صححه الألباني

الشيخ سعيد السلمو

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي في الله تعالى

ليست من عادتي التهجم على أحد وأحترم دائما" آراء الجميع حتى لو خالفتهم ولكنني بعد أن تجاوزت كثيرا" عن هذه القضية التي ازدادت انتشارا" بشكل كبير وجدت أنه من الامانه أن أتكلم عنها لأنها بلغت حدا" خطيرا" جدا" .. إنها عبارة ( صححه أو ضعفه الألباني ) 

وقد وصل الأمر إلى اعتقاد البعض أن الشيخ الألباني هو من ضمن الائمة التسعة !!!! مع انه توفي رحمه الله تعالى في عام 1999 م ..

ونعود الى النقطة الاساسية للمنشور :

فكثيرًا ما نقرأ في الإنترنت عبارة (صحَّحه الألبانيّ)  علمًا أن الألبانيَّ رحمه الله تعالى  لم يكن مُحدِّثًا بل ولم يكن يحفظ روايةً واحدةً بإسنادها إلى رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام. وحتّى لو كان محدِّثًا  فليس له أن يصحِّح وأن يضعِّف لأنَّ التَّصحيح والتَّضعيف ليست للمحدث وإنَّما للحافظ، والحافظ أعلى من المحدِّث في الرُّتبة العلمية. المحدث يحفظ الرِّوايات بأسانيدها  والحافظ يزيد عليه بمعرفة أحوال الرِّجال في كلِّ طبقات الرواية. فالألبانيُّ قام بالتَّصحيح والتَّضعيف  ولأنَّه لم يكن أهلاً لذلك  فقد صحَّح الضَّعيف مرَّات وضعَّف الصَّحيح مرَّات ومرات. بالنسبة لي؛ كلَّما قرأت (صحَّحه الألبانيّ) أتوقف وأقول كيف يصحح حديثا" على حافظ من الحفاظ الكبار كالحافظ الإمام الترمذي وغيره ؟؟!!!!

وسأضرب مثالا" لتقريب الفكرة من واقعنا المعاصر : 

لو قام أحد البروفسورات في الطب بفحص مريض ووجد ان فيه مرضا" خطيرا" ويجب المسارعة باجراء عملية له ... فرد عليه  طالب يدرس الطب ونقد  كلام البروفسور وقال كلامه غير صحيح فهل من الممكن ان نجعل كلام الطالب 

أعلى وأكثر ثقة من كلام البروفسور ؟؟!!!! طبعا" لا وهذا ما يحصل الآن بالنسبة لعلم الحديث الشريف  بل أكثر من ذلك فقد بلغ الأمر حدا خطيرا" جعل موقع الدرر السنية يحذف اسم مخرج الحديث من الحفاظ الكبار في بعض الاحاديث ويضع اسم الالباني مكانه !!!!!

ولو سأل أحدهم  ما تقول في مسألة ( صححه الألباني ) ؟ لكان الجواب :

لا يجوز ان نقول هذه العبارة إلا في حالة واحدة وهي :

ان يؤلف الألباني كتابا جامعا لللأحاديث ويسند أحاديثه بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير الأسانيد التي رواها أصحاب الصحاح والسنن ثم يصحح ويضعف ما بكتابه.

أما أن يأتي إلى كتب أئمة التصحيح والتضعيف ويشاغب على أحكام أصحابها ، فهذا باب من العبث في تعاطي علم الرواية والاسانيد .

فليست الغاية من المنشور الطعن بالالباني ولكن إظهار الحقيقة وما آلت اليه الامور فهذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذوا عنهم  دينكم وخاصة بعد ان كثر في مواقع التواصل الاجتماعي والواتس آب الصور والمنشورات التي لا يخلو منها حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا وتم ذكر الالباني صححه او ضعفه ...

والذي دعاني للإسراع بهذا المنشور هو رؤيتي لمنشور على صفحة أحد الإخوة يضع صورة فيها حديثا عن النبي ويقول صححه الالباني ويطلب من الناس العمل بهذه السنة وهي ان يقوم من السجود كهيئة العاجن ويترك أقوال الائمة الكبار في الحديث عدا عن أداء المسلمين جميعا لفعل الصلاة ويجعل صلاتنا جميعنا مخالفة للسنة وحسبنا الله ونعم الوكيل ...

فالشيخ الالباني رحمه الله له أوهام لا تُعد ولا تُحصى ! ، وهو بتضعيفه وتصحيحه لبعض الاحاديث قد ابتدع بدعة شنيعة ! ، وزاد عليها جهل بما قاله وفعله الاوائل ! من الائمة النقاد ، وكما قيل قديما : ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ..

فانتبهوا يا إخوتي وأخواتي في الله تعالى واذا وجدتم المنشور مهم وصحيح فقوموا بتعديله وحذف اسم الالباني ووضع اسم الحافظ والمحدث الاساسي الذي أخرج الحديث لاننا لو ظللنا على هذه الحال ستندثر أسماء الحفاظ الكبار كالامام البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وغيرهم ... والذين ظل العلماء والمسلمين طيلة القرون الماضية الطويلة يذكرونهم ولا يتجاوزوهم ..

وكذلك أود التنبيه الى الصور الكثيرة التي فيها أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والتي ينشرونها بكثرة وفيها صححه او ضعفه الالباني ...

اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما" وعملا" وفقها" في الدين ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وسوم: العدد 736