قطوف للناشئة

قطوف للناشئة

أرزاق مقدرة

الحمـد لله حمـداً دائـمـاً أبداً    في كل حال هو المُسْتَرْزَقُ الوزر

فليس ما يجمع المثـري بحيلته    وليس بالعجز من لم يُثْـرِ يفتقـر

إن المقـاســم أرزاق مقـدرة    بين العبـاد فمحـروم ومدَّخـر

فمـا رُزقـتَ فـإن الله جالبـه    وما حُرمتَ فما يجري به القـدر

فاصبر على حدثان الدهر منقبضا    عن الدناءة إن الحُـرَّ يصطبر

ولا تبـيـتـن ذا هـمٍّ تعـالجه    كأنه النـار في الأحشاء تستعـر

على الفراش لنور الصبح مرتقباً    كأن جنبك مغـروز بـه الإبـر

فالهَمُّ فضلٌ وطول العيش منقطع   والرزق آت وروح(1) الله مُنْتَظَرُ

معالم الفتوة

سالم بن وابصة الأسدي

   أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه    كأن به عن كل فاحشـة وقـراً

سليم دواعي الصدر لا باسطاً أذى    ولا مانعاً خيراً ولا ناطقاً هجراً

إذا ما أتت من صاحب لك زلـة       فكن أنت محتالاً لزلتـه عـذراً

غني النفس ما يكفيك من سَدِّ خَلَّة   فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقراً

استـر خللـك(2)

استر بصبـر خَـلَـلَـكْ    وألبس عليه سَمَلَـكْ

وكُلْ رغيفيك على الراحة    واشـرب وَشَلَــكْ

إذا اعـتـرتـك فـاقـة   فـارحل برفق جَمَلَكْ

وارغـب إلى الله  ونُـطْ   بـمـا لديـه أَمَلَـكْ

وآخ فــي الله وَصِــلْ   فـي دينه من وَصَلَكْ

رزقـك يأتـيـك إلــى   حيـن تلاقي أَجَلَــكَ

مـالُـك مـا قدمـتــه   وليس مـا بعـدَك لَكْ

وللـزمـان  أكلــــة   إذا اشتهاهـا أكَــلَكْ

وللـردى قـوس فــإن   رماك عنهـا   قَتَلَـكْ

يارب إنــي راغــب    أدعو وأرجـو نَفَلَـكْ

أنـت حَفِـيٌّ لـم تُخِـبْ   دعـوة راج أَمـلَـكْ

فأعطـنـي مـن سعـة   يا مـن تعالـى فَمَلَكْ

سبحانــك اللهـم  مـا   أجـل عنـدي مَثَلَـكْ


(1) ـ الروح: السرور والفرح، قال الله عز وجل: (فروح وريحان) والريحان: الرزق.

(2) ـ الخلل: النقص والعورة والعيب تكون في حياة الإنسان. والسمل: الثوب القديم المهترئ. الوشل: الماء القليل العكر.