شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب

بيان للمثل الخاص للمشاركة في سورية والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش السفير جيمس ف. جيفري

22 أيار/مايو 2019

حضرة الرئيس أنجل، حضرة العضو الرفيع ماكول، حضرة أعضاء اللجنة الأجلاء، أشكركم على دعوتي لتقديم هذه الشهادة. حضرة الرئيس أنجل، حضرة العضو الرفيع ماكول، أود أن أشكركما على إيلاء لجنتكم انتباها وثيقا لهذه المسألة. قدمت في شهر تشرين الثاني الماضي شهادة أمام اللجنة الفرعية الخاصة بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويشرفني أن أحظى بفرصة الجلوس أمام كامل اللجنة اليوم. لقد تطورت تكتيكاتنا على مدار الأشهر الأخيرة، إلا أننا ما زلنا مصممين في عزمنا على السعي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية في سورية والتي حددتها المرة الماضية.

يستعير أجيج الصراع السوري منذ أكثر من ثماني سنوات وتغذيه معاملة نظام بشار الأسد الاستبدادية والهمجية لمواطنيه وتمكين روسيا الأسد من أداء أعماله الوحشية وتأثير إيران الخبيث في المنطقة. لقد تسببت الحرب الأهلية السورية بنزوح أكثر من نصف سكان سور قبل الحرب، والذين كان عددهم يبلغ حوالى 20 مليون شخص، كما شهدت مقتل أكثر من نصف مليون من الرجال والنساء والأطفال والاستخدام المتكرر للأسلحة الكيمياوية المروعة، على الرغم من التزامات سورية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. ولقد فشلت روسيا أيضا في الوفاء بتعهدها بالعمل كضامن لامتثال النظام لاتفاق جنيف للعام 2013 بشأن القضاء على الأسلحة الكيمياوية السورية. ويواصل النظام تدمير بلاده واضطهاد مواطنيه. يجب أن تحقق نهاية النزاع العدالة والمساءلة للشعب السوري، بما في ذلك عن طريق معالجة جهود النظام الوحشية والمنهجية لإسكات الدعوات السورية للإصلاح عن طريق قتل المواطنين العاديين وتعذيبهم واحتجازهم.

وكما هو موضح في الورقة السرية التي قدمتها الإدارة للكونغرس بشأن الإستراتيجية لسورية في شباط 2019، تسعى الإدارة إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية في سوريا يعزز أحدها الآخر وتغطي كافة أقسام الحكومة الأمريكية: الهزيمة المستمرة لداعش وإزالة كافة القوات التي تقودها إيران من سورية وحل الأزمة السورية من خلال حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

حقق التحالف الدولي لهزيمة داعش في آذار انتصارا مهما مع هزيمة داعش على الأرض. لقد استلهمنا من نجاح رجالنا ونسائنا في ساحة المعركة، وكذلك نجاحات قواتنا الشريكة على الأرض، وبخاصة قوات سورية الديمقراطية. لقد تم تحرير ما نسبته 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش. لقد تم تحرير أكثر من 40 ألف ميل مربع من الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش في العراق وسور. ويمثل هذا المعلم الحاسم ضربة استراتيجية ونفسية ساحقة لداعش ويمنح ملايين المدنيين الأبرياء مستقبلا أكثر إشراقا ويؤكد الالتزام الثابت لشركائنا المحليين وشركائنا في التحالف. ولكن لم تنته المعركة بعد ونحن نعرف تمام المعرفة أن عملنا بعيد عن نقطة النهاية. وبينما تنتقل حملة التحالف الدولي للقضاء على داعش في شمال شرق سورية من تحرير الأراضي إلى اجتثاث فلول داعش ومنع عودة التنظيم، سنعمل مع شركائنا وحلفائنا لتمكين جهود إرساء الاستقرار الحاسمة والمساعدة في تأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين غير القادرين على العودة إلى منازلهم بطريقة آمنة.

ما زال تنظيم داعش يمثل تهديدا ذا أهمية للولايات المتحدة والمنطقة وشركائنا وحلفائنا. لقد شهدنا ذلك من خلال هجمات عيد الفصح المروعة في سريلانكا والتي تم ربطها بداعش. ما زلنا نسعى إلى إلحاق هزيمة دائمة بداعش، وبخاصة لناحية حرمان التنظيم من الملاذ الآمن. لقد كان الرئيس واضحا لناحية أن هزيمة داعش تمثل إحدى أقصى أولويات الإدارة.

أعلن الرئيس ترامب في 21 شباط أن عددا محدودا من القوات المسلحة الأمريكية سيبقى في شمال شرق سوريا كجزء من حملة التحالف المتواصلة لضمان هزيمة داعش الدائمة. ويضاف هذا الإجراء إلى تواجدنا المتواصل في قاعدة التنف في جنوب سورية. سيساهم تواجد هذه القوات في مواصلة العمليات ضد داعش ويمنع إعادة ظهور التنظيم ويحافظ على الاستقرار في سورية، وكلا الهدفين حاسم لأمن حلفائنا الإقليميين والدوليين وللأمن الأمريكي القومي بشكل خاص.

لم يترك سلوك النظام الإيراني الخبيث أي خيار أمامنا سوى السعي إلى انسحاب كافة القوات التي تقودها إيران من سورية بأكملها. يجعل سلوك إيران المتهور الوضع في سورية أكثر خطورة وتوافق الغالبية العظمى من المجتمع الدولي على صحة هذا الكلام. تستخدم القوات المدعومة من إيران قواعد داخل سورية للمشاركة في أعمال عنف ضد الشعب السوري ولشن هجمات ضد إسرائيل. تهدد إيران وعملاؤها الأمن القومي الأمريكي عن طريق زرع بذور عدم الاستقرار في المنطقة، مما يفاقم التوترات بين المجتمعات المحلية ويوفر مساحة تزدهر فيها الجماعات الإرهابية.

لقد تحدثت الولايات المتحدة وحلفاؤنا عدة مرات إلى روسيا بشأن سبيل التوصل إلى حل سياسي لسورية، بما في ذلك في خلال الاجتماع الذي حضرته مع الوزير بومبيو في سوتشي في وقت سابق من هذا الشهر. وعلى الرغم من خلافاتنا، نحن نعتقد أن مصالح روسيا لا تتحقق إلى جانب نظام سوري قاتل يرفضه شعبه والمجتمع الدولي أو مع قوة إيرانية تتبدى في سورية كأنها منصة. بدلا من ذلك، تتشارك الولايات المتحدة وروسيا مصلحة في أن تكون سورية آمنة ومستقرة وأن تتمتع بعلاقات طبيعية مع جيرانها والعالم الخارجي وألا تكون فيها القوات الأجنبية التي لم تتواجد في البلاد قبل النزاع. ينبغي على روسيا ضم الجهود لمواجهة تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار ونفوذها الخبيث في سورية إذا ما أرادت تحقيق نتيجة مماثلة. وينبغي عليها على وجه التحديد استخدام نفوذها مع نظام الأسد لإخراج كافة القوات التي تقودها إيران من البلاد.

تواصلنا مع الروس بطريقة براغماتية في خلال رحلتنا الأخيرة إلى روسيا مع الوزير بومبيو. لقد غادرت روسيا وأنا أشعر أنه ثمة احتمالات. لقد أشارت روسيا إلى أنها مستعدة لتحقيق كافة أهدافنا من حيث المبدأ، أي عملية سياسية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 للتوصل إلى اتفاق بشأن المراجعة الدستورية، وإجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة تديرها الأمم المتحدة، وتحقيق الحوكمة التي تخدم الشعب السوري وتشجع عودة اللاجئين والنازحين وتلبي مطالب مجلس الأمن التي التزم بها الروس من أجل تخفيف تصعيد النزاع، ولقد تم ذكر إدلب في هذا السياق.

وعلى الرغم من الهجوم المأساوي الأخير هناك، أكدت موسكو – أقله على الورق – التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الأتراك. وتوافق روسيا أيضا من حيث المبدأ على انسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك القوات الإيرانية، وقد اتخذت تدابير أولية لتحقيق ذلك في جنوب غرب سورية في العام 2018. ولكن لم تمتثل القوات الخاضعة للقيادة الإيرانية لذلك لسوء الحظ. بالمقابل، لقد أقررنا بأن الولايات المتحدة وشركاؤنا سيعودون تدريجيا إلى إقامة علاقة طبيعية مع حكومة سورية تم إصلاحها وتحترم إرادة الشعب السوري، ولكن لن يكون ذلك إلا استجابة لخطوات يتم التحقق منها وتتطلبها عقوباتنا وسياساتنا الأخرى.

تعرف اللجنة أنني قد عملت مع نظرائي الأتراك عن كثب لتحقيق التوازن بين مخاوفهم الأمنية المشروعة أثناء العمل لتحقيق هزيمة داعش. زرت أنقرة في وقت سابق من هذا الشهر للتفاوض على ترتيب بشأن ما يسمى منطقة آمنة في شمال شرق سوريا في محاولة للتخفيف من أي احتمال للعنف. ويتواصل هذا الجهد الدبلوماسي فيما نتابع التركيز على إيجاد حلول.

نحن متأثرون للوضع في محافظة إدلب التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين شخص. لقد تسببت البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري والغارات الجوية الروسية والسورية بمقتل العشرات مؤخرا وبتدمير المرافق الطبية والمدارس والمنازل، كما تسببت بنزوح أكثر من 180 ألف شخص. ونبقى أيضا متيقظين لأي استخدام متجدد للأسلحة الكيمياوية في إدلب من قبل نظام الأسد. لن تتسامح الولايات المتحدة مع استخدام هذه الأسلحة المروعة بعد اليوم أيا تكن الجهة والمكان. سيأتي رد الولايات المتحدة وحلفائها سريعا ومناسبا إذا ما استخدم النظام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى. نحن نكرر الرسالة التي وجهها الرئيس ترامب في أيلول بشأن إدلب والتي وصف فيها الاعتداءات المماثلة بالتصعيد المتهور. سنستخدم كافة أدوات القوة الوطنية والقوات المتحالفة لمنع وقوع أزمة قد تؤدي إلى المزيد من الكوارث الإنسانية التي تهدد مئات الآلاف وتهدد أيضا أمن تركيا على طول حدودها.

ينصب تركيزنا فيما نمضي قدما على مواصلة الجهود الرامية إلى تخفيف تصعيد أعمال العنف، مع تركيز خاص على إدلب حاليا، وكذلك على تنشيط العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع السوري. لقد خصصنا موارد أمريكية هامة للتخفيف من المعاناة التي خلفها هذا الصراع إذ قدمنا أكثر من 9,5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بدايته. لقد خصصنا أيضا موارد لمحاربة داعش وقمنا بقيادة الجهود العسكرية للتحالف الدولي في سوريا وعملنا من خلال شركائنا المحليين على الأرض ومعهم وعبرهم. وقد استكمل هذا الجهد العسكري بمئات الملايين من التبرعات الدولية لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش لمنع عودة تلك المجموعة الإرهابية المروعة. لقد ساهم التحالف الدولي على سبيل المثال بأكثر من 100 مليون دولار لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب منذ العام 2017 وأزال أكثر من 25,500 من المخاطر المتفجرة منذ شهر نيسان 2018.

إن إيجاد حل في سورية لن ينهي هذا الفصل الدموي من تاريخ البلاد ويسمح للاجئين والنازحين باختيار العودة إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن وبكرامة فحسب، بل هو يشكل أيضا جزءا من استراتيجية الإدارة الأوسع للشرق الأوسط. سيساعد التوصل إلى حل سياسي في سورية على تقليل نفوذ إيران الخبيث ويضع حدا لرعاية النظام للإرهاب وفراغ القوة الذي يسمح له بالازدهار، كما سيزيد من أمن شركائنا وحلفائنا وينهي الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيمياوية من قبل واحد من الأنظمة القليلة التي لا تزال تستخدمها ضد شعوبها.

***********************************

شهادة جيمس جفري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب*

زرت أنقرة في وقت سابق من هذا الشهر للتفاوض على ترتيب بشأن ما يسمى منطقة آمنة في شمال شرق سورية في محاولة للتخفيف من أي احتمال للعنف. ويتواصل هذا الجهد الدبلوماسي فيما نتابع التركيز على إيجاد حلول.

نحن متأثرون للوضع في محافظة إدلب التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين شخص. لقد تسببت البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري والغارات الجوية الروسية والسورية بمقتل العشرات مؤخرا وبتدمير المرافق الطبية والمدارس والمنازل، كما تسببت بنزوح أكثر من 180 ألف شخص. ونبقى أيضا متيقظين لأي استخدام متجدد للأسلحة الكيمياوية في إدلب من قبل نظام الأسد. لن تتسامح الولايات المتحدة مع استخدام هذه الأسلحة المروعة بعد اليوم أيا تكن الجهة والمكان. سيأتي رد الولايات المتحدة وحلفائها سريعا ومناسبا إذا ما استخدم النظام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى. نحن نكرر الرسالة التي وجهها الرئيس ترامب في أيلول بشأن إدلب والتي وصف فيها الاعتداءات المماثلة بالتصعيد المتهور. سنستخدم كافة أدوات القوة الوطنية والقوات المتحالفة لمنع وقوع أزمة قد تؤدي إلى المزيد من الكوارث الإنسانية التي تهدد مئات الآلاف وتهدد أيضا أمن تركيا على طول حدودها.

ينصب تركيزنا فيما نمضي قدما على مواصلة الجهود الرامية إلى تخفيف تصعيد أعمال العنف، مع تركيز خاص على إدلب حاليا، وكذلك على تنشيط العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع السوري. لقد خصصنا موارد أمريكية هامة للتخفيف من المعاناة التي خلفها هذا الصراع إذ قدمنا أكثر من 9,5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بدايته. لقد خصصنا أيضا موارد لمحاربة داعش وقمنا بقيادة الجهود العسكرية للتحالف الدولي في سوريا وعملنا من خلال شركائنا المحليين على الأرض ومعهم وعبرهم. وقد استكمل هذا الجهد العسكري بمئات الملايين من التبرعات الدولية لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش لمنع عودة تلك المجموعة الإرهابية المروعة. لقد ساهم التحالف الدولي على سبيل المثال بأكثر من 100 مليون دولار لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب منذ العام 2017 وأزال أكثر من 25,500 من المخاطر المتفجرة منذ شهر نيسان 2018.

إن إيجاد حل في سورية لن ينهي هذا الفصل الدموي من تاريخ البلاد ويسمح للاجئين والنازحين باختيار العودة إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن وبكرامة فحسب، بل هو يشكل أيضا جزءا من استراتيجية الإدارة الأوسع للشرق الأوسط. سيساعد التوصل إلى حل سياسي في سورية على تقليل نفوذ إيران الخبيث ويضع حدا لرعاية النظام للإرهاب وفراغ القوة الذي يسمح له بالازدهار، كما سيزيد من أمن شركائنا وحلفائنا وينهي الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيمياوية من قبل واحد من الأنظمة القليلة التي لا تزال تستخدمها ضد شعوبها.

وسوم: العدد 826