الصبحُ موعدنا؟!..

زهير أحمد المزوّق

شعر: زهير أحمد المزوّق

الـليلُ، فـي عـينـيك، والأرقُ    والـدّمعُ والـتسهيد والـزّهقُ

ومـخالبُ الأحـزانِ، فـي  كبدِ    حرّى، ونَزْفُ جراحها شـفقُ

هـي غـربةٌ تركتكَ  فـي  قلقٍ    فـالروحُ بـالأشواق تـحترقُ

تـهفو إلى عشٍّ قـد  انـقطعتْ    بـالسّالكين لـحضنهِ  الـطّرقُ

عبـثَ الـجرادُ بـه .. فـخرَّبهُ    حـتى عـدا.. وكـأنهُ مِـزَقُ

فالـحقلُ.. لا قـمحٌ  ولا ثـمرٌ     والـروضُ ، لا فـلٌّ ولا عبقُ

أمـا حساسينُ  الضحى، فـلقد      كـادت بـحبل الصَمتِ تختنقُ

      

يا بلبلاً .. فـي بـوحِهِ شـجنٌ     يُـغري الدّموعَ، فتمطرُ الحدقُ

وتثورُ فـي الأضلاع عـاصفةٌ     فـإذا الفـؤادُ بـدمـعه شَرِقُ

رفـقاً بقلبك .. مـن لـواعجهِ     أو لـيسَ بـعد العـتمة الفلقُ؟

غـنّـيتَ لـلغدِ.. إنّـه أمـلٌ      نـهفو إلـيه، إلـيه نـنطلـقُ

إنْ شـاء  ربُّك أنْ يُـفرّجـها      فالبحر – حين يشاءُ - يـنفلقُ

فترى الجراد، وقد طغى، خبرا      يـروي حـكاية إفـكهِ الغرقُ

الصـبحُ مـوعدُنا.. وألـمحهُ      مـن شُـرفـةِ الآلام يـنبثقُ !