رحلة إلى السوق

الشاعر الهندي : طاغور

اليوم لم يختم بعد . والسوق التي على شاطئ النهر ما تزال .

لقد خفت أن يكون يومي قد تبدد ، وآخر دراهمي قد ضاع .

ولكن . لا . لا يا أخي . إني ما زلت أملك شيئاً ، لأن حظي لم يسلبني كل شيء . ***

الآن انتهى البيع والشراء .

لقد جمعت حصيلتي من الطرفين .

والآن حان وقت عودتي إلى البيت .

ولكن ، أيها الحارس ، أفتطلب ضريبتك ؟

لا تخف يا أخي . لأني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .

إن سكون الريح ينذر بالعاصفة .

وإن السحب المتجهمة في الغرب لا تبشر بالخير .

والماء الساكن ينتظر الريح .

أما أنا فأهرول لأعبر النهر قبل أن يدركني الليل .

ولكن يا صاحب المعبر ، أفتريد أن تطلب أجرك ؟

أجل يا أخي ، إني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .

***

وفي ظلال الشجرة على جانب الطريق تربع الشحاذ .

وا آسفاه ! إنه يحدق في وجهي وفي عينيه رجاء وحياء !

إنني ـ في ظنه ـ غني بما ربحت في يومي .

أجل يا أخي ، إني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .

لقد اشتد ظلام الليل ، وأقفز الطريق ، وتألق الحباحب بين أوراق الشجر .

من عساك تكون يا من تتبعني في خطوات متلصصة صامتة ؟

آه ، لقد عرفت ، إنك تريد أن تسرق مني كل أرباحي .

لن أخيب ظنك !

لأني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .

***

وصلت المنزل عند منتصف الليل بيدين فارغتين .

وأنت لدى الباب تنتظرين في يقظة وصمت ، وفي عينيك شوق .

وكعصفورة وجلة طرت إلى صدري ، يدفعك حب توّاق .

آه يا إلهي . إن شيئاً كثيراً لم يزل باقياً معي . فإن حظي لم يخدعني ويسلبني كل شيء .

***