إسرائيل أفضل حالا مع الطغاة العرب

يديعوت أحرونوت

التحرير

27-5-2014

مراكز الاقتراع المصرية فتحت أبوابها يوم الإثنين صباحا في جميع أنحاء البلاد. عشرات الآلاف من المراقبين والقضاة وممثلي المنظمات المدنية والدبلوماسيين الغربيين وحتى ممثلين عن الجامعة العربية وصلوا لضمان أنه لا أحد سوف يعبث بصناديق الاقتراع.

الحقيقة هي أنه لا حاجة لذلك. فليس هناك أي مفاجآت مثيرة, رجل مصر القوي المشير عبد الفتاح السيسي سوف يكون الرئيس. جميع المسوحات التي جرت ضمنت المرتبة الثانية الرمزية للمرشح الآخر حمدين صباحي. صباحي نفسه قدم خدماته, على أمل أن يتم تعيينه رئيسا للوزراء أو نائبا للرئيس. والأسبوع القادم سوف نكون على موعد مع نصر كاسح في سوريا. بعد ترتيب خصمين "مجهولين" وأخذ الحق القسري بالتصويت من 6 مليون لاجئ طردهم من بيوتهم, فإن بشار الأسد سوف يكون "الرئيس" للمرة الثالثة. وسوف يبرر لنفسه بطبيعة الحال بأن "ذلك ما تريده الأمة", ولن يكون في وسع أحد إجباره على الوفاء بوعوده أو القيام بأي إصلاحات.

والسبب الكامن خلف ذلك مبتذل جدا حيث أنه لحد الآن لم يزعج نفسه في تقديم برنامج سياسي. وهو في الواقع ليس مضطر للقيام بذلك. بشار سوف يفوز دون ادنى شك, وبعد الانتخابات, كما يقولون, فإن كل شيء سوف يعود إلى طبيعته.

خلال الأيام القليلة الماضية سمعت مزيدا من الشكاوى والتذمر من الأشخاص الذين تحدثت معهم في العالم العربي بأن إسرائيل – ركزت الانتقادات بشكل رئيس على رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو- تريد الحفاظ على وجود الطغاة في جوارنا. نحن ديمقرطيون ولسنا بحاجة إلى الربيع العربي والمظاهرات والضائقة الاقتصادية الخانقة واللاجئين والهجمات الإرهابية.

محاوري يقدمون أدلة لا يمكن ضحدها, كيف أن المبعوثين الإسرائيليين ينتظرون على أحر من الجمر وصول السيسي لمنصب الرئاسة فيما بين المستويات العالية للإدارة في واشنطن. ويقولون إن نتينياهو غريزيا يصر على أن الشخص الوحيد الذي يريد رؤيته في القصر هو بشار الأسد.

وبيني وبينكم, إنهم محقون. إننا أفضل حالا مع الدكتاتوريين. نظرة إلى الدول العربية ال22 تعطيك شعورا بأن من الأفضل لنا أن يكون هناك رئيس يحكم بقبضة من حديد ويكون مسئولا عن انظمة الأمن والجيش في البلد. أي مغامرة أخرى, باسم حرية التعبير وحقوق الإنسان هي مجرد دعوة لإثارة المشاكل.

السيسي سحق فعلا كل هذه التوقعات النامية الكبيرة, حيث أن الوقت غير ملائم الآن للحلم بالديمقراطية. اولا وقبل كل شيء, عليه أن يبني البلاد والاقتصاد والاستثمار والسياحة وعليه أن يسوي الأمور مع الإسلاميين. وهذا أمر جيد بالنسبة له.

من جانبنا, الأمر المهم هو أنه وعد أن سيناء لن تكون مركزا للإرهاب ضد إيلات, وكل ما تبقى هو مشكلة تخص 90 مليون شخص في مصر. وليست مشكلتنا.

ثلثي المواطنين في الدول المجاورة – مصر وسوريا ولبنان والأردن- والدول المحيطة في الدائرة الثانية – السعودية والمغرب وتونس والعراق- مجتمعات شبابية تقل أعمارهم عن ال30 عاما. بعضهم خريجو جامعات, ومعظمهم عاطلون عن العمل ومحبطون, والحكومة لا تعيرهم أي اهتمام إلا عندما يخرجون للاحتجاج ضدها.

ليس لدينا أي اتصال معهم. وبإمكانهم الاستمرار في التغريد على شبكات التواصل الاجتماعي. وصدقوني فإن مدوناتهم رائعة إلى أبعد الحدود. ولكن عندما يتعلق الأمر بحكومة مقابل حكومة, فإننا نريد التواصل – فوق الطاولة أو تحتها- مع الطغاة.

في نهاية المطاف, ليس هذا هو الوقت المناسب لتفطر القلوب.

باسم المصلحة الشخصية, فإننا نصوت لصالح بشار, وندعم السيسي, وفي نفس الوقت لا يهم تدخل حسن نصرالله في انتخاب رئيس جديد في لبنان أو تلاعب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتوجهه إلى طهران للحصول على التعليمات.

لن نمنع الطغاة من تقديم الطعام للجماهير, وزيادة الاستثمارات وبناء المصانع ورمي كل من يريدون في السجون. لندع حكومة واشنطن تترنم بالديمقراطية وحرية التعبير. لا نريد إضاعة أي فرصة. إننا أفضل حالا مع الطغاة.