نجاد يقر بتأثر إيران بالعقوبات

نجاد يقر بتأثر إيران بالعقوبات

رويترز

في اعتراف غير مباشر حول مدى انعكاس العقوبات الدولية على بلاده، اعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن الموازنة الحكومية تتعرض للضغوط، وإن الحكومة مضطرة لخفض الإنفاق في بعض المجالات، في وقت يعاني البلد من عقوبات اقتصادية غربية صارمة. فيما غاب سعر صرف العملة الايرانية عن مواقع العملات الايرانية، وبقيت التعاملات في السوق المفتوحة مشلولة تقريبا بعد اسبوع من انهيار الريال.ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية المعارضة "إسنا" عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله إن الموازنة الحكومية تتعرض للضغوط، وإن الحكومة مضطرة لخفض الإنفاق في بعض المجالات، في الوقت الذي يعاني فيه البلد من عقوبات اقتصادية غربية صارمة.وقال أحمدي نجاد في خطاب أمس نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" "الآن في ما يتعلق بالموازنة، نحن نتعرض لضغوط.. وفي العديد من المجالات أصبحت الموازنة صفراً أو جرى تخفيضها بنسبة 25 في المئة"، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.ولم يذكر الرئيس الإيراني أسباب الضغوط، لكن تصريحاته بدت اعترافاً غير مباشر بأن العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه، قد أصبح تأثيراً كبيراً على عائدات الدولة.وغاب سعر صرف العملة الايرانية عن مواقع العملات الايرانية امس. ولم يدرج موقعا "مشغل.كوم" و"مظنة.كوم" سعر صرف الريال مقابل العملات الاخرى مثل الدولار واليورو والجنيه الاسترليني والين وغيرها من العملات الصعبة. كما اختفت عن المواقع قيمة القطع الذهبية.وفي حي صرف العملات في طهران، تقوم مكاتب صرف العملة المرخصة بعملها كالمعتاد وتقوم بصرف الريال بسعر 27500 للدولار، وهو السعر الذي فرضه المصرف المركزي السبت الماضي في مسعى لمنع مزيد من الانهيار الذي شهده الريال الاسبوع الماضي. ويقول موظفو تلك المكاتب انه ليس لديهم عملات اجنبية للبيع. وفي السوق السوداء، يعرض التجار صرف الريال بسعر 34 الف للدولار، اي بزيادة بنسبة 6 في المئة عن اليوم السابق، وقريبا من السعر القياسي الادنى الذي وصل اليه الريال الاسبوع الماضي وهو اكثر من 36 الف ريال مقابل الدولار في الاسبوع الماضي بعد ان خسر 40 في المئة من قيمته. وسوق العملة الايراني متوقف فعليا منذ 3 تشرين الاول عندما اندلعت احتجاجات وسط طهران بسبب انهيار سعر الريال.ورغم ان المتاجر ومكاتب صرف العملة اعادت فتح ابوابها، الا انها لا تعمل كثيرا.ورفع تجار البازار الكبير التاريخي في المدينة، والذي يحمل وزنا سياسيا في ايران، من الاسعار بشكل كبير ما اثار استياء المتسوقين. ورفض العديد من التجار بيع السلع الى حين استقرار العملة.واكد رئيس لجنة الموازنة في البرلمان الايراني غلام رضا مصباحي امس، ان السوق المفتوحة تعمل بشكل طبيعي، الا انه لم يتم السماح للمتعاملين في صرف العملات سوى بعمولة لا تتعدى الواحد في المئة.وقال كذلك انه تم القاء القبض على نحو 50 من المتعاملين في صرف العملة في السوق السوداء منذ احتجاجات الاسبوع الماضي.وكانت ايران ثبتت السعر الرسمي لصرف الدولار لعدة اشهر عند 12260 ريالاً للدولار، الا ان ذلك كان حكرا على المؤسسات الحكومية وعدد قليل من الشركات التي تستورد الاغذية وغيرها من السلع الاساسية ويسعى المزيد من الايرانيين الى تحويل مدخراتهم الى عملات اجنبية لحمايتها من التضخم الخارج عن السيطرة والذي قدر رسميا بنحو 25 في المئة ولكنه اكبر من ذلك كثيرا في الحقيقة وفي السياق نفسه، قال خبراء إقتصاديون وديبلوماسيون إن أزمة الريال الإيراني قد تطيح الرئيس محمود أحمدي نجاد من منصبه الرئاسي خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد جراء العقوبات الغربية.وأشار هؤلاء في ندوة الكترونية نظمها امس، مركز الدراسات العربي ـ الأوروبي ومقره باريس وأديرت حواراتها من عمان، إلى أن إصرار إيران على المضي في برنامجها النووي وعدم وجود علاقات حسن جوار المتواكبة مع العقوبات الاقتصادية أمور تجتمع لتؤجج الواقع الداخلي قبل موعد إنتخابات الرئاسة القادمة منتصف العام المقبل والتي قد تعيد الإصلاحيين للسلطة على حساب المحافظين.وأعرب نائب رئيس الوزراء الأردني السابق الخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني عن اعتقاده بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران لن تعود باحمدي نجاد لمنصبه لأسباب عدة منها الخلافات الدولية مع إيران ثم التطور الاقتصادي الجديد في إيران من خلال أزمة الريال الإيراني. وقال "إن أمام القيادة الإيرانية خيارين، إما نوع من المهادنة مع الغرب وهذا يصعب تغيره، والأمر الثاني والذي سوف يمس قوت المواطن الإيراني وهو الانعكاس الاقتصادي نتيجة أزمة الريال"، معربا عن اعتقاده بأن الأزمة الاقتصادية سوف تطيح احمدي نجاد ولن يعود للحكم مستقبلا.بدوره، رجح الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود أن تتفاقم الأزمة الداخلية في إيران التي تعاني سوء علاقاتها بدول الجوار والعالم الخارجي، وقال" إن علاقات طهران المحدودة بروسيا والصين والهند وروسيا لن تسهم في درء الأزمات الاقتصادية المتعددة التي تعانيها إيران بفعل العقوبات الاقتصادية الغربية التي ساهمت في إستنزاف الاحتياط النقدي البالغ حاليا 60 مليار دولار".وقال الحمود، إن إيران لا تحظى بحجم صادرات كبير يمكنها من الحصول على العملة الأجنبية التي من شأنها تعزيز تلك الاحتياطات، مشيرا إلى أن الإيرانيين باتوا يشعرون كل لحظة بوطأة تدهور الواقع الاقتصادي المترافق مع غياب الإصلاحات السياسية وقمع الحريات. ورأى أنه من غير المستبعد حصول تطورات في الشارع الإيراني يقودها الشعب قبل موعد الانتخابات ما قد يضطر بالمرشد الأعلى لاتخاذ قرارات حاسمة حيال نجاد