خاتم الأميرة

عاش يوما في قرية روسية فلاح له ثلاثة أبناء ، وكان الأول والثاني ماهرين أما الثالث _ واسمه إيفانوشكا _ فكان أحمق بليدا . وكان للعائلة حقل مزروع قمحا . ولاحظت يوما أن هناك من نفش في الحقل ليلا ووطىء القمح ، فأرسل الأب أبناءه واحدا تلو الآخر لحراسته ليلا . وكان أن ذهب الابن الأكبر إليه أول ليلة غير أنه عجز عن السهر فنام . وفي الليلة الثانية ذهب الأوسط ، فنام أيضا ولم ير أحدا . وفي الليلة الثالثة ذهب إيفانوشكا ، فرأى منتصف الليل جوادا عظيما كستنائي اللون ، له سرج ذهب ورسن فضة ما لبث أن أخذ يرعى ، وتمكن إيفانوشكا من السيطرة علي الجواد العجيب الذي قال له : سرحني وسأكون لك نعم الصديق بحيث إذا أردت شيئا ما عليك إلا أن تأتي إلى الحقل وتصفر وتنادي : سيفكا _ بوركا ، تعال ! فأسرع لمساعدتك .

فوافق إيفانوشكا وسرحه . وحدث في ذلك الأوان أن القيصر الذي لم يكن له ولد ذكر عقد مسابقة لتقرير من يليه في القيصرية ، وذلك بأن جعل ابنته المليحة في أعلى برج رفيع ، وأعلن أن من يصل إليها قفزا على صهوة جواد ، ويأخذ الخاتم من يدها سيتزوجها ويصبح قيصر البلاد . واعتزم الأخوان الكبيران المشاركة في المسابقة ، ولبث إيفانوشكا في البيت ، لكنه صفر بعد انصرافهما مستدعيا سيفكا _ بوركا الذي انبثق  رعدا من جوف الأرض ، فركب إيفانوشكا من الجانب الأيمن ليركب من الجانب الأيسر شاب مليح القسمات حسن البزة ! وذهب إلى المسابقة لتجربة حظه . وقفز الجواد محاولا الوصول إلى الأميرة ، فقرب إيفان منها تقريبا شبه تام إلا أنه لم يبلغ الخاتم ، فعطف الجواد في سرعة بالغة ، واندفع نحو البيت حيث استعاد شخصيته الأصلية . وحين رجع أخواه من ساحة قصر القيصر حدثاه عن الشاب الوسيم الذي قارب أن يصل إلى الأميرة ، فما زاد على أن ضحك من خبرهما . وحدث ثاني يوم ما حدث أول يوم . وثالث يوم وصل سيفكا _ بوركا وإيفانوشكا إلى الأميرة ، وأخذ الخاتم من إصبعها ، وعاد الاثنان مسرعين إلى البيت حتى إن أي إنسان لم ير وجه إيفانوشكا ، واستعاد في البيت شخصيته الأصلية إلا أن إحدى يديه صارت في ضِمادة . فسأله أخواه : ماذا أصاب يدك ؟!

فضحك وقال : لا ضير ، خدش بسيط .

وبعد ثلاثة أيام عزم القيصر كل الناس إلى وليمة كبيرة ، وجاء الفلاح مع أبنائه الثلاثة ، وطعم الناس وشربوا ولهوا . وفي مختم الوليمة قدمت ابنة القيصر إليهم العسل بنفسها ، وعندما وصلت إيفانوشكا لمحت الضمادة ، فسألته : أيها الشاب الطيب ، لم تضع على يدك ضمادة ؟! دعني أنظر إليها !

وحينها رأى الضيوف الخاتم في يده ، فصاحت الأميرة : أبي العزيز !هو ذا خطيبي !

فاستدعى إيفانوشكا سيفكا _ بوركا ، واتخذ سمت الشاب الوسيم ، وتزوج الأميرة .

*من القصص الشعبي الروسي .

وسوم: العدد 659