كيف سيبرر أوباما موقفه تجاه سوريا؟

كيف سيبرر أوباما موقفه تجاه سوريا؟

دون غونيا - أن بي آر

ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات - 17 أيار 2013

اقتصر دور الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في سوريا على توفير المساعدات الإنسانية والمعدات غير القاتلة للثوار، ولكن هذا قد يتغير مع التصريحات التي ظهرت مؤخرا عن استخدام الأسلحة الكيميائية.

تظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين لا يعيرون اهتماما جيدا للصراع، ولكن يظل لديهم تردد تجاه التدخل – ناتج عن التجربة في العراق.

ويقول الرئيس أوباما أنه يدرس كل الخيارات، ومهما كان قراره فإن عليه أن يتعامل مع القضية أمام الرأي العام الأمريكي.

هناك أصوات في واشنطن تحاول زيادة الضغوط على البيت الأبيض لكي يقوم بالمزيد في قضية سوريا، أبرزها عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي جراهام وجون ماكين.

ماكين قال في لقاء مع إن بي سي هذا الأسبوع: "قلنا إنهم يحتاجون منطقة حظر جوي يمكن إنشاؤها دون استخدام الطائرات المأهولة للولايات المتحدة، بإمكاننا استخدام بطاريات باتريوت وصواريخ كروز، وتزويد المقاومة بالسلاح".

لكن نداءات كهذه تعد آراء الأقلية، والبيت الأبيض يقاومها. فقد حذر أوباما سوريا قبل أسابيع من أن استخدام الأسلحة الكيميائية قد يتجاوز الخط الأحمر، والآن وبعد أن تم تجاوز هذا الخط الأحمر بالفعل لم تتغير لهجة الرئيس، فهو يبين للرأي العام أنه بينما تستمر المداولات هنالك خيارات جديدة ستطرح على الطاولة.

وقال يوم الثلاثاء: "عندما أتخذ قرارا يخص الأمن الوطني للولايات المتحدة واحتمالية اتخاذ إجراءات للرد على استخدام أسلحة كيميائية، ينبغي أن أكون متأكدا من امتلاكي للحقائق، هذا ما يتوقعه الأمريكيون".

وهناك توقعات إلى جانب ذلك حتى الآن على الأقل كما يقول مايكل ديموك بأن الأمريكيين لا يعيرون القضية السورية كثيرا من الاهتمام. ويضيف: "حتى مع وجود الأخبار الأخيرة عن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، لم تكن هناك زيادة حقيقية من الاهتمام العام تجاه هذه القضية، لا نجد سوى 1 من 5 ممن يقولون أنهم يتابعون الأمر عن قرب، وهذا ينبئ عن مستوى الاهتمام على مدى العامين الماضيين".

إن هذا المستوى المنخفض من  الاهتمام يشير إلى صفحة بيضاء تحدد كيفية رؤية الأمريكيين للحالة، مما يتيح مجالا أكبر للبيت الأبيض.

ويقول جيرمي رونزر الذي عمل في مجلس الأمن القومي خلال سنوات حكم كلينتون إن "الكثير من البحوث والمؤلفات على مدى العقود الماضية تبين أن الطريقة التي يعرض فيها الصراع ويوصف، لها تأثير كبير على دعم الرأي العام للتدخل العسكري الأمريكي هناك". ويضيف قائلا: "لو أن القضية وصفت بكونها محاولة لاحتواء سلوك النظام العنيف، فإن ذلك سيجذب مزيدا من الدعم أكثر من الدعم الذي سيجنيه مشروع يهدف إلى خلق تغيير داخلي في البلاد".

وهذا يقودنا إلى دروس مستفادة من حالة العراق: السأم من الحرب بين السكان، وصعوبة تلك المهمة وبداياتها المثيرة للجدل، وادعاءات ومزاعم عن وجود أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها قط. ويقول ديموك إن الشعب الأمريكي أعطى الرئيس جورج بوش مجالا واسعا في التصرف مع أدلة محدودة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. ويقول أيضا: "الرأي العام يكون أكثر حذرا في ظل البيئة الحالية، وليس حريصة على اتخاذ إجراءات جريئة ضمن نطاق محدود من المعلومات". الأمريكيون يرغبون في معرفة الشكل الذي سيبدو عليه تدخل الولايات المتحدة، إن لم يكن تدخلا على الأرض – والذي يبدو غير مرجحٍ في سوري- إذن ما هي المهمة والأهداف واستراتيجية الخروج؟.

بيتر فيفر الأستاذ في جامعة دوك الذي عمل في مجلس الأمن القومي لبوش أثناء الحرب على العراق، يقول إنه يعتقد أن أوباما يحضر الرأي العام لتدخل ضئيل أو عدم تدخل بدلا من مواجهة هذه المسائل. هذا مناسب للرأي العام الآن، ولكن كما يقول فيفر "درس آخر نتعلمه عن الرأي العام بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، وهو أن الرأي العام يعاقب الفاشل بغض النظر عن دعمه للسياسة من البداية أو عدمه".

وبينما يجتمع الرئيس مع مجلس الأمن القومي ومستشارين عسكريين ودبلوماسيين ليقرر ما الذي سيفعله، فإننا نعلم أيضا أن الحصول على دعم الرأي العام بهذا الشأن مهم وسيؤخذ بعين الاعتبار أيضا.