عاقبة معصية الوالدين

عاشت في سالف الزمان صبية صعبة القياد ، وافرة الرعونة والغفلة ، لا تأبه والديها ، ولا تطيعهما في ما يقولانه لها ؛ فهل ترون أن سلوكها سيفضي بها إلى أيما خير ؟! ويوما قالت لوالديها : طال انتظاري لمحادثة السيدة ترود ؛ لذا بي شوق للذهاب إلى بيتها . الذهاب إليه شيء رائع من عالم الخيال . يبدو أن فيه أمورا غريبة يحركني الفضول للاطلاع عليها !

فحذرها والداها من الذهاب إليها تحذيرا حازما صارما  ، قالا : حذارِ ! السيدة ترود سيدة سيئة ، تقترف كل صنوف الخبائث والمعاصي ، لن نعدك ابنتنا إذا ذهبت إليها !

فاستهزأت بتحذيرهما ، وذهبت إلى بيت العجوز ترود التي سألتها : ما سبب كل هذا الشحوب في وجهك ؟!

فأجابتها مرتجفة البدن : لشدة خوفي مما رأيت !

_ وماذا رأيت ؟!

_ رأيت رجلا أسود على عتبة بيتك !

_ هذا بائع فحم .

_ ورأيت رجلا أخضر !

_ هذا صياد في ثياب الصيد .

_ ورأيت رجلا أحمر مخضبا دما !

_ هذا جزار .

فقالت الصبية : آه يا سيدة ترود ! نظرت فزعة من نافذتك إلا أنني ما رأيتك ! رأيت الشيطان ذاته ، وكان له رأس من نار !

فقالت العجوز : إذن رأيت الساحرة بكل جلالها وروعتها ! هذا ما كنت أنتظره ، وما كنت أريده منك من وقت مديد ، ستسرينني الآن !

وفي اللحظة مسخت الصبية حطبة كبيرة ، وقذفتها في النار ، حتى إذا اتقدت اتقادا رائعا ذا لهب ؛ جلست قربها ، وقالت مستمتعة بالدفء : النار الحسنة الصافية اللهب لا تشتعل إلا مرة واحدة .

*حكاية ألمانية من موقع " قصص من شتى البلدان " الفرنسي .

وسوم: العدد 702