نماذج من الآلهة ( الأوثان ) .. القديمة المتجدّدة !

الآلهة أصناف شتى، وأشكال شتى .. منها القديم ، ومنها الجديد.. منها جماد، ومنها حيوان.. ومنها بشر، ومنها هوى !

 وسنعرض نماذج منها ، هنا ، للتعرّف إليها، أو كشف حقائقها.. أو تسليط الضوء على بعض صفاتها وماهيّاتها.. والأهمّ هو: تسليط الضوء على عبيدها !

 أ ـ آلهة جامدة :

 ومنها: الحجر والشجر، والشمس والقمر، والنار..!

 وقد حظيت هذه ، بعبيد كثر، عبر العصور.. ولا يزال لبعضها ، بعض العبيد، حتى يومنا هذا ! وعبيد هذه المخلوقات ، محسوبون على البشر، من حيث الخَلق والشكل .. إلاّ أنهم أقرب إلى الأنعام ، من حيث الوعي والإدراك .. أولئك كالأنعام بل هم أضلّ !

 ب ـ آلهة حيّة ، تنتمي إلى عالم الحيوان :

 ومنها البقر..

 وهذه كسابقاتها، حظيت ، ولا تزال ، عبر العصور، بعبيد ، هم أقرب إليها ، من حيث الوعي والإدراك ! وإن كانوا محسوبين على بني البشر، من حيث الخَلق والشكل !

 ج ـ آلهة بشرية :

 وهذه ، أيضاً ، قديمة متجدّدة .. وهي - مع الصنف الذي يليها - أخطر أنواع الآلهة ، وأشدّها خبثاً وتأثيراً وتدميراً !

 وهذه نماذج منها:

 الأول: قالها صريحة ، للناس ، مِن حوله :

 ( أنا ربّكم الأعلى) !

 ( ما علمت لكم من إله غيري ) !

 وهذا فرعون مصر القديم ، ومن على شاكلته ، من فراعنة صغار وكبار، عبر العصور، وعلى اختلاف الأزمنة والأمكنة !

 الثاني : لم يقلها بلسانه ، بل سنَّ قوانين ، تفرضها على الناس فرضاً، دون التصريح بها ! وهذا النموذج متكرّر، كذلك ، عبر الأزمنة والأمكنة !

 ومن صُور فرضها وممارستها :

 1 ـ الحاكم الأعلى : لا يُسأل عمَّا يفعل ، وهم يُسألون ! وهذه لا تكون إلاّ لله ، وحده ، بحسب الأصل ! ولن نتحدث ، بالطبع ، هنا ، عن المخلوقات غير المكلّفة أصلاً ، وغير المسؤولة عمّا تقول أو تفعل ، كالطفل والمجنون وفاقد الوعي؛ لأنها خارجة عن السياق ! فالحديث هو: عمّن يريد ، ويفعل ، ويدرك جيّداً ، ما يريده وما يفعله !

 2 ـ الحاكم الأعلى : ( فعّال لِما يريد ) ، في البلاد التي يحكمها !

 فالحاكم الأعلى ، بهاتين الصفتين: ( فعّال لما يريد ) و ( لا يُسأل عمّا يفعل ) - لأنه فوق المساءلة ؛ فهو يعدّ نفسه ، فوق القوانين كلها - إنّما هو إله بشري ، في نظر نفسه ، وفي نظر عبيده ، بحكم القانون ، بل بحكم الدستور، حتى لو لم يصرّح ، هو، أو أحد عبيده ، بهذه الألوهية ! وهذه ألوهية منافقة !

 3 ـ الحاكم الأعلى: هو المانح والمانع، وهو الخافض والرافع، وهو المعزّ والمذلّ ! من أطاعه ، وسبّح بحمده : دخل جنّة رضاه وعطفه ، وفتِحت أمامه أبواب السيادة والجاه والثروة ! ومن عصاه ، وغفل عن ذكره : دخل جحيم العيش، من سجن وفقر، وحرمان وتشريد ورعب .. و.. قتل : له ، ولكل من يلوذ به ، أو يمتّ إليه بسبب ، من قرابة ، أو عِشرة !

 وذريعة هذا كله ، بالطبع ، هي الولاء للقائد ؛ لأن هذا الولاء هو الولاء للوطن ! فالوطن هو القائد ، والقائد هو الوطن ! وأيّة معارضة للقائد ، هي ، بالضرورة ، خيانة للوطن ! حتى لو كان القائد ، نفسُه ، خائناً للوطن ، ناهباً لثرواته ، راهناً لقراراته عند الأعداء ! فهذه لها فلسفة أخرى ، تصبّ في الصفتين الأوليين:( فعّال لما يريد ) و( لا يُسأل عمّا يفعل ) !·

 د ـ ألهة أهواء ونزعات :

ومنها :

 1 ـ الأفكار التي يخترعها صاحبها، أو يتبنّاها من أفكار الآخرين ، ويبدأ بتقديسها !

 2 ـ ( الأنا ) التي يقدّسها صاحبها ، بعد أن تتضخّم لديه، فلا يعود يرى سواها، ولا يرى الموجودات ، إلاّ من خلالها ! ( وبعضهم يسمّيها : نرجسية .. أيْ : عشق الذات ) !·

 3 ـ المال ، الذي يتحوّل حبّه ، مع الزمن ، إلى تقديس ، يلهي صاحبه ، عن كل قيمة لا تصدر عن المال ، أو تمتّ إليه بسبب !

وسوم: العدد 737