كيف تسقط الدول ؟

ربما يقترح بعضكم أن أكون إيجابيا " فأجعل العنوان " كيف تبنى الد  ول " فأقول نحن في فترة دفع الفواتير ولسنا في ربيع وقمر . رائحة البارود من دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس والقدس وسيناء زكمت أنوفنا  !! ودماؤنا تسيل منذ سبع سنوات ؟! نحن في فترة تولى فيها الرويبضة  شأن العامة !! نحن في زمن التنازع الخليجي والدولي والتنظيمي الحزبي وصراع حيتان المال وحيتان الليالي الحمراء!!! نحن في زمن احترق فيه البوعزيزي وتولى فيه بقايا زين العابدين زمام الأمور !! في زمن يسمى فيه الانقلاب بالثورة !! وتسمى فيه العمالة بالاحتراف السياسي؟!! نحن في زمن الهرولة وراء دحلان وحكم الصبيان !!! نحن في زمن الاحتماء بالجنسية الأجنبية فلا نخضع لقانون ولا نعيد الملايين المحكوم بها قضائيا" !! نحن في زمن يتولى فيه ابن الماما السلطة فيكون الثوب فضفاضا" على المقاس ورغم ذلك تستمر البهلوانية والعجز !! نحن في زمن الخضوع والركوع وتقبيل الأيادي إن سمحوا لنا !! فكيف أكتب عن بناء الدول ؟؟ كيف اكتب عن بناء الدول وانا فرح  بألوان الصور في شعب أدمن  الانتخابات  وصارت مخدرات المناصب تباع  في قارعة الطريق ؟!! كيف اكتب عن بناء الدول وقد أعلن رئيس حكومة سابق عن فخره بتحميل الوطن ستة مليارات في عهده !! كيف اكتب عن بناء الدول وأنا أرى تبعية أبناء بعض الدول لدول أخرى جهارا" نهارا"  ووصلنا الى إلباس العباءات والاعلان عن التلقي من الولي الفقيه  ؟!! كيف اكتب عن بناء الدول وأنا أعرف أن بعض المسؤولين في عالمنا العربي رتبوا أوراقهم وأموالهم وجهزوا حقائبهم للعيش في عاصمة ما حيث الأمن والأمان بعيدا" عن الطوفان المرتقب ؟! كيف اكتب عن بناء الدول وأنا أرى بعض وسائل الإعلام تمارس ضمن برنامج دقيق عمليات التدمير الأخلاقي ؟! كيف أكتب  عن بناء الدول وأنا أرى الانهيارات التعليمية وتولي بعض جامعاتنا من لا يستحق ؟! كيف أكتب  عن بناء الدول وأنا أرى المسؤول السابق المرتشي قد عاد  رافعا"  صورته ليقود المسيرة البشعة من جديد ؟!  صدق الله العظيم :

( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) وهل سميت الدول دولا" الا لأنها تدول وتسقط ونحن نرى حضارات وامبراطوريات صارت في خبر كان فهل نحن بعيدون عن ذلك ؟! صدقت يا رسول الله حين حدثتنا عن علامات الساعة وأن منها ( اذا وسد الأمر الى غير اهله فانتظر الساعة ) .

وسوم: العدد 733