المعارضة السورية المسلحة..

المعارضة السورية المسلحة..

تقرير مترجم

الملخص التنفيذي

يقدم هذا التقرير معلومات مفصلة عن حركة المعارضة المسلحة في سوريا، مسلطاً الضوء على الهيكل التنظيمي حيثما وجد أو انعدامه في صفوف الثوار السوريين. هذا التقرير لا يتبنى موقفاً مؤيداً او معارضاُ لسياسية تسليح المعارضة السورية.

في 7 آذار/مارس 2012 أدلى وزير الدفاع ليون بانيتا بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول قضية إحجام الولايات المتحدة عن دعم المعارضة المسلحة في سوريا، وكان مما قاله: “من غير الواضح ممَ تتشكل المعارضة السورية المسلحة بالتحديد – ليس ثمة بديل عسكري موحد يمكن التعرف عليه، أو تعيينه، أو الاتصال به.” 

المعارضة المسلحة السورية يمكن تحديدها، وهي منظمة وفاعلة، حتى لو لم تكن موحدة. لذلك فإنه يمكن القول بأن الجيش السوري الحر (FSA)-ومقره الرمزي تركيا- يعمل كمظلة تنظيمية أكثر من كونه تراتبية قيادية تقليدية.

تحتفظ ثلاثٌ من الميليشيات السورية الأكثر فعالية بعلاقة مباشرة مع الجيش السوري الحر. وهذه تشمل لواء خالد بن الوليد بالقرب من حمص، وكتيبة الهرموش في شمال جبل الزاوية، وكتيبة العمري في سهل حوران جنوباً (الاسم المستخدم من قبل السكان المحليين للهضبة الزراعية التي تضم محافظة درعا في سوريا). يسرد الملحق 1 تفاصيل السير الذاتية لزعماء التمرد المنضوين في إطار الكثير من الوحدات القتالية الفعالة، بينما يستعرض الملحق 2 الترتيب الزمني لمعارك المعارضة المسلحة حسب المحافظة.

ثمة جماعات متمردة أخرى كبيرة وفعالة ليس لها مثل هذه العلاقة الوثيقة مع مقر قيادة الجيش السوري الحر في تركيا، ولكن مع ذلك يشير أعضاؤها إلى أنفسهم على أنهم أفراد من الجيش السوري الحر.

على الرغم من هجوم النظام على حمص في شباط/فبراير 2012، لا يزال التمرد على درجة من الكفاءة. وقد أكد الثوار الذين انسحبوا من حي بابا عمرو في حمص في بداية مارس 2012 أن الانسحاب كان تكتيكياً من أجل الحفاظ على القوة القتالية.

صعد نظام الأسد من وتيرة الهجمات ضد الثوار بعد أن صدوا هجوم الجيش عن الزبداني. لعل ذلك كان إهانة كبيرة في حد ذاته، ولم يكن نظام الأسد ليسمح للثوار أن يكونوا عقبة في طريق الجيش، لكن الزبداني أيضا في غاية الأهمية للنظام ولإيران لأن المدينة هي بمثابة قاعدة لوجستية لقوات الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس لإمداد حزب الله اللبناني.

من المرجح أن يستمر نظام الأسد في استراتيجية استخدام القوة غير المتناسبة في محاولة لإنهاء الانتفاضة في أسرع وقت ممكن. فالقصف العشوائي بالمدفعية يسمح للنظام أن يرفع كلفة المعارضة مع صيانة قدرته -المجهدة بشكل متزايد- على المناورة.

تضعف مرونة الثوار من قدرة نظام الأسد على الصمود، ولكن الدعم الخارجي لنظامه يجعل التوقعات بسقوط وشيك للنظام مبكرة. لم يظهر النظام السوري حتى الآن قدرةً على القيام بعمليات كبيرة، متزامنة أو متتابعة، كافية لقمع التمرد في مناطق حضرية عدة. ولكن الدعم التقني والمادي من إيران وروسيا يمكن أن يتيح للنظام زيادة مدى سيطرته وقدرتِه على محاربة المتمردين في مناطق متعددة دون الوصول إلى حدود طاقته

سيتعين على الثوار الاعتماد على الخطوط الخارجية لتزويدهم بالسلاح والذخيرة إذا ما أرادوا مواصلة تقويض سيطرة النظام.

ظهور الخلايا الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تعمل ضد النظام يشكل مخاطر على الولايات المتحدة وتحدياً للأطراف التي تدعو للحصول على الدعم المادي للمعارضة المسلحة.

كلما ازدادت القوة النارية الساحقة التي يواجه بها النظامُ المليشيات ازداد احتمال تطرفهم. وعلاوة على ذلك، قد يتحول الثوار المحليون إلى تنظيم القاعدة للارتقاء بنوعية الأسلحة وإلى تبني التكتيكات الاستعراضية نظراً لأن تصعيد النظام يتركهم دون إمكانية لرد مكافئ بغير هذا الأسلوب وذلك كما حدث في العراق في الفترة 2005-2006. وتنمية العلاقات مع زعماء المعارضة المسلحة، والاعتراف بمنظمات ثائرة معينة قد يساعد في ردع هذا التوجه الخطير.

لا بد للولايات المتحدة من التمييز بين المعارضة السياسية الموجودة في الخارج والمعارضة المسلحة ضد نظام الأسد على الأرض في سوريا.

الأهداف الأميركية في سوريا هي التعجيل في سقوط نظام الأسد؛ احتواء التداعيات الإقليمية الناتجة عن الصراع الدائر، واكتساب النفوذ لدى الدولة والقوات المسلحة الناشئة في أعقاب سقوط الأسد.

لذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تنظر في تطوير العلاقات مع العناصر البارزة في حركة المعارضة المسلحة في سوريا من أجل تحقيق الأهداف المشتركة ومعالجة التبعات في حال سقط النظام أو طال أمد الصراع.