رحابه ملعبا لكرة المضرب كما تناقلت ذلك أحدث الفيديوهات . و من المخزي أن تتجمهر الجماهير في   مهرجانات  صاخبة راقصة ماجنة ، ولا تتجمهر لنصرة المسجد الأقصى المبارك الباكي والشاكي من ظلم اليهود  . وحق اليوم  لمطربة لبنان أن تغني من جديد وين الملايين ؟ الشعب العربي وين ؟ لكنها طرها سيظل كما كان من قبل صرخة في واد حتى تحبل العربيات بأمثال صلاح الدين الذي به صلاح الملايين  وفكاك الأقصى السجين  .

وسوم: العدد 730