الفصل بين الدين والحياة

[مقتبس من كتاب: الإسلام كبديل عن الأفكار والعقائد المستوردة. لـِ: محمد قطب] 

إنّ الإسلام لا يعرف الفصل بين الدين وبين العلم، ولا بين الدين وبين الدولة، ولا بين الدين وبين الحياة. كل هذه الانفصالات انفصامات جاهلية، أما دينُ الله فلا يعرف الفصل بين هذه الأمور. الإسلام لم يفصل أبداً بين الدين والعلم، إنما قامت الحركة العلمية الإسلامية بدافع من العقيدة وفي ظل العقيدة، ومن هنا لم يحدُث فيها ذلك الصراع الذي حدث في أوروبا بين الكنيسة وبين العلم، الذي أدى هنا في جاهلية القرن العشرين إلى أنهم يستنكفون أن يُذكَر اسم الله في البحث العلمي. وقد ذكرتُ مثلاً عن دارون الذي يتعامل مع الخلية الحية في القرن الماضي، الخلية الحية التي تستجيش الوجدان البشري لعظمة الخالق الذي خلق الحياة في الخلية الميتة في الأرض، فيأبى أن يذكر اسم الله استكباراً وعناداً مع الكنيسة، فيقول: "الطبيعة تخلق كل شيء، ولا حدّ لقدرتها"، ثم يعود فينتكس نكسة أخرى ويقول: "الطبيعة تخبط خَبط عشواء".

وسوم: العدد 914