قطوف منوعة 980

يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري.. 

فدِرهَمُ الصَّبرِ يَسوَى ألفَ دينارِ. 

لا شيءَ كالصَّبرِ يَشفي جُرحَ صاحِبهِ.. 

ولا حَوَى مثلَهُ حانوتُ عَطَّارِ. 

هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُهُ.. 

كَبَارِدِ الماءِ يُطفي حِدَّةَ النَّارِ. 

ويَحفظُ القلبَ باقٍ في سلامتهِ.. 

حتى يُبَدَّلَ إعسارٌ بإيسارِ.

*- ناصيف اليازجي.

*******************************************

ماذا تفعل إذا بلغك عن صديقك ما تكرهه؟؟ 

.....

نصح الشافعي تلميذه يونس بن عبد الأعلى فقال له:

 يا يونس إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه فإياك أن تبادر بالعداوة وقطع الولاية، فتكون ممن أزال يقينه بشك، 

ولكن الْقَه وقل له: بلغني عنك كذا وكذا، واحذر أن تُسمِّي المبلِّغ، 

فإن أنكر ذلك فقل له: أنت أصدق وأبر، ولا تزيدن على ذلك شيئا.

وإن اعترف بذلك فرأيتَ له في ذلك وجها بعذر فاقبل منه،

 وإن لم تر ذلك فقل له: ماذا أردتَ بما بلغني عنك؟ 

فإن ذكر ماله وجهٌ من العذر فاقبله، 

وإن لم يذكر لذلك وجها لعذر وضاق عليك المسلك فحينئذ أثبتها عليه سيئة، 

ثم أنت في ذلك بالخيار، إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة،

وإن شئت عفوت عنه، والعفو أبلغ للتقوى وأبلغ في الكرم، لقول الله تعالى في سورة الشورى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.

فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فاذكر فيما سبق له لديك، ولا تبخس باقي إحسانه السالف لهذه السيئة، فإن ذلك الظلم بعينه.

 يا يونس، إذا كان لك صديق فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل.

*******************************************

أعجبني تناول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لموضوع مهم في نهج تربية الأبناء

 فيا حبذا أن تطلعوا عليه

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

بعد الشّدَّة التي تربينا نحن عليها، صرنا نخــــــاف على أبنائنا من تأثيرات القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والنعاس؛ فنطعمهم زيادة، ونتركهــــم كسالى نائمين، ولا نوقظهم للصلاة، ولا نُحملهم المسؤولية شـفقة عليهم، ونقوم بكل الأعمال عنهم، ونحضر لوازمهم، ونهيء سبل الراحــــة لهم، ونقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا .. فأي تربية هذه ؟ ما ذنبنا نحــن لنحمل مسؤوليتنا ومسؤليتهم ؟ ألسنا بشراً مثلهم؟ ولنا قدرات وطاقات محدودة ؟

إننا نربي أبناءنا على الإتكالية، وفوقـها على الأنانية، إذ ليس من العدل قيام الأم بواجبات الأبناء جميعاً وهم قـــــــعود ينظرون !

فلكل نصيب من المسؤولية، والله جعل أبناءنا عزوة لنا، وأمرهم بالإحسان إلينا، فعكسنا الامر . وصرنا نبرهم ونستعطفهم ليرضوا عنا ! ولأن دلالنا للأبناء زاد عن حده، انقلب إلى ضـــده؛ وباتوا لا يقدرون ولا يمتنون ويطلبون المزيد! 

فهذه التربية تُفقد الإبن الإحساس بالآخرين ( ومنهم أمه وأبوه )

ولن يجد بأساً بالراحة على حساب سهرهم وتعبهم، وإني أتساءل

ما المشكلة لو تحمل صغيرك المســــــؤولية؟ ماذا لو عمل وأنجز

وشعر بالمعاناة وتألم ؟ فالدنيا دار كد وكدر ، ولا مفر من الشـقاء فيها ، ليفوز وينجح، والأم الحكيمة تترك صغيرها ليتحمل بعض مشاقها، وتعينه بتــــــوجيهاتها، وتسنده بعواطفها، فيشتد عوده ويصبح قادرآ على مواجهة مسؤولياته وحده.

*******************************************

وسوم: العدد 980