حضارة الإسلام ومدنيّة أوروبا

[من كتاب: الإسلام على مفترق الطرق. تأليف: محمد أسد]

وخلاصة القول: إنّ المدنية الأوروبية قائمة في أساسها على المدنية الرومانية الوثنية، وهي لم تأخذ من النصرانية – التي اعتنقتها لأسباب سياسية قاهرة- سوى الطلاء الخارجي فحسب. ثم إن المدنية الأوروبية لا تزال في واقعها وثنية مادية لا تؤمن بغير القوة. من أجل ذلك نرى فرقاً عظيماً بينها وبين الإسلام، الذي بُني على الروح والأخلاق والمُثل العليا، تلك الأسس التي خلقت في الإسلام مناعة ذاتية جبارة. ولا ريب في أن هذه الحقيقة الثمينة قد انكشفت لغلادستون – وزير بريطانيا الأول وأحد موطدي أركان الامبراطورية في الشرق- حينما قال: ما دام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان.

وسوم: العدد 800