محاورة شعرية بين مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير

محاورة شعرية

بين مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير

تحاور مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير ذات يوم في حجرة عائشة – رضي الله عنها – والحجابُ بينهما وبينها، يُحدِّثانها ويسألانها، فجرى الحديث بين مروان وابن الزبير ساعة وعائشة تسمع.

فقال مروان:

فمَنْ يشأِ الرحمنُ يُخفض بقدْره          وليس لِمَنْ لم يَرفعِ اللهُ رافعُ

فقال ابن الزبير:

ففوِّضْ إلى الله الأمورَ إذا اعترَتْ       وباللهِ لا بالأقربِيْنَ أُدافِعُ(1)

فقال مروان:

وداوِ ضميرَ القلب بالبِرِّ والتقى        فلا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ(2)

فقال ابن الزبير:

ولا يستوي عبْدانِ هذا مكذِّبٌ         عُتُلٌّ لأرحامِ العشيرةِ قاطِعُ(3)

فقال مروان:

وعبدٌ يجافي جنبَه عن فراشِهِ        يَبيْتُ يُناجي ربَّه وهو راكِعُ(4)

فقال ابن الزبير:

وللخير أهلٌ يُعرَفون بهديهم         إذا اجتمعت عند الخطوبِ المجامع(5)

فقال مروان:

وللشر أهلٌ يُعرَفون بشكلهم        تشير إليهم بالفجور الأصابع 

(1) اعترت: أصابت وألمتْ.

(2) قاسٍ: من القسوة والغلظة.

(3) عُتُلٌّ: الشديد.

(4) يجافي جنبه: يباعد. يُناجي: يدعو سراً.

(5) الخطوب: الأمور الشديدة التي يكثر فيها التخاطب.

  المجامع: الاجتماعيات.