خيارات السياسة الأمريكية في سوريا

خيارات السياسة الأمريكية في سوريا

كلمة الدكتور جون ألترمان أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة الاستماع بعنوان "سوريا: خيارات السياسة الأمريكية" في الكونغرس الثاني عشر بعد المائة - 19 نيسان 2012

الدكتور جون ألترمان يشغل منصب زبغنيو بريجنيسكي في الجيوستراتيجية والأمن العالمي؛ وهو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن

ألقى الدكتور ألترمان هذه الكلمة قبل نحو عام أمام الكونغرس الأمريكي، وقد شهد هذا العام تحولات في المشهد السوري العام. ولكن لما لهذه الكلمة من أهمية، ولقناعتنا بأن المشهد السياسي للثورة السورية لم يشهد تغيرا جوهريا نستعرض الكلمة مترجمة إلى العربية. كما نهدف من ذلك إلى بيان أن النظرة تجاه المشهد السياسي للثورة السورية إذا اقتصرت على المنظور السوري فإنها تظل قاصرة عن قراءة التحركات الدولية تجاه الثورة، وعاجزة عن تبرير ما يبدو على أنه عجز دولي تجاهها.

"... إنه لشرف عظيم أن أتحدث إليكم اليوم عن سوريا. في عام من التغيير الهائل في العالم العربي، سوريا هي أكثر هذه الأماكن شوقا للتغيير.

الشعب العربي تعلم دروسا من الأحداث السياسية في تونس ومصر في 2011 التي شاهدوها مباشرة على التلفاز. والحكومة السورية تعلمت دروسا كذلك، وأود هنا تعداد خمسة من هذه الدروس.

1- الدرس الأول الذي خلصوا إلى هو أن التنازلات لا تعطيك الأمن. حين قدم زين العابدين وحسني مبارك تنازلات إلى الجماهير، تبين أن هذه التنازلات لا تؤدي إلى إلى إشعال غضب هذه الجماهير. معمر القذافي تحمل لأشهر. وأعتقد أنه في نظر الحكومة السورية، لولا ضربات الناتو الجوية، لبقي في الحكم حتى الآن. لذلك إعطاء التنازلات لا يؤدي إلى حل مشاكلك.

2- الجيوش لا زالت مهمة. في مصر وتونس، قرر الجيش أن وقت الرئيس انتهى. في البحرين، ساعد الجيش في إقرار بقاء الملك. بشار الأسد كان حذرا في زراعة أصوله العسكرية، تاركا كتائب النخبة تحت تحكم أعضاء عائلته وحرص على أن يكون كبار الضباط من أبناء الأقلية العلوية التي ينحدر منها.

3- الحلفاء مهمين وP5 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن) هم الأكثر أهمية. الأسد كان حذرا في عدم ارتكاب الخطأ الذي ارتكبه معمر القذافي، بافتقاره إلى أي دعم صيني أو روسي. الأسد كان حذرا في سعيه للدعم الصيني والروسي.

4- دور الأقلية مورد رئيسي. عادة ما نرى الأقليات مصدرا للانقسامات في المجتمع، لكن إذا كان لديك أقليات، فهي غالبا ما تلتصق بالحكومة من أجل الحماية. العلويون الذين يشكلون ما نحو12% من السوريين و10% من المسيحيين والأكراد أقل من ذلك والدروز والأرمن، كل هؤلاء هم مصدر قوة للأسد، لخوفهم من سيطرة الأغلبية العربية السنية. بشار الأسد كان حذرا في اللعب على وتر الشعور بالخطر بين الأقليات لكي يبقى في الحكم.

5- طبيعة المعارضة مهمة. كلما سهل على الشعب تخيل بديل أفضل عن الوضع الراهن، كلما كان البديل أكثر جاذبية. معارضة مرتبكة وفوضوية تضم أصوات متطرفة وداعمين للعنف هي أساس بالنسبة للحكومة، خاصة وهي تحاول الاحتفاظ بولاء نخب متحضرة هي الخاسر الأكبر. وبالطبع، عمل بشار الأسد بجد على محاولة تقسيم المعارضة، دافعا إياها للتخلي عن السعي لحل سلمي لهذا الصراع.

لا سبيل إلى معرفة ما يفكر فيه بشار الأسد، لكن بالنسبة للمراقب من الخارج، يبدو أنه يؤمن بقدرته على الصمود في وجه التحدي الراهن، كما تمكن والده من تنحية المعارضة الإسلامية في حماة في 1982. التقارير تواصل إظهار ولع بشار الأسد بمقارنته بقيادة والده، كما يقلل إخوته وحتى والدته من قيمة قراراته وقسوته مقارنة بقرارات وقسوة والده.

في تقديري، مع ذلك، حسابات الأسد كان فيها أخطاء أساسية، وبالتحديد فيما يخص العالم الخارجي، مما جعل استمراره لأجل طويل غير ممكنا.

1- معاداة تركيا. وهي الخطيئة الكبرى، خاصة بعد أن كانت تتودد لنظام الأسد بدأب كجزء من استراتيجيتها "صفر مشاكر مع الجيران". وبعد فترة من التودد من قبل تركيا، تحولت تركيا ضد نظام الأسد في آب الماضي بعد اللقاءات التي رآها الأتراك مهينة بين الأسد ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. توجه تركيا في العلاقات الإقليمية خلال العقد الماضي كان موجها بشكل كبير نحو التوسط وحل الصراع، لكنها قررت أن تتحول ضد النظام السوري و- بكلماتها - إلى جانب الشعب السوري. تركيا تستضيف الآن غالبية المعارضة السياسية السورية والجيش السوري الحر. تركيا كبيرة وقوية كفاية لتوفير منطقة عازلة للاجئين السوريين وقاعدة للعمليات ضد النظام. ملاحظ قليلا، وبنفس الأهمية، أن سوريا لا يمكنها استخدام تركيا معاداة كحصن ضد العزل الدولي. لو كانت تركيا في دورها التقليدي كان من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها ضغط سوريا؛ وبتركيا في موقع أكثر عداءا، من الصعب على سوريا الهرب من الضغط.

2- معاداة السعودية وقطر. كانت هاتان الدولتان في المدة الأكبر من العقد الماضي تسعيان لحماية الأسد، أو على الأقل شرائه. بعد انسحاب سوريا مجبرة من لبنان في 2005، وضعت كل من قطر والسعودية أموالا في سوريا لتأمين السلام وانطلاقا من قناعة بأن الأسد إذا حشر في الزاوية سيكون متوحشا. هذه القناعة أسفرت عن قرار بوجوب رحيله. وقد كان هذه القرار مدفوعا بإحساس مجلس التعاون الخليجي بالإنجاز حيث ساهمت بالإطاحة بمعمر القذافي خارج السلطة. البعض يرى بأن عداء مجلس التعاون الخليجي كان ناتجا عن جهود قيادات الخليج لإضعاف عدوهم الدائم، إيران، عبر إضعاف وكيل إيران السوري. العداء له المزيد من الجذور الشخصية حيث يراهم بدوا أغنياء دون تعليم أو ثقافة، لا يتميزون إلا بغناهم. ينظرون إليه كأنه ولي عهد والده، دون حكمته أو عزمه على قيادة دولته بنجاح. لا يرى أي من الطرفين الآخر ندا.

3- الفشل في صنع تحالفات متينة مع روسيا والصين. لا تسعى أي من الدولتين لإزالة الأسد، وكلاهما يحترز من احتمال أن تؤدي ثورة شعبية إلى قيام دولة موالية للغرب شرق البحر الأبيض المتوسط. في نفس الوقت، لا يبدو أن الدولتان تشتركان في مصلحة حيوية في بقاء الأسد، كل منهما واثق بأن النظام التالي قد يلبي كل متطلباته، وكل منهما حذر من الانتهاء على الجانب الخاطئ من ثورة شعبية أخرى.

4- الفشل في صنع اقتصاد متنوع. سنريا كانت دولة زبونة لسنوات، في البداية للاتحاد السوفييتي، ثم لإيران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي. بعد الاعتماد بشكل كبير على الدعم من الخارج انتهى هذا الدعم. بحلول الصيف، ستبدأ آثار العقوبات الدولية بالظهور بشكل قوي. ليس من المحتمل أن يلعب الإيرانيون دور المنقذ، في الوقت الذي سيكون لديهم أولوياتهم ومشاغلهم الخاصة. تعتمد سوريا بشكل كبير ليس بشكل كامل على الوقود المستورد، وذلك الوقود سيكون صعب المنال. سوريا هي - بعدة طرق - معزولة اقتصاديا ومكتفية اقتصاديا، وذلك سيخلق مشكلات في المستقبل.

5- أصبح نظام الأسد نظاما غير مفضل لدى العديد من الدول الأخرى. سلوك الأسد أصبح ضارا لدرجة أن زعيما مجهول الهوية سيكون أفضل عمليا بالنسبة لجيران سوريا وللكثير من السوريين على حد سواء. بينما يسعى كل جيران سوريا لتجنب الفوضى في البلاد، لا يحث أي منهم على حكم ديمقراطي هناك. دول مجلس التعاون الخليجي المحافظة قد تكون مهتمة بما يتبع ثورة شعبية، وإسرائيل ستكون مهتمة باحتمال دولة إسلامية أخرى على حدودها. عدد من اللبنانيين يبحث عن أي نوع من الاستقرار، بينما يحتفظ العراق بشيء من الضغينة لبشار لتسهيله دخول المتطرفين السنة من سوريا إلى العراق (على الرغم من أنهم لا يريدون أن يحكم هؤلاء المتطرفون سوريا ما بعد الأسد). قد يؤدي انقلاب عسكري، بقيادة ضباط علويين أو سنيين، إلى تلبية تطلعات الجميع. إنه من غير الواضح كيف سيحدث انقلاب كهذا - والذي هو غير مرجح الحدوث.

مسار التغيير الشامل في سوريا، مع ذلك، يظل غامضا. إذا كانت هناك حرب إنهاك طويلة الأمد بين الحكومة والمعارضة، قد تطول لسنوات، كما تفعل حروب الإنهاك. تحدثت مرات عديدة في هذه القاعة عن حرب الكونترا the Contra war، التي استمرت لعشر سنوات. ومما يستحق التذكر العقوبات التي عزلت الأسد لأكثر من عقد لكنها عجزت عن إزالته من السلطة. صدام كان لديه قوة أكبر مما يمتلك الأسد، لكنه كان لديه أعداء أكثر. لم يكونوا كافيين لمساندته.

البعض يقول إن وسائل الإعلام الاجتماعي هي قوة مغيرة هنا، مما يجعل القمع طويل الأمد وواسع الانتشار أمرا غير ممكن. أنا أقل قناعة بذلك. بالتأكيد وسائل الإعلام الاجتماعي تجعل من السهولة على العالم الخارجي مشاهدة ما يحدث في سوريا. ولكن هذه الوسائل تجعل من السهل كذلك على الحكومة السورية تتبع الشبكات وفهم كيفية عمل المعارضة. أنا لا أعرف أيضا كم من الوقت قد يظل الغرب مكترثا بشأن سوريا إذا بدت الأمور هناك وكأنها تصل إلى طريق مسدود. السوريون ليسوا مزودين باتصالات قوية، والحكومة تسيطر على كل شبكات الهاتف المحمول. الاتصالات الآمنة على مستوى دولي صعب. قانون الولايات المتحدة جعل تصدير تكنولوجيا التشفير إلى سوريا غير مشروع لسنوات عديدةـ على الرغم من أن بعض التشفير متوفر مجانا على الإنترنت. ليست لدي فكرة عن عدد السوريين القادرين على امتلاك مثل هذه التكنولوجيا عبر التهريب والتحايل على الرقابة الحكومية؛ أنا لست متأكدا من امتلاك أحد فكرة أفضل.

خلال العام المقبل، قد تنحدر سوريا بشكل حاد باتجاه الحرب الأهلية. بحكومة قاسية، وعدد من القوى الخارجية المستعدة لدعم وكلاء لها، وإمكانية شن هجمات من دول مجاورة، وفهم واسع الانتشار بأن البديل عن النصر هو الموت، ومن المرجح دخول الخصوم. مستويات العنف قد تتصاعد عما رأينا حتى الآن وتصل إلى ما شاهدناه في العراق في 2006 و2007، بنكهة طائفية مشابهة.

بالنسبة لمن يسعى لنيل الحرية في سوريا، إنه مما يستدعي الاهتمام أنه كلما اتجه الصراع نحو العسكرة، زادت المنافع التي تعود على الحكومة. العسكرية تضع الصراع في منطقة حيث قد تتمتع الحكومة بأفضلية دائمة في قوة السلاح وقد تضفي الشرعية على هجماتها الوحشية على السكان المدنيين مما سيدفع مجموعات إلى التطرف ويصادق على ادعاء الحكومة الوطنية التي تقاتل كتائب ممولة من الخارج. الحكومة السورية هي في أضعف حالاتها حينما يشك السوريون الآخرون في شرعيتها، وأكبر الدلائل على ذلك المظاهرات السلمية الهائلة. تعلمت درسا رئيسيا من تونس ومصر، دولتان بجهازي مخابرات داخليين أسطوريين ذوي سمعة في الفعالية والوحشية: الشرطة قد تكون فعالة ضد المئات، لكنها ليست فعالة ضد مئات الآلاف. التوسع السريع للمظاهرات يؤدي بسرعة إلى تقويض شرعية هذه الحكومات. إنه مما يستحق الإشارة، مع ذلك، أن الانتقال المباشر في هذه الحالات لم يكن إلى حكومة مدنية، لكن بدلا من ذلك إلى بعض بقايا النظام السابق التي كانت فاعلة في حفظ شرعيتها المؤسسية.

بالتالي لا يمكنني تقديم خطة من ثلاث نقاط لإصلاح سوريا هذا الشهر أو لتفادي الكارثة السنة القادمة. علينا أن نكون واقعيين، كما قال العضو البارز، عن قدر ما نجهله في سوريا وكيف أنه لا يمكننا حتى البدء في التوقع. ومع ذلك، أعتقد أن عددا من استنتاجات السياسة تنبع عما سبق.

1- خطط للمشاركة الطويلة. مصر وتونس خلقتا توقعا بأن التغيير قد يكون أساسيا وسريعا. بشار تعلم هذه الدروس. على الرغم من أنني لا أعتقد أن التغيير السياسي ممكن، احتمالات حدوثه هذا الشهر أو الشهر القادم، أو حتى في الأشهر التالية تظل ضئيلة. ليس متوقعا أن تكون هذه الأزمة أزمة شهر واحد، علينا أن نضبط أنفسنا ونتقبل ذلك.

2- لا تتوقع أن المعارضة ستتمكن من اكتساح السلطة. لا أعتقد أن المعارضة قد تؤسس بديلا فعالا للحكومة على المدى القريب أو المتوسط. ستظل متفككة كثيرا، وضعيفة جدا، وممزقة جدا بالغرور. مع الوقت، تنسيق ناجح بين المانحين - لكل من الإغاثة الإنسانية والمزيد من المساعدة القاتلة  - قد يساعد في تشكيل تسلسل قيادي وصنع حوافز لتعاون أعظم. لا أعتقد أن حكومة وهمية في المنفى قد تكون قادرة على الحلول في السلطة في سوريا كما كان الوضع في سوريا. وأنا أنظر في السنوات الأربعين الماضية، لم أر الكثير من الحركات الديمقراطية المعارضة ترث عباءة السلطة بعد تنحية دكتاتور.

3- تذكر أن العسكرة تساعد الأسد. كلما بدت المظاهرات كأنها تمرد مسلح، كلما كانت بين يدي الجيش السوري الأكثر تدريبا وتسليحا نسبيا. الجيوش أثبتت أنها غير فعالة نسبيا في مواجهة مظاهرات حاشدة من مئات الآلاف من الشعب ممن يعارضون شرعية الحاكم مما يهدد بشكل مطلق شرعية الجيش إذا واجه الشعب. المحافظة على تركيز على الشرعية فضلا عن مواجهة عسكرية سيوفر أرواحا ويؤذي الأسد أكثر من أي حرب عصابات.

4- تذكر أن الدبلوماسية تظل حيوية. بالتحديد، إبقاء روسيا والصين مفتوحتان لاحتمالية التغيير في الحكومة في سوريا هو أمر مهم. تعاون كامل مع السعودية وتركيا ودول صديقة أخرى سيجعل جهودهما وجهودنا أكثر فعالية. الحفاظ على النظام بينما يزداد تدفق اللاجؤين إلى الدول المجاورة سيتطلب كذلك المزيد من الجهود الدبلوماسية على جميع نواحي تنسيق المنح. القوة الأساسية لخطة أنان - في رأيي - هي ليست آثارها على سوريا. بل على العكس، أثرها على الدول خارج سوريا، حيث توفر الوحدة وعلامة على الحل.

5- كن مستعدا لتغيير غير خطي. مع عدم وجود أرض لحكمها، وعدم رغبة أي دولة بالتنازل لإنشاء منطقة عازلة، إنه من الصعوبة بمكان تخيل تمرد أو عصيان كالذي حدث في أفغانستان أو فيتنام يعم البلاد في النهاية. إنني أيضا متشائم جدا من أن بشار الأسد سيقدم أي تنازلات تحت أي ظروف. فحين تكلم الأسد بلغة التنازلات، فطرته، كشفت في محادثة شخصية معي وفي مناسبات أخرى أن التنازل هو دليل على الضعف، والمقاومة هي دليل على القوة. لأنه مستهلك بشعوره بالضعف، سيرى التنازل تهديدا لسلطته (كما أنهى حكم بن علي ومبارك). في تقديري، يظل الانقلاب العسكري أكثر النتائج احتمالية، لأنه بتقدير الجيران يوفر الضمان الأكبر لنتيجة إيجابية نسبيا بأقل المخاطر. محاطا بجيران يممتلكون الوسائل والموارد والمصلحة لإتمام مثل ذلك الانقلاب، أعتقد أن الأسد سيستسلم لإجراءاتهم.

كنت قد أدرت الأسبوع الماضي اجتماعا مع مستشاري أمن قومي سابقين، برنت سكوكروفت وزبغنيو بريغنسكي.  كانا قلقين بشكل كبير إزاء سوريا، بحجة أننا نفتقر إلى الأدوات والفهم للتأثير الإيجابي هناك. بينما كنت أتلقى جرعة صحية من التواضع عن قدرتنا في تشكيل النتائج في سوريا، أنا متشائم أقل منهم بقليل عن قدرتنا في لعب دور ما. هناك أمر اتفقا عليه وأنا وافقتهم تماما. لا يمكننا فعل هذا لوحدنا. نشترك في أهداف استراتيجية مع كل من تركيا والسعودية، وربما قد نفاجئ بأننا نشترك بمزيد من الاتفاقات مع روسيا والصين. إذا حاولنا صقل حل للمشاكل في سوريا، إننا قد لا نفقد فقط روسيا والصين، لكنني أعتقد أننا لن نكون قادرين على تحمل دعم تركيا والسعودية. إذا كنا نسعى لتجنب النتائج الأسوأ في سوريا، فإنه علينا كسب دعمهم ودعم الآخرين كذلك. إنه من غير الممكن تخيل كيف سيكون ارتداد الفوضى في سوريا دوليا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحتى في القوقاز. هناك أنواع كثيرة من العدوى التي بإمكان العديد تفاديها.

الشعب السوري قد عانى ويستمر في المعاناة، لكننا لا نملك أن نكون محرريه. إننا سنخدم مصالحهم قدر استطاعتنا، كما سنخدم مصالحنا، إذا عملنا باتساع مع الآخرين للحد من أكثر النتائج أمامنا تدميرا".