ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم

ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم

قال الأصعمي: ضلَّت لي إبل فخرجتُ في طلبها، وكان البرد شديداً فالتجأتُ إلى جماعة يصلُّون، وبقربهم شيخ ملتفّ بكساء وهو يرتعد من البرد الشديد وينشد:

أيا  ربُّ إنَّ البردَ أصبح iiكالحاً
فإن كنتَ يوماً في جهنَّمَ مدخلي

وأنـت  بـحالي يا إلهي iiأعلمُ
ففي مثلِ هذ اليومِ طابت iiجهنَّمُ

فقال له الأصمعي: "أما تستحي يا شيخ أن تقطع الصلاة، وأنت شيخٌ كبير"!

فأنشد يقول:

أيـطـمعُ  ربي أن أُصلي iiعارياً
فـوالله لا صلَّيتُ ما عشتُ iiعارياً
ولا  الـصبحُ إلا يومَ شمسٍ iiدفيئةٍ


ويكسوَ غيري كسوةَ البردِ iiوالحرِ؟
عشاءً ولا وقتَ المغيبِ ولا iiالوترِ
وإن غيمت فالويلُ للظهرِ والعصرِ

قال الأصمعي: فأعجبني شعره فنزعتُ قميصاً وجبةً كانا عليَّ ودفعتهما إليه، فاستقبل القبلة جالساً، وجعل يقول:

إلـيـكَ  اعتذاري من صلاتي iiجالساً
فـمـا  لـي ببردِ الماءِ يا ربُّ iiحيلةٌ
ولـكـنـنـي  أٍسـتـغفرُ الله iiشاتياً
وإن أنـا لـم أفـعـل فـأنت iiمُحكَّمٌ



عـلـى  غير طهرٍ مومياً نحوَ iiقبلتي
ورجـلاي  لا تقوى على ثني iiرُكبتي
وأقـضـيكها يا ربُّ في يومِ iiصيفتي
بما شِئت من صَفعي ومن نتف لحيتي