الأمومة هدية الأرض للسماء

الأمومة هدية الأرض للسماء*

شعر: أسمى طوبى

وأطل ربّ العرش من أعلى علاه

فرآى البدائع والجمال

وكل ما صنعت يداه

سبحانه خلق السحرْ

خلق الضيا.. خلق القمر

أهناك حسن في الدنى

ما أبدعته يد الإله ؟

ودعا ملاكاً.. قال: طرْ

واهبط إلى دنيا البشرْ

واحمل هدية.. فرحةً للقلبِ

روحاً للنظرْ

هبط الملاك وما أطلّ

على الدنى حتى انتشى

زهرٌ.. أريجٌ.. جنةٌ

تسبي النهى أنى مشى

كان الربيع وما الربيعُ

سوى الجمال.. سوى الزهورْ

وسوى الطيوب تفوح منها

تملأ الدنيا بخورْ

جمع الملاك من الورودِ

البيض كالخد النديّ

والأحمر القاني رسول الحبّ

للقلب الخليّ

ألوان من أغنى عطاءِ

الأرض عطر مخملي

وضم باقته الملاكْ

نشر الجناح لكي يطيرْ

وإذا بعصفور صغيرْ

إذا بطفل في سريرِ

يرغو.. يترغلُ.. يرفع الأنظار

يهفو للملاكْ

وعلى المحيا بسمة عذراء

تزري بابتسامات الملاكْ

هتف الرسولْ

يا طيبها خير الهدايا

للسماء من الدنى

وإلى الورود أضاف

بسمات الطفولةِ

طافحاتٍ بالهنا

نشر الملاك جناحهُ

وإذا بكوخ فيه أم

تجثو أمام المهد حانيةً

تقبل طفلها الغالي.. تضمُّ

وحبيبها تشويه حمَّى كاللهيبْ

وفؤادها الملتاع أضناه النحيب

وقف الملاك ومرت الساعات

ما ملت جثواً

فكأنما تحنانها قد زادها جلَداً

وقوهْ

دهش الاملاك

أفي الدنى هذي المحبهْ.. ؟

يا طيبها من تحفةٍ

يحبو بها المخلوق ربّه

حمل الملاك من الهدايا

باقة الورد النضير

ومحبة الأم العظيمةِ

بسمةَ الطفل الغريرِ

ومضى يحلق بالسماءِ

وتحت شمس الخالقِ

وإذا الأزاهر ذابلاتْ

فرمى بها من حالقِ

والبسمة العذراء باتتْ

دمعة حرّى لتهدى

دمعةٌ للخالقِ

نظر الملاك إلى حنان الأمِّ

ظلّ أم انتهى

فيعود دون هديةٍ

يختال مزهواً بها

فإذا حنان الأم يزخرُ

لم تغيره العوادي

لا الشمس لا طول المسافةِ

لا أعاصير البوادي

وضع الملاك أمام باري الكون

تحنان الأمومهْ

قد جئت يا رب السما

بهدية مثلي عظيمهْ

بالخالد السامي الذي

ما بدلته يد الغِيَرْ

هذا حنان الأم يا رباه

أطهر ما أطهُرْ

هذا حنان الأم أسمى

ما حوت دنيا البشرْ

     

الهامش:

*حبي الكبير: ص64 ـ 70.