الأمل

محمد عبد اللطيف هريدي

للشاعر التركي المعاصر: ياشار كوجلو

تعريب: محمد عبد اللطيف هريدي

يا صاحب الخان هيئ لي فراشاً بين السقف والسقيفة

لا تسلني من أكون ولا تسل عن صنعتي، فما أنا إلا نزيل غريب الدار والمدينة

هيئ لي من الفراش ما يجعل هامتي تطاول السقيفة

نعم أنا فقير ولكن عندي زادي من الخبز والماء والإدام والأمل

شوقي لا نهاية له. والغربة هي الملاذ والوطن

لقد حكم على الروح أن تظل في الجسد حبيسة،

مذ ولدت وأنا في سفر وليس لي من طريق سوى الآخرة.

حتى لو عدت وتلفت خلفي مستنجداً

فلن أجد مغيثاً ولا منجداً ولا صاحب خان فالقدر فقط هو الطريق،

تجاوزت منتصف المسافة من زمن وربما كان النزل القادم هو الأخير،

محكوم أن أسير في هامة الطريق بلا رفيق،

لو لم يكن لك من الإيمان زاد فما لك من هاد،

ومن اعتصم بحبل الله لن يضل الطريق.

محكوم علي أن أتسلق جبال الحياة

وهي محض خيال مثل جبل (القاف) وطائر العنقاء

كلما نظرت خلفي تألمت لحال الأنام

بيعت القيم كالبضائع في الأسواق

ولكن هل من مشتر غيري؟!

كم من أرواح راحت للديمقراطية ضحية،

خمسة وسبعين في المائة ليسوا بكفار ولا مسلمين،

وحول نار الساحر يرقص المثقفون والمشعوذون،

وفي المجلس يرقص "الفالس" من (النواب) أربعمائة وخمسون،

شياطين الإنس والجن ينصبون الشراك

فضاع الأمن والأمان من قلوب البشر

الفوضى ضاربة الأطناب والأمة تتطلع أنظارها

ولنقل عاش المجلس الكبير في (جانقايا).

عجباً لأمة تسعة وتسعون في المائة مسلمون

ويحكمها اللاتين والعلمانيون