لا بداية للإنسان ولا نهاية

عبد المطلب عبد الله

عبد المطلب عبد الله [i]

ترجمة: المهندس محمد حسين رسول

دونَ أنْ يَعلَمَ الأنسانْ

يَحلَمُ المطرُ بجوادْ

في أَعقلِ قَرْنْ

يُشبِهُ الجوادُ جسدَ الجحيمِ

ومِنْ روحِ الجحيمِ يُبعَثُ حيا

في غابةِ العكوفِ يقولْ:

إنَّ الحياةَ تَبلُغُ البحرَ مِنْ قطرةٍ 

إنها تَبلغُ اللؤلؤَ

وتَعبرُ أوقيانوسَ السفرِ

دونَ أَنْ يَعلَمَ الأنسانْ

إنَّ الأشايا طبيعيةٌ ولا شيءَ آخرْ

طبيعيةٌ ولا شيءَ آخرْ

دونَ أَنْ يَعلَمَ الأنسانْ

ما يؤديهِ المطرْ

لا هو أُسطورةٌ ولا لعبةُ لغةْ

لا جحيمٌ ولا سِرُّ سارقِ النارِ

ما يؤديهِ المطرْ

كانَ الخيالُ يَنقُشُ النظرةَ رُقَطاً في رَأسي

حولَ الأنتحارِ

الأنسانُ في هذا الحلمِ

لا بدايةَ لهُ ولا نهايةْ

بينَ انتحارٍ وانتحارِ

دونَ أنْ يُفكرِ في الحلمِ

كلُّ إنسانٍ حينَ يَلقى إنسانا

يُصبحُ ماءً

حقيقةٌ حائرةٌ هيَ الحياةُ

والمطرُ بينَ كلِّ الحقائقِ

يُعَلِّقُ القَلَقَ على صدرهِ

دونَ أنْ يَسألَ المرآةَ

ويُصبحُ الحلمُ مِنْ وراءِ هذا النقشِ

غابةَ الماءِ

لكنْ لا البحرُ في ما مَضى

ولا الصحراءُ

أَذْكَيا مطرَ التَّنَسُّمِ

دونَ أَنْ يَعلَمَ البحرُ

كانَ التفكيرُ لدى الأنسانِ

مليئاً بلآليءِ السفرِ

لِطائرِ ظلٍّ قَلِقٍ

إنْ كانَ البحرُ موجوداً في قطرةٍ تائهةٍ

أو لا

تَرتَشِحُ الروحُ في الأرضِ

لا حديقةٌ هناكَ ولا صحراءُ

وفي غفلةْ

تمتزجُ كلُّ الحياةِ

بدموعِ الشَّرّ

حلمٌ إذ لا يَبلُغُُ الضوءُ هناكْ

يَرتَشِحُ في الأرضِ

والنورُ في دارهِ في شدةِ انتظارٍ يقولْ:

مازالَ المطرُ يهطِلُ

إنَّ الخوفَ لا هو طائرٌ ولا هو نهايةْ

يَهيمُ الأنسانُ في الخَصَرِ

يَرى جواداً في حلمهْ

ويَسيرُ على ظاهِرِ البحرْ

إنْ كانَ الأنسانُ موجوداً أمِ الصحراءُ

فالأشايا طبيعيةٌ ولا شيءَ آخَرْ

طبيعيةٌ ولا شيءَ آخَرْ        

يَشحنُ الشهداءُ التأريخَ الى أَعقلِ قَرنْ

تَضعُ الغفلةُ مِنْ هذا الأنتحارِ

قطرةَ حِكمةٍ أَمامَ حِسِّ الظلامِ

يَغورُ الظلامُ في الأرضِ

ويَرجِعُ الماءُ

كي يوجَدَ هناكَ مَنْ يَغورُ في الأرضِ

لا الشرُّ له بدايةْ ولا الأنسانُ

البحرُ حديقةُ البكاءِ

المطرُ منذُ الآفِ الأعوامِ

يَفتحُ حقيبةَ الأنتحارِ

ويُلقي بِحُلُمٍ في الصحراءِ

يَطولُ حلمٌ تعاسةً كيما يقولْ:

مِنْ بوابةِ أَعقلِ قرنٍ

يَتَأجَّجُ الماءُ

يَفرَغُ البحرُ مِنَ حَشاهُ

وحتى يوجَدَ

مَنْ يغورُ في الأرضِ

يَخوضُ في البحرِ

ويَسيرُ في السماءْ

يَعودُ الأنسانُ الى الحربِ

تشرين الثاني 2002

                

[i] - عبدالمطلب عبدالله  الشاعر والناقد من كردستان/ اربيل، وله 20 كتابا في مجال الشعر و النقد الأدبي والفكري، منها ترجمة كتب من العربية إلى الكردية..  بعض مؤلفات الشاعر المطبوعة: ظل الماء-مجموعة شعرية-أربيل/1995. فلنصم زمنا من مشاهدة الماء-قصيدة-أربيل/1996. وعي اللغة ولغة الوعي-دراسة- من منشورات مؤسسة سردم للطباعة والنشر-السليمانية/1999. الموت وحده-ثلاثة نصوص مسرحية مترجمة من العربية- من منشورات مؤسسة كلاويز- السليمانية/1999.  شعرية النص، ادونيس، ترجمة الى الكردية، من منشورات مؤسسة كلاويز- السليمانية/ 2002. دريدا نقد المركزية الغربية، ترجمة الى الكردية، من منشورات مؤسسة سردم للطباعة والنشر-السليمانية/2005. قراءة هامش هامش قراءة- دراسة- من سلسلة كتب مركز "نما" للبحوث، اربيل/2005. ادونيس ساحر الكلمات، حوارات مع ادونيس، ترجمة الى الكردية، من منشورات مؤسسة الترجمة، اربيل/ 2008. “حرب اللغة من أجل تأويل النص” من منشورات مديرية الطبع والنشر في مدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب،/2009. “زائر الماء” مجموعة شعرية ضمن سلسلة كتب مركز "نما" للبحوث، اربيل/ 2010...