إنها الحرب على العلماء العرب وليس الحرب على الإرهاب

  أعزائي القراء..

  أول جائزه نوبل للفيزياء منحت عام ١٩٠١ لوليام كونراد رونتجون - ألمانيا, وآخر جائزة نوبل منحت عام ٢٠١٢ ( كتبت المقال عام ٢٠١٤) وكانت من نصيب د. ديڤد ج. واين‌ من الولايات المتحدة الأمريكية.

حصدت امريكا من اصل جوائز نوبل للفيزياء البالغ عددها ١١٢ جائزه على ٨٢ جائزه.

 فبين عامي ١٩٠١ و٢٠١٢ كانت معظم الجوائز من نصيب الأمريكيين والأوربيين إلا في حالات إستثنائيه منحت للصين والهند والإتحاد السوفيتي السابق, وإن دل هذا على شيئ فإنما يدل على إهتمام الغرب بالأبحاث وصرف الأموال اللازمه لها، بينما يسلك حكامنا العرب إتجاهاً معاكساً لصرف الأموال بفتح معتقلات سياسيه جديده وصناعة كريزي غلو من الصمغ الممتاز لتثبيت مؤاخراتهم على كراسي الحكم.

ومع ذلك وبالرغم من المعوقات فإن العرب وبطموحهم الشخصي ملكوا طاقه علميه رائعه ولكنها مجمده أو ملاحقه .والمأساة الأكبر كانت لعلمائنا السوريين والعراقيين والمصريين 

ففي سوريا تم تصفية مئات العلماء قي اقبية المخابرات ، واذكر مابين عامي ١٩٨٠ و ١٩٨٢ تم اعدام حوالي ٢٠٠ عالم وهروب ١٠٠٠ عالم الى خارج سوريا حفاظاً على حياتهم وحياة أفراد اسرهم . ومازلت اذكر احد الاقارب الذي كان أخصائيا في الفيزياء النووية في جامعة حلب ومدرسا ً في كلية الهندسة العسكرية ,هذا العالم تم سحبه فجراً من بيته امام أفراد اسرته ليتم تعذيبه عذابا شديدا في فرع المخابرات العسكرية بسبب كلمة حرية كتبها في مقال يتيم له لنجد جثته بعد أسبوع ملقاة في برميل الزبالة جانب بيته والتشويه طال كل جسده مع حرق يده اليمنى (بوابور العكس) الخاص باللحام مع ورقة مربوطه في بقايا معصمه مكتوب فيها " هذا جزاء من يستعمل يده في كتابة مقال ضد الرئيس القائد "

اعزائي القراء..

إن ما تسميه امريكا وإسرائيل وحلفائهما واتباعهما بالحرب على الإرهاب ما هوالا الغطاء السحري الجذاب الذي يخفي وراءه محاربة الشعوب لمنعها من الحصول على حريتها..وتدمير اقتصادها والإستحواذ على قرارها السياسي بدعمهم لحكام اصحاب طبيعه ديكتاتوريه ومواصفات خاصه تمتاز بتدمير الانسان والاوطان, واهم تدمير قامت به الولايات المتحده اثناء احتلالها للعراق كان تدمير علماء العراق اولا..اما تدمير علماء سوريا فقد تكفل بهم النظام الطائفي إما بالاعتقال ثم القتل بالتعذيب او بالتهجير كما ورد في احد الأمثلة أعلاه .

اعود للعراق لأقول ان اهم اسباب الحرب الصليبيه على العراق كان تدمير العلماء وتصفيتهم جسديا,وقد شارك في هذه التصفيه عصابة عراقيه طائفيه مع اسيادها في طهران وموساد إسرائيل والولايات المتحده.

وقد رصدتُ بالاسماء اكثر من الف عالم عراقي تم تصفيتهم وقلة منهم تمكنت من الهجره وتعمل في ظروف بائسه.

والأسماء التاليه هي لبعض العلماء العراقيين الذين تم قتلهم في عهد الاحتلال الامريكي وبروز العصابات الطائفيه المسانده للإحتلال

أ.د. عماد سرسم : زميل كلية الجراحين الملكية،جراح مشهور وعالم

أ.د. مجيد حسين علي : دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد

أ.د.علي عبد الحسين كامل : دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد

أ.د. اسعد سالم شريدي دكتوراه هندسة،جامعة البصرة

أ.د. مروان مظهر الهيتي دكتوراه هندسة كيميائية،جامعة بغداد

أ.د. ليلى عبد الله السعد دكتوراه قانون،جامعة الموصل

أ.د. منير الخيرو دكتوراه قانون،جامعة الموصل

أ.د. محمد عبد المنعم الارميلي دكتوراه كيمياء،عالم متميز

أ.د.طالب إبراهيم الظاهر دكتوراه فيزياء،جامعة ديالى

د.محمد تقي حسين الطالقاني دكتوراه فيزياء نووية

د.محيي حسين دكتوراه هندسة ديناميكية الهواء

د.مهندس عباس خضير الدليمي دكتوراه هندسة ميكانيكية،الجامعة التكنولوجية

أ.د.خالد شريدة دكتوراه هندسة،جامعة البصرة

أ.د.عبد الله الفضل دكتوراه كيمياء،جامعة البصرة

أ.د.محمد فلاح الدليمي دكتوراه فيزياء،الجامعة المستنصرية

أ.د.باسل الكرخي دكتوراه كيمياء, جامعة بغداد

د.وسام الهاشمي رئيس جمعية الجيولوجيين العراقية

د.عصام سعيد عبد الحليم خبير جيولوجي في وزارة الإسكان

د.مروان رشيد مساعد عميد كلية الهندسة،جامعة بغداد

د. أمير إبراهيم حمزة مدرس مساعد في معهد بحوث السرطان،هيئة المعاهد الفنية

أعزائي القراء

أرى من المفيد تسليط الضوء على حياة بعض علمائنا واسلوب تصفيتهم.

الدكتور يحيى المشد :عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعه التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية شهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية

ولد يحيى المشد في مصر في بنها عام ١٩٣٢، تخرج من قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٢، تخرج عام ١٩٦٣ بدرجة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من الاتحاد السوفيتي حيث كان قد حصل على بعثة دراسية عام ١٩٥٦.عند عودته إنضم الى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل الى النرويج بين عامي ١٩٦٣ و١٩٦٤، ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته الى "أستاذ"، حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية و نشر أكثر من

٥٠ بحثا.

بعد عام ١٩٦٧تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى الى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب تثبيت الحكام ١٩٧٣حيث تم تحويل الطاقات المصرية الى إتجاهات أخرى.

كان لتوقيع صدام حسين في تشرين الثاني ١٩٧٥ إتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين الى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك. قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا الى فرنسا لتنسيق إستلام اليورانيوم.أغتيل في ١٣حزيران عام ١٩٨٠,في حجرة رقم ٩٤١ بفندق الميريديان بباريس و ذلك بتهشيم جمجمته، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول.

تم إتهامه بأنه كان مع مومس فرنسية وأن مقتله كان على خلفية هذا الموضوع، إلا أن ماري كلود ماجال المومس(الشهيرة بماري اكسبريس) - انكرت الرواية الرسمية، بل أنها ذكرت أنه رفض مجرد الحديث معها، تم تجاهل قصة المومس مع أنها كانت شاهد رئيسي ووحيد في قضية مقتله وتم إغتيالها بعد فترة.ويؤكد الكثير من زملائه أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال.وبشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله وبعضها ذكرته بصورة سريعة. 

اسماء لعلماء آخرين.

د. سميرة موسى مصريه… تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك

د. مصطفى مشرفة مصري...مات مسموماً

د. سلوى حبيب مصريه.. قتلت مذبوحة

د. جمال حمدان مصري... مات محترقاً

ولإستكمال البحث اضيفوا لعلمائنا ايضا ١٣ خبيرا عسكريا مصريا اسقطت طائرتهم فوق مدينة نيويورك بالرحله الشهيره رقم ٩٩٠ والتي تناولت قصتها في مقالة سابقه بكثير من التفصيل وكان الناجي الوحيد هو الفريق السيسي الذي أرسل الى الولايات المتحدة لمتابعة تخصصه المخابراتي والذي لم يستقل الطائره المنكوبه مع زملائه لسبب مازال مجهولاً الا ان السبب زال بعد تسليمه حكم مصر .

مشكلتنا أن علماءنا وضعوا بين نارين... نار الأعداء من خارج أمتنا ونار الداخل من حكام مأجورين هم أشد فتكاً وإجراماً من اعداء الخارج.

اخواني 

هذه هي قصة الارهاب 

ارهاب مرسوم لابقاء العرب والمسلمين تحت حكم الطغاة بلا علماء وبلا أدباء.... ذخيرة الدول للتقدم .

وسوم: العدد 730