الرجال أربعة في المعرفة

جاء  في كتاب "جَمْهَرَة أشعارِ العَرب" لأبي زيد القُرَشي ؛ أنَّ رجُلاً قَدِمَ على الْخليلِ بنِ أحمَد وكان عَيِّياً " لايُحسِن وَجْهَ الكلام،  وقيل العَيِيُّ هو الأَحْمَقُ" ، فسَألَ الخَليلَ مَسْألةً،  فأبْطأَ الخَليلُ في جَوابِها، فتَضاحَكَ الرَّجلُ، فالتَفَتَ الخليلُ إلى بَعضِ جُلسائِه فقال: الرِّجالُ أربعةٌ:    رجلٌ يَدْري ويَدْري أنَّه يَدْري؛ فذلكَ عالمٌ فاعْرفُوه. ورَجُلٌ يَدْري ولا يَدْري أنَّه يَدْري ؛ فذلك غَافلٌ فأيْقِظُوه،   ورَجلٌ لا يَدْري وهو يَدْري أنَّه لا يَدْري ؛ فذاكَ طالبٌ فعَلِّمُوه،   ورَجلٌ لا يَدْري ولا يَدْري أنَّه لا يَدْري ؛ فذلك مائِقٌ " أحمَقُ وسَيِّئُ الخُلُق"  فاجتَنبوه،  ثم أنشأَ الخليلُ يقول:

لو كُنْتَ تَعْلَمُ ما أقولُ عَذَرْتَني......... أَو كُنْتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا لكِنْ جَهِلْتَ مَقــالتي فعَذلْتَني......... وَعَلِمْتُ أَنَّكَ مائِقٌ  فَعَذَرْتُكا

• العَذْلُ ؛ المَلامَة، عَذَلَ  يَعْذُلُ،  ويُقال عَذَلَهُ فاعْتَذَلَ ، أي لام نفْسَهُ. • الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، من أئمةِ اللغة والأدَب، وواضعُ عِلمَ العَروضٍ،وهو أستاذُ سيبويه النَّحْوي. ولد في البصرة، وعاش فقيراً صابراً ، مَغموراً في النَّاس لايُعرف. وفكَّرَ في ابتكار طريقةٍ في الحساب تسهله على العامة، فدخلَ مسجد البصرة وهو يعمل فكره، فصدمَتْهُ ساريةٌ وهو ساهٍ، فكانت ذلك سبب موته سنة 170هـ

وسوم: العدد 696