الحقائب السود

مسرحية بونتومايم ذات فصل واحد

مُعدّة من نصوص الشاعر أديب كمال الدين

علي العبَّادي

تفتح الستارة...(صوت القطار) يدخل شخص مسرعاً ثم يقف مطالباً سائق القطار أن ينتظره دقيقة واحدة. (يخرج  مسرعاً).

 ثم يدخل مرة أخرى حاملاً حقيبة كبيرة وثقيلة يسحبها بجهد ليضعها في وسط المسرح.. ثم يخرج مرة أخرى مسرعاً (يبتعد صوت القطار)...

 ثم يدخل حاملاً حقيبة أصغر لكنها أيضا ثقيلة يسحبها بجهد   واضح..(يبتعد صوت القطار أكثر فأكثر)...يخرج مسرعاً..

 يدخل مرة أخرى حاملاً حقيبة أصغر من السابقة، لكنها أيضا ثقيلة يسحبها بجهد شديد  ليضعها بجانب الحقائب الأخرى، يخرج.. (يبتعد صوت القطار).

يدخل مرة أخرى حاملاً حقيبة أصغر من السابقة لكنها ثقيلة أيضا، يسحبها بجهد جهيد...

 مع وضع آخر حقيبة بجانب الحقائب السابقة.. (يختفي صوت القطار).

 تظهر عليه علامات الارتباك!..لا يعرف ماذا يفعل! يركض وراء القطار. يخرج من يمين المسرح، ويدخل من يسار المسرح مرتين مسرعاً. وفي المرة الثالثة يدخل وهو يلهث يآئساً  باتجاه الحقائب. يضع يديه على الحقائب (يتكئ عليها).

يتكئ على جوانب الحقائب ويجلس فوقهن...يلاصق رجليه ويضع يديه فوقها ويضع رأسه  فوق يديه.

 (صوت قطار) يركض على الخشبة. (لا يوجد للصوت أثر). يرجع مرة أخرى يجلس على الحقائب... يسمع مرة أخرى(صوت قطار) ثم يركض مرة أخرى...لا يوجد أثر لصوت القطار...يرجع مرة أخرى ثم يبدأ بتأمل الحقائب:

حقيبة (الطفولة)

يبدأ بتأمل الحقيبة الصغيرة، يفتحها، لكن لا يراها الجمهور. (اطفاء الإضاءة). يخرج من المسرح ويدخل مرة أخرى على هيئة طفل، ملابسه مدرسية ويجمل على كتفيه حقيبته. يقفز كما يقفز الأطفال الصغار ...بعد عدة ثوان (انفجار ويعقبه انفجار آخر) يركض. يختبئ. (اطفاء الإضاءة).

حقيبة (الانتظار)

يركل بقدمه حقيبة (الطفولة) ... يظهر ويتأمل الحقيبة الأكبر، لكنه وبذات الزي المدرسي الممزق نتيجة الانفجار، وهناك بعض  اللصقات (الشاش) الطبية الكبيرة الحجم على مناطق متعددة من جسده، يقوم بفتح الحقيبة.(اطفاء الإضاءة). يخرج ..

 يدخل (لكن زيهُ ليس الزي المدرسي وإنما واحد أخر) وبيده سيكارة. يمشي ثم يصل إلى وسط المسرح . هناك مقعد عبارة عن مربع  من الخشب. ينظر إلى يمين المسرح ثم إلى اليسار ومن ثم إلى الجمهور.. يقوم ويتقدم إلى أعلي يمين المسرح يضع يده على جبينه. يتأمل شروق الشمس يرجع يده يآئساً ثم يركض مسرعاً متجهاً نحو يسار المسرح. يضع يده على جبينه مرة أخرى فرحاً متأملاً.. كأنه يتأمل قدومَ شمسٍ أو شخص... ينزل يده يآئساً يتجه إلى وسط المسرح. لا يجد المربع الخشبي (المقعد). يقفا حائرا مذهولاً مرعوباًً كأنه يريد أن يقول: أين ذهب المقعد؟ (اطفاء الإضاءة)...يخرج...

 حقيبة (الأحزان)

 يدخل مرة أخرى يركل بقدمهُ حقيبة (الانتظار). يتأمل الحقيبة الأكبر(اطفاء الإضاءة)... (صوت قرآن كريم) هناك منطقة معينة من المسرح حيث يوجد تابوت يمثل الأجل الذي سوف يحلّ بالشخص .. الشخص: جالسا على كرسياً حزيناً يقوم لمصافحة المعزّين الداخلين (غير موجودين) بين الحين والآخر...يقوم بمصافحة المعزّين الخارجين من مجلس العزاء...(يجلس على الكرسي) في هذه اللحظة نراه قد وصل إلى ذروة الحزن (يختفي صوت القرآن الكريم).. (اطفاء الإضاءة)..يخرج..

حقيبة (الموسيقى)

يركل بقدمهُ حقيبة (الأحزان).. يتأمل الحقيبة الأخيرة .(اطفاء الإضاءة) ...يخرج ...ثم يدخل مرة أخرى  لكننا نراه موجوداً في وسط المسرح (قبل أن تشتعل الإضاءة) يمد يده كأنه يقوم بتشغيل مقطوعة موسيقية. تبدأ المقطوعة الموسيقية بالعمل (الموسيقى هادئة). يقوم ببعض الحركات التي تدل على راحته واندماجه ... تتوقف الموسيقى.

...يقوم الشخص بتشغيلها. بعد عدة ثوانٍ تتوقف وهكذا الحال يبقى لمدة أربع مرات... يقوم الشخص بالبحث عن  الذي يقوم بإيقاف صوت  الموسيقى. لا يعثر عليه (لا يوجد شخص) إلا بعد 30 ثانية ...يقوم الشخص المختفي بتشغيل موسيقى رعب... يعثر الشخص على الشخص المختفي خلفه (لا يوجد شخص وإنما يقوم بحركات تدل على انه عثر على الشخص  الذي يقف خلفه والذي يقوم بإيقاف صوت الموسيقى). يبدأ صراع بينهما...يشتد الصراع...(تصل موسيقى الرعب الى الذروة وكذلك يصل الصراع الى الذروة) حتى يقوم الشخص برمي الشخص المختفي أرضا ...يقوم  محاولاً مصارعة الشخص مرة أخرى لكن دون جدوى...لكن موسيقى الرعب تبقى مستمرة. يحاول الشخص عدة مرات إيقافها وتشغيل الموسيقى الهادئة بدلا عنها  فلا يقدر. يقوم بأداء حركات تدل على أنه وصل إلى ذروة الضجر... يرفع يده من أسفل رأسه إلى أعلى رأسه  ثم ينزل يده إلى النهاية الخلفية من الرقبة.. كأنه يريد إن يقوم باقتطاع رقبته عن جسده.....(اطفاء الإضاءة).

القرار

 يركل حقيبة (الموسيقى) بقدمه.... يقوم بجمع الحقائب التي ركلها ورماها في مناطق المسرح. يبدأ بجمعها في مكان معين من المسرح ثم يضعها في  التابوت ومن ثم يحرقها..(صوت القطار).. يؤشر الشخص بيده وذلك بدفع يده على انه يرفض الركوب بالقطار...يخرج.. تبقى النار تحرق الحقائب داخل التابوت...

ستارة