قطوف منوعة 976

خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي 

‏ قال الإمام الشافعي رحمه الله:

*خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي*

*وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها*

*أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي*

*عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها*

*رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني*

*وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها*

*أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي*

*طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خضابُها*

*إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ*

*تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها*

*فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها*

*حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها*

*وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها*

*كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها*

*وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم*

*فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها*

*وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً*

*فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها*

*وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها*

*وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابُها*

*فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً*

*كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها*

*وَما هِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ*

*عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها*

*فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها*

*وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها*

*فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها*

*مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها*

ديوان الشافعي

**********************************************

"ذكريات علي الطنطاوي" ,من الصفحة 171  من الجزء الثالث :

"لماذا قبلتُ أن أكون معلماً ؟ إني لأفكر الآن , فأرى أني فعلت ذلك لأسباب : أولها أنني اشتغلت قبلاً بالتعليم , والمعلم وإن كان موظفاً مقيداً بقيود الوظيفة , لكنه كان في الفصل حراً , يأمر كثيراً , ولا يُؤمر إلا قليلاً , ولأن تعييني مدرساً في الثانوية كان يومئذ أمراً كالمستحيل , لأنه لم يكن في الشام إلا ثانوية واحدة هي مكتب عنبر , وقد عرفتموه , وكان يدرس فيه أساتذتي , فهل أزاحم أساتذتي على كراسيهم وهم أحياء؟ أما الثانويات الأهلية , فقد درّستُ فيها , كنت مدرس الأدب العربي في الكلية العلمية الوطنية 1930 -1931م , كنت معلم ابتدائي , ولكني كنت متمرداً أقوم بعملي كله , أو بأكثر منه لأني كنت أحب عملي , ولكن لا أشعر بخضوع لمدير , ولما جاءت بدعة دفتر التحضير رفضتها , ولم يستطع أحد أن يجبرني عليها لأنني كنت إذا ضُويقْتُ فزعت إلى قلمي , فجردته , فقرعت به أركان وزارة المعارف , كانوا يعرفون هذا , ويعرفه كل من أدرك تلك الأيام , لا أقول هذا فخراً وادعاء , بل أقوله حقيقة يعرفها من عاش في دمشق قبل خمسين سنة , وأنا لا أرى للشباب أن يقلدوني , ولكن أذكر ما كان , وأنا أعلم أنه لا يستقيم أمر أمة إذا تمرد موظفوها على رؤسائهم , أو تكبر عليهم رؤساؤهم , إنما يستقيم أمرها إذا وقّر صغيرها كبيرها , ورحم كبيرها صغيرها , واتبعوا في ذلك منهج الإسلام , وسنة النبي عليه الصلاة والسلام , فكنت ذا صفة رسمية معلم ابتدائي , وصفة اجتماعية كما ذكرتُ لكم , وكنت أستطيع أن أحرك البلد , وأن أغلق الأسواق , وكنت أنجح في حالات كثيرة بمعونة التجار وجمعية الهداية الإسلامية في الشام , والذي يجعل الناس يصغون إلي , ويستمعون مني أني لم أكن منتسباً يوماً إلى حزب , ولا إلى هيئة , ولا إلى جماعة , وما كان لي مقصد أو منفعة شخصية أبتغيها , وأحرص عليها , قيدوني بقيود الوظيفة , ولكن ما استطاعوا أن يشدوا لساني بخيط , أو يربطوه برباط , كنت أقول ما أعتقد , ولا أهاب فيه أحداً , ولا أخشى له مغبة , حتى عندما كبرت وشختُ , وضاقت بلساني مسالك القول في أكثر البلدان , وسدت أمام القلم صفحات الجرائد والمجلات صرت أسكت أحياناً مضطراً , أسكت عن كلمة الحق لأني لا أقدر أن أقولها , ولكن ما قلتُ قطُ كلمة الباطل , صرت أبتعد عن الصدع بالأولى أمام من بيدهم السلطان , بل أبتعد عنهم , ولكن ما قلت إلى الآن كلمة تسخط الله , وتجافي الحق لأسترضي بها صاحب سلطان , والمطبوع مما كتبت إلى الآن , وهو تحت أعين الناس , يزيد عن عشرة آلاف صفحة , بل على اثنتي عشرة يشهد لي إن شاء الله بما أقول , ولا أزكي نفسي , ولا أدعي العصمة , فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم , ولا أقول إني كامل , ولكن أقول : إني أحرص دائماً على أن لا أنطق بغير الحق" .

**********************************************

ديوان باكثير-> القصائد ->قصائد إسلامية

شهر الصيام

لهفـي علـى شهـر  الصـيـامولـى ولــم نــوفِ  الـذمـامْ

ولــى ولـمـا  نـشــفِ  مـــنسـلـسـالــه  حــــــرَّ  الأوامْ

ومـضــى  قـصـيـر  الـظــلِّمـا بيـن البدايـة  والخـتـامْ

قــــرأ  الـــــوداع  كـانــمــاقـرأ الــوداع مــع  الـسـلامْ

***

يا ليت شعري هل حططنـافـيــه  أثــقــال  الــذنــوبْ

أم هـــل جـلـونـا  بالـتـقـىصـدأ الفسـاد عـن  القلـوبْ

وعلـى يديـه ليـت  شعـريهـــل عـرفـنـا أن  نــتــوبْ

أم هـمـنـا  أخـــذ  الـقـشــورِ بـــه وإفـــلات  الـلـبـوبْ

***

رمـضـان ياشـهـر  الفـضـيلـــة والوسـيـلـة  والـهــدى

اعـــزز  عــلــى  اطمـئـنـانـابـــك أن  تـودعـنــا  غــــدا

خـيـرَ الشـهـور  لـــو  أنـهــاقـومــاً  لـكـنــت  الـسـيــدا

ولــو أنـهـا شـهـبٌ  لـكـنـتســراجــهــا   الـمــتــوقــدا

***

هــذا سـلامـك لـــم  تـــزلتـنـدى بــه الأكـبـاد  غـضـا

مــرت ليـالـيـك  الجمـيـلـةسُـرعــاً يـركـضـن  ركـضــا

كالحـلـم لـيـس يـــدوم  إلاريـث تسلـو العيـن غمـضـا

كالـعـيـش  يـتـبـع  بـعـضـهبعضاً وينسي البعضُ بعضا

***

مـا كـان أقصـرهـا  وأطــيبــهــا  لــيــالٍ  كـالـشـبــابْ

زهــرت بـهـا  غــرر  المـسـاجــد بالتـراويـح  الـعِــذابْ

وهمت بها الرحمـات والبـركـات فــي تـلـك  الـرحـابْ

طـوبـى لعـبـدٍ فـــاز  فـــيهــا بالـدعـاء  المستـجـابْ

***

لله مــــا  أحــــلاك  فـــــيوجـــه الـصـبـاحِ إذا  بـــدا

واستيـقـظ الـغـافـي  لـيــركــــع  لــلإلــه  ويـسـجــدا

وأقـــام نـافـلـة  الـضـحـىمــتــألــهـــا    مــتــعــبـــدا

جــذلان قـــد  خـلــع  الـــزمـــــان وراءه  وتـــجـــردا

***

أمــا عشـيُّـك فـهـي  أبـيــات مــن  الشـعـر  الجـمـيـلْ

يـشـدو بـهـا الإيـمـان  مــوقـعــةً  بـألـحـان  الأصـيــلْ

تسـري بشاشتهـا عـلـى  الأكـبــاد كــالــروح  الـبـلـيـلْ

فتخـف ثـم تـرق ثـم  تـكـاد مــــن  مــــرحٍ  تـســيــلْ

***

ولـفـرحـة الإفـطــار  فـــيهــا لــذة الأمــل  المـثـيـلْ

فـك الأسـيـر  وأوبــة  الـنـائــــي  وإبــــلال  الـعـلـيـلْ

يــا رب أولــى  الفرحيـتـنوأنــت  بـالأخــرى  كـفـيـلْ

إنــا عـلـى "الـريـان"  مـــنتـظـرون إذنــك  بالـدخـولْ

**********************************************

عندما كان الشيخ محمد متولي الشعراوي

وزيرا للاوقاف عام ١٩٧٦سافر إلى إنجلترا في مؤتمر انعقد لحوار الأديان في لندن وطلب وفد من كبار أحباراليهود  أتوا إنجلترا  وعلموا بعلمه وقوته وأرادوا ان يجادلوه وطلبت أحبار اليهود وعلمائهم  مقابلة الشيخ الشعراوي،فقبل ذلك فسألوه قائلين:

نحن معشر اليهود فضلنا الله عليكم بكثرة الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله لنا

أما أنتم كمسلمون فليس لكم الا رسول واحد هو محمد فقط..فسر لنا ذلك ؟

فأجابهم الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه إجابة  موجزة أدهشتهم قائلا:(إنما كثرة الأنبياء تُدل علي كثرة العلل وأمراض القلوب)

ثم سألوه :وما دليل صدق القرآن وانه حق كتاب من عند الله وان محمدا ليس من ألفه وأخرجه؟؟

أجابهم الشعراوي :

في القرآن الكريم آية واحدة تثبت أنه حق من  عند الله وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صدق فيما بلغ عن ربه وتلك الآية ،تتحدث عنكم انتم معشر اليهود ألا تعلموها؟ قالوا:لا،لانعلمها ،

قال{يقول الحق تبارك وتعالى مخاطبا اليهود (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) وها أنتم كنتم متقطعين في ارجاء الارض، وجمعكم  الله في فلسطين، واغتصبتموها، زورا وبهتانا، بعد أن كنتم مشتتين في أرجاء الأرض }

تعجب الأحبار من قوة رده،وصلابته ودقة كلماته وعظيم علمه  ولم يكملوا الحوار وابتسموا ببرودة كعادتهم عند مواجهة من يوقفهم عند حدهم، ودعوه  على العشاء معهم  في أفخم المطاعم في لندن فرفض الشيخ  بلطف باسما  قائلا: عجوز خيبر التي وضعت السم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم علمتنا ألا نأمن لطعامكم ،!!!!

**********************************************

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

كنت قاضيا في الشام وحدث ان كنا مجموعة نمضي المساء عند احد الأصدقاء

فشعرت بضيق نفس و إختناق شديد

فأستأذنت أصدقائي للرحيل ،فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا !

خرجت منهم مشيا وحدي في الظلام ، وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة!

نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله

إقتربت منها وقلت لها:

ما الذي يبكيك يا أختي

قالت :إن زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوما وأنا ليس لي أحد ولامكان أذهب له

فقلت لها: ولماذا لاترفعين أمرك للقاضي؟

بكت كثيرا وقالت: كيف لإمرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!!

ثم يكمل الشيخ وهو يبكي يقول:

المرأة تقول هذا وهي لاتعلم أن الله قد جر القاضي (يقصد نفسه) من رقبته ليحضره إليها

سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها هو بنفسه عن حاجتها

أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينه ليستجاب لها بهذه السرعه وبهذه الطريقه .

فيامن تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت

فقط ارفع يديك للسماء ولاتقل كيف ستحل

يل تضرع لمن يسمع دبيب النملة .

أفــنــضــيـــق بـعـــد هـــذا.. ؟!

كونوا على يقين أن هناك شيئاً ينتظركم بعد الصبر.

ان الله لا يبتليك بشي إلا وبه خير لك .. حتى وإن ظننت العكس .. فأِرح قــلبك

لولا البلاء لكان يوسف مُدلّلا فِي حضن أبيه

ولكنه مع البلاء صار.. عزيز مِصر

أفنضيق بعد هذا ..؟!

كونوا عَلى يقين ..أن هناك شيئاً ينتظركم بعد الصبر ليبهركم فينسيكم مرارة الألم.

وسوم: العدد 976