الشابة الحزينة

ها نحن في ديسمبر !

انظروا إلى ابنة يوشو الشابة الغارقة في تأملاتها !

ما عادت تغني ، ما عادت تبتسم .

لقد تشعث شعر حاجبيها الأسودين أيما تشعث .

إنها تستند إلى باب منزلها ، وتنظر إلى عابري السبيل ،

وتفكر في فتاها الذي امتشق حسامه ، ومضى مقداما للذياد عن تخوم الوطن .

تفكر في أولئك الذين عانوا قاسي البرد خلف السور الكبير ،

وأولئك الذين سقطوا في ساحة الوغى ، ولن يعودوا أبدا .

تحتفظ تلك الشابة داخل صندوق ذهبي صغير ذي تحازيز مرقشة _ تودع فيه تذكاراتها –

بسهمين ذوي ريش أبيض بين خيوط العنكبوت والغبار الذي راكمته السنون .

يا لأحلام الهوى الضائعات !

أي حزن توقظ تلكم التذكارات في قلب تلك الشابة ؟ !

فما كان منها إلا أن أخذتها ، وطرحتها في لظى النار !

في طوق الناس أن يبنوا حاجزا يصد فيوض النهر الأصفر ،

لكنْ من في طوقه أن يخفف حزن قلب تلك الشابة

حين يهطل الثلج ، وتعصف ريح الشمال ؟ !

*للشاعر الصيني  لي بو

*عن النص الفرنسي 

وسوم: العدد 672