جماعات مقاتلي المعارضة في سوريا

رويترز:

بيروت (رويترز) - تتألف المعارضة السورية المسلحة من جماعات وتحالفات تتغير باستمرار منذ بدء الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد قبل قرابة ثلاث سنوات مع هيمنة دور الجماعات الإسلامية على تشكيلات المعارضة باطراد.

ومع ظهور قادة جدد في المعارضة بلغ الاقتتال الداخلي في صفوفها مستوى جديدا هذا الشهر حيث أعلنت عدة فصائل الحرب على جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقتل زهاء 2300 من مقاتلي المعارضة في معارك فيما بينهم هذا العام وحده.

وفيما يلي وصف لبعض الجماعات الرئيسية لمقاتلي المعارضة في سوريا:

الدولة الإسلامية في العراق والشام

شكل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام منشقون خرجوا من جبهة النصرة الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا وانضموا إلى فرع القاعدة في العراق.

ويقود الجماعة زعيم فرع العراق ويعرف باسم أبو بكر البغدادي. وتجاهل البغدادي دعوات القيادة العامة للقاعدة إلى الابتعاد عن سوريا والتركيز على العراق.

وقالت القيادة العامة للقاعدة يوم الإثنين إنها لا تربطها أي علاقة بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في محاولة على ما يبدو لتأكيد سلطتها على الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا.

وتعتبر جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام أكثر القوى الإسلامية تشددا في سوريا وناصبت عدة جماعات مقاتلة هناك العداء منذ استولت على عدة بلدات ونقاط تفتيش في مناطق سيطرة المعارضة.

وحظيت الجماعة بقبول واسع من المدنيين السوريين في باديء الأمر لسياساتها الصارمة في التصدي للنهب ومحاولتها توفير الخدمات الاجتماعية. لكن الجماعة فقدت التأييد مع ضلوع أعضائها في خطف المنتقدين وأعضاء الجماعات المنافسة وقتلهم.

وتقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام حاليا على عدة جبهات. ففي سوريا تحاول عدة فصائل معارضة استعادة السيطرة على أراض وطرد الجماعة من مناطقها. وفي الوقت نفسه يقوم الجيش العراقي بحملة مشددة في محافظة الأنبار التي سيطر مقاتلو الجماعة على عدة بلدات فيها.

وقد يكون عدد مقاتليها أقل إذ ربما يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف مقاتل لكن قوتها القتالية الأساسية شديدة الالتزام ويدعمها متشددون أجانب.

وتوعدت الجماعة باستخدام الاغتيال وغيره من الأساليب للرد على الهجمات. وتعهدت في بيان في السابع من يناير كانون الثاني بسحق مقاتلي المعارضة السورية ولم تبد أي بادرة مصالحة رغم دعوات جبهة النصرة للهدنة.

جبهة النصرة

تتألف هذه الجماعة المسلحة القوية من متشددين سوريين وأجانب وأقرتها رسميا القيادة المركزية للقاعدة فرعا للتنظيم في سوريا.

وكانت الجبهة من أولى الجماعات التي استخدمت اساليب مثل الهجمات الانتحارية وتفجير السيارات الملغومة في المدن. ومع ذلك تعتبر جبهة النصرة أكثر تسامحا وأقل صرامة في تعاملها مع المدنيين وجماعات المعارضة الأخرى مقارنة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام.

ويقدر عدد أعضاء جبهة النصرة بما بين سبعة آلاف وثمانية آلاف شخص وتعاونت الجماعة مع معظم فصائل المعارضة المسلحة في سوريا لكنها تتبع تفسيرا متشددا للاسلام وتدعو إلى إقامة دولة إسلامية.

وتعمل الجماعة في تعاون وثيق مع كثير من الجماعات الاسلامية السورية الأخرى. وشاركت في بعض المعارك في الآونة الأخيرة ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام.

الجبهة الإسلامية

هي تحالف لست جماعات إسلامية كبيرة. ويعتقد أن هذا التحالف أكبر جيش للمعارضة المسلحة يحارب في سوريا. وأضعف تشكيل الجبهة في نوفمبر تشرين الثاني المجلس العسكري السوري الذي يدعمه الغرب إذ حرمه من بعض اعضائه الأساسيين فيه مثل لواء التوحيد كما زاده بعدا عن جماعات إسلامية قوية مثل كتائب أحرار الشام.

وأعضاء الجبهة الإسلامية متشددون سنة ينشدون تحويل سوريا إلى دولة إسلامية لكنهم أكثر قبولا للجماعات الأخرى من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.

ويقول محللون إن عدد المقاتلين الذين جمعتهم الجبهة تحت لوائها يتراوح بين 40 ألفا و50 ألفا. لكن ما زال غير واضح إن كانت ستحقق نجاحا أكبر مما حققته تحالفات المعارضة المعتدلة الفاشلة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في التنسيق بين جماعات المعارضة المسلحة المعروفة بالتشرذم وقيادة جهودها.

وخاضت وحدات من الجبهة الإسلامية معارك هذا العام ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام.

القيادة العسكرية العليا

القيادة العسكرية العليا هي جماعة معتدلة غير أيديولوجية حلت محل القيادة السابقة في الجيش السوري الحر الهيكل الأصلي لمقاتلي المعارضة.

ولم يتمكن من سبقوا القيادة العسكرية العليا في الجيش السوري الحر قط من تشكيل هيكل تنظيمي أو قيادي متماسك وواجهت القيادة العسكرية العليا تحديات مماثلة.

وتحظى القيادة العسكرية العليا بدعم قوى غربية مثل الولايات المتحدة بالإضافة إلى تركيا ودول عربية خليجية ولم تتمكن قط من تغيير الانطباع بين جماعات المعارضة المحلية بأنها قيادة وافدة من الخارج.

وقضى كثير من زعماء القيادة جانبا كبيرا من وقتهم خارج سوريا. ولم يستطيعوا أيضا تأمين امدادات مستمرة من المال والسلاح من مانحين أجانب.

وتلقت القيادة وهي لا تزال تعمل بصفة رمزية ضربة كبيرة بتشكيل تحالف الجبهة الإسلامية في نوفمبر تشرين الثاني 2013 وهو ما حرمها من بعض أكبر أعضائها وحلفائها وألحق مزيدا من الضرر بشرعيتها.

جبهة ثوار سوريا

شكل هذا التحالف الذي يضم وحدات مقاتلة أغلبها غير أيديلوجي في ديسمبر كانون الأول وساعد في بدء حملة متنامية على مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام المتشددين.

والعمود الفقري لهذه الجماعة هو لواء شهداء سوريا الذي كان يوما ما جماعة قوية في محافظة إدلب الشمالية بقيادة جمال معروف.

وتراجعت شعبية معروف ومقاتليه كثيرا في إدلب بعد اتهام جماعات اسلامية منافسة لهم بالاستيلاء على أموال مخصصة للقتال.

وخلافا لمعظم تشكيلات المعارضة المسلحة الأخرى لا تبدو للجماعة توجهات أيديولوجية واضحة برغم ان أغلب مقاتلي وحداتها إسلاميون معتدلون.

ويعتقد أن جبهة ثوار سوريا تتلقى تمويلا من دول خليجية كبيرة مثل السعودية. وعلاقتها بالجبهة الاسلامية سيئة لكنها عبرت عن تأييدها للقيادة العسكرية العليا.

ويرى بعض المحللين إن جبهة ثوار سوريا قد تكون محاولة أخرى لاحياء المكونات الرئيسية للجيش السوري الحر لكنها لا زالت تفتقر إلى النطاق الإقليمي الذي يمكنها من ذلك حيث ان معظم الوحدات التابعة لها من الشمال.

جيش المجاهدين

أعلن قيام هذا التشكيل المكون من ثماني جماعات سورية مقاتلة في أوائل يناير كانون الثاني وبدأ على الفور حملة على الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو ما دفع كثيرا من المراقبين إلى الاعتقاد أن داعمين خليجيين شكلوه للتصدي للجماعة المتشددة.

ويعتبر جيش المجاهدين الذي يقول إن عدد مقاتليه خمسة آلاف تنظيما اسلاميا معتدلا. ومعظم الفصائل التي انضمت إليه صغيرة نسبيا ولا يعرف الكثير عن هذا التنظيم الجديد حتى الآن.

لكن جيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا يقودان الحملة على الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي بدأت في كثير من مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا وشرقها.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير عمر خليل).