الشهـوة ، قبـلُ .. وبعـدُ ـ شكسبير

الشهـوة

قبـلُ .. وبعـدُ 

زهير سالم

شكسبير

السونتية

     من فنون الشعر الوافدة إلى الأدب الإنكليزي. كانت في أواخر القرن السادس عشر أشبه بالصرعة الرائجة. انطلقت على يدي الشاعر (فيليب سدني) الذي أخذ كما معاصروه الصرعة عن الشاعر الإيطالي (بترارك).
 

كانت السونتية تحوم حول موضوعات (الغزل) والقصيدة ذات الأربعة عشر بيتاً تتوجه دائماً إلى أسماء مستعارة لامرأة موجودة أو متخيلة. وعلى عادة الشعر الروماني القديم أو الشعر العربي الذي كان يمتد في دائرته الوجودية منطلقاً من الأدب الأندلسي إلى إيطاليا وفرنسا كانت (ليلى) أو (لبنى) هي صاحبة الاسم الرمز.. الذي يختاره البريطانيون غالباً من الأساطير اليونانية.

والسونتية لون خاص من الشعر ـ كما الموشح العربي ـ تتألف من أربعة عشر بيتاً تتوزع بشكل رباعيات ثلاث وثنائية أخيرة تكون قوافيها  على النحو التالي: (ا ب . ا ب) (ج د . ج د) (هـ و. هـ و) والثنائية الأخيرة (ي . ي).

السونتيتة :26 من سونتيتات شكسبير

(الشهـوة)

قبـل .. وبعـد

الشهوة أزيز وأوار وضرام، ثم تذهب المتعة وتبقى التبعة والحسرة.. هذا ما يقرره شكسبير في لحظة بناء شعري جميل.

تبديد الروح في بيداء العار

تلك هي الشهوة، قبل النفاذ، وتلك هي الشهوة لحظة التنفيذ

ملومة، ملعونة، ضارية، مفترسة

وحشية، فتاكة، متغولة، لا تؤتمن،

ما تكاد تنقضي لذتها حتى نزدريها،

يقودنا عُرامها بعنف إليها، فننالها، وسرعان ما

نمقتها بعنف مثله، ونشعر أنها حسكة في حلقنا،

حسكة غرست عمداً لتدفعنا إلى الجنون

نلاحقها بجنون.. نحظى بها بجنون.. (ونمقتها من ثم بجنون)

لا شيء يكبحنا إذ تستبد بنا.. فإذا ما انقضت كان الذي بعدها..

هي متعة لحظتها.. ومن بعد هي الشقاء الطويل

هي من قبلُ حلو الحلم الذي نتمنى.. وهي من بعد أضغاث أحلام

كل هذه الحقائق نعلمها جيداً.. ولكن ليس فينا

من يتقي المتعة التي تقودنا إلى هذا الجحيم

           

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية