تُعيرنا أنا قلیل عديدنا

تُعيرنا أنا قلیل عديدنا

                    فقلت لها: إن الكرام قليل

وما قل من كانت بقاياه مثلنا

                  شباب تسامى للعلا وكهول

فهي ظاهرة أخرى من ظواهر الحياة إذن يجب أن ننتبه لها : أن الكرام قليل ، وأما الأكثرين فدون ذلك ، في درجات متنازلة ، حتى يكون العثيم والكاذب وآكل الحرام ، فهی حكمة ربانية جعلت نقباء الفضل في الناس الأقل ، كما جعلت النسر والصقر بين الطير قلة ، أو أشجار الثمر بين أنواع النبات .

لكن قوة التأثير إنما تأتي من وحدة المنهج العالي ، ومن وحدة الأجيال حين تتوارث الخير ، وذلك ما يعبر عنه الشطر الأخير :

*شباب تسامى للعلا، وكهول*

فهو منهج يصعد بأصحابه ( نحو المعالي ) ، ولا يحوم حول السفليات الدنيوية والمطامع وغصب الحقوق ، وإنما هو منهج التسامی.

*نحو المعالي - الراشد*

وسوم: العدد 923