حمى البحر

أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،

البحر الخالي والسماء المترامية .

ولا أريد سوى زورق عالٍ ونجمة تهدي خطاه ،

ودفعة لعجلة قيادتها ، وترنيمة للريح ،

وهزة للشراع الأبيض ،

وغمام رمادي فوق وجه البحر ،

وسفرة فجر رمادي  أغبش .

أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،

فنداء مده السريع عالٍ ،

وجلي لا سبيل إلى تجاهله ونكرانه .

ولا أريد سوى يوم عاصف الريح

في سمائه سحائب بيض شاردة .

أريد الرشاش المتطاير ، والزبد المتناثر ،

وأصوات نوارس البحر .

أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،

إلى حياة التسكع الغجرية ،

إلى درب النوارس ، ودرب الحيتان

حيث تشبه الريح في حدتها حدة سكين سنين .

ولا أريد سوى حكاية خفيفة مرحة

من رفيق ضحوك يعشق التسكع مثلي ،

وغفوة هادئة ، وحلم عذب جميل

بعد أن ينتهي أدائي البارع في البحر .

*جون ماسفيلد .

وسوم: العدد 632