العشب والورد

د. محمود حسين صارم

العشب والورد

للشاعر الكبير سعدي الشيرازي

ترجمة الشاعر محمد الفراتي

الدكتور: محمود حسين صارم

كان زميلي الدكتور عبد العزيز الجندي , ذواقة الشعر والأدب والفن, قد جلب لي قصيدة للشاعر الإسلامي الكبير سعدي الشيرازي الفارسي الأصل وهي من ترجمة الشاعر محمد الفراتي , فقمت بنظم قصيدة من  نفس الوزن .. إلا أنني خالفته في رؤيته وفي القافية ومن ثم صالحته  وإليكم القصيد تين :

علـى قبـةٍ باقاتِ وردٍ رأيتهـا    وقد رُبطت بالعُشب ربطا محكّما

فقلت وهل للعشب قـدرٌ وقيمـة    فيجلس في صف الزهور مكّرما

فقـال اتئدْ وانهـلّ واكفُ دمعه    ولا تنسَ لي فضلَ انتسابي فأظلما

إذا لم أطبْ عرفاً وحسناً ومنظراً     ولم أكُ زرعاً في الجنـان مقوَّما

فإنـي لعبـدٌ  للكـريـم وطالما     بآلائـه العظمى رُبيـتُ منعَّمـا

سـواء إذا لم أدر أو كنتُ داريـا    فإن رجائي فيه أنْ لستُ أظلمـا

ومع كل ذا لارأس مالي من التقى   ولم أجن ِبالطاعات ماعشتُُ مغنما

إذا انقطعت سـبل النجـاة فإنه     لطيف بحال العبـد إن هو أجرما

ومن عـادة الأسياد عتق عبيدها    متى لفع الفودَ المشــيبُ وعمما

فيا مبهج الدنيـا بأنوار لطفـه     على عبدك الشيخ الضعيف تكرما

ويا سعد فاستهد إلى منهج الرضا     ولا تسلكن نهجا سـواه فتحرما

فما كان أشقى من لوى عنه رأسه    وفي غير هذا النهج يقتلك الظما

وقد عارضته بالقصيدة التالية  :

العشب والورد

قرأناك شـعراً فارسـياً معربَا    عذوبًا ولكن كنتَ أصفى وأعذبا

فوصفـك يا سعدٌ لعُشـبٍ منعّمٍ     تربى بنعماءِ الكريـم وهُذبـا

جميلٌ كآي الشمس ِعندَ طلوعِها    أو البـدر عند العاشقين تأهبـا

جزى اللهُ قلبينا حناناً ورحمـة ً    وأبعدنا عن كل  رجس ٍوغيبـا

أراني بعصر ٍمثلِ عصركَ تائهٍ     ولكن عصري للمعاصي تحزبا

فإني رأيتُ العشبَ يا سعدُ حاقدا   على كل وردٍ في الجنان ومُرْعِبا

يدمِّر أرضاً كان عطرًا ربيعُهـا    ولم يُبق ِإلا الشوكَ فيها لتخربا

على العبدِ أن يبقى شكورًا لربه   وإن سادَ لا يمش ِفخورًا ومُعجبا

ويعلـمَ أن اللهَ خالـقُ أرضنـا     ومنهـا جُبلنا مثلما شاء ركبا

تساوى عليها الموتُ مثلَ ولادةٍ    ولكنَّ عيـشَ الناس ِِِفيها ترتبا

فكم نعمةٍ بالله يا سعدُ أشركـتْ    وكم منعم ٍبالله يا سـعدُ كذَّبـا

و يا سعدُ هذي من تعاليم أحمدٍ    كنوزٌ بها لو آمن الرملُ أعشبا

وأي اعتقـادٍ غير هـذا  فإنـه    سرابٌ يحاكي غيهباً ثم غيهبا

فما كنتُ يوما للعشيبِ بمبغض ٍ   ولا كنتَ للوردِ العطور مجنِّبا

كلانا يريدُ اللهَ والحقَ صابـرٌ    وفي قلبهِ اللهُ العظيـمُ تحجَّبـا

 ـــــــــ

دمشق - "ضاحية قدسيا"- الدكتور: محمود حسين صارم .