الترابي وليلة القدر

*الشيخ حسن الترابي يصف عجز المسلمين وتعلقهم الساذج بليلة القدر من دون عمل بقوله* :

إنهم يعيشون في الأوهام وينتظرون ليلة القدر لتحقيق أمانيهم وأحلامهم وتاتيهم بالنعم ، وأنهم في سبات عميق، ويجب عليهم أن يستيقظوا منه، واصفآ ليلة القدر بأنها ليست للأماني *فمن يعمل خيراً يجز به،* ومن يعمل سوءاً يجز به " 

ويكثر الضجيج والبكاء في مختلف مساجد المسلمين ليلة 27 رمضان وكل من يجهز قوائم الدعاء والطلبات ظنا أنها ليلة تحقيق الأمنيات *بلا عمل ولا جهد*، وتنهال الدعوات على الأعداء الكفار والفجار فيزدادون في دولهم استقرارآ وقوة في مختلف المجالات لأن مراكز الأبحاث عندهم لا تتوقف وينفقون عليها ميزانيات مهولة ليحققوا المزيد من الرفاهية لشعوبهم، بينما شعوبنا تخرج من ورطة لتقع في أخرى، إذا فأين ليلة القدر؟

ليلة القدر هي التي أنزل فيها القرآن كما في صريح الآيات، وهي ليلة غير الله فيها قدر هذه الأمة، *فمن فهمها أمنيات بدون جهد فهذا شأنه*، ومن فهمها تحريات في ليال دون أخرى فهذا شأنه *ولا ننكر عليه،* لكن ما نفهمه من السياق العام أنها ليلة مضت وتكرارها ماذا سيفيد؟ فالقرآن قد نزل ليغير قدر العالم ويربط الأرض بالسماء إلى قيام الساعة، ويشرح الصلات بين الله الواحد وبين عباده ويحسن صفات البشر ويرتقي بانسانيتهم وأخلاقهم بحيث يتعايشون ويتعارفون فيما بينهم ويحققوا شروط العبادة لله الواحد.

*اعرف ربك وامض في دربك وغير قدرك نحو الأفضل وما نزل في ليلة القدر هو بين يديك الآن فاهتدي به*

وسوم: العدد 730