حملات التفتيش

يحيى بشير حاج يحيى

انتفاضة الثمانين : بطولة وإيمان !! 

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

( صوت مع صدى ، بشكل متلاحق)

تفتيش ... تفتيش ..... تفتيش ...؟

( صوت منخفض بتعجب يدل على الرعب ) : تفتيش ؟!! 

(ضربة إيقاع)

صوت    ١ ( بقوة وعنف) : فلتُحطمْ كلُّ الأبواب ِ

                               ولْتُنبشْ  أغراضُ البيتِ

صوت ٢ ( بانخفاض واستنكار ) : لكنْ في المنزل أطفالٌ ونساءٌ يرهبها الرعبُ   ؟

صوت١ ( بقوة وتجبر ) : لاترفع ْ صوتٓك محتجاً  فعليهم أُعلنتِ الحربُ

                             أوليسوا من هذا الشعب ِ ويعادينا هذا الشعبُ ؟

صوت ٢ : لكن ماجئنا للجيش ِ كي نقتلٓ أبناء الوطنِ  !؟ 

صوت ١: لكأنك لم تفهم قولي : الشعبُ عدوٌ من. زمن ِ!؟ 

{ وقفة عند كلمة الشعب ، ثم ينخفض الصوت عند  : عدو من زمن ... بشكل يدل على الحقد

صوت٢ ( متعجباً مستنكراً ) : الشعب عدو من زمن ؟!! 

صوت ١ ( بقوة وسرعة ) : سنفتش ُحيّ الأنصاري وندك معاقل ٓأعدانا 

                               أنزلنا خمسة أفواجٍ وثلا ث كتائب ميدان ِ!! 

                               فلْيُحجز كلُّ السكان ِ   .. ولتمنع في الحال الحركة ؟

{ وقفة مع قطع ثم يتغير إلى صوت تهديد } : والأمر يُنفّذُ في الحالِ 

صوت ٢ ( باستغراب واستنكار ) : هل ندخل دون استئذان ِ؟

صوت ١:  عجباً ! لكأنك لاتدري مايعني أمرُ التفتيش ِ !؟ 

صوت٢ : لاأدري ! فأنا منقولٌ لسريتكم من يومين ِ!؟ 

صوت ١: ( بضحك واستعلاء ) ها ها ها !! حيِّ السكان ٓبزخات ٍمن رشاش واصرخ بهمُ : ها قد جئنا  ! ها قد عدنا !! 

صوت ٢ : ( باستنكار ) لكنّ البيت له حرمة ؟

صوت ١: ( بلا مبالاة ،وباستخفاف ) في غير زمان التفتيش ِ   مقبولٌ أن يُطرق  باب ُ !؟

صوت ٢ : لكنْ !؟

صوت ١ : (بسرعة) لكن ! ماذا ؟   لاينفع إلا الإرهابُ !!  

صوت ٢ ( باستنكار ) والناس ُ !؟ 

صوت ١ ( بتهكم واستخفاف ) والناسُ أذلاءٌ ماتوا أوعاشوا  !؟  فليبقٓ الحزب ُ   ؟

صوت ٢ (بتعجب واستنكار ) ألهذا جئت ُ من الجبهة ؟! وتركتُ  حدود الجولانٍ  ؟

صوت ١ ( بهدوء مشوب بالتهديد ) لاتصرخ ؟ تلك أوامرنا  وهنا محكمة ُالميدان ِ

صوت ٢ ( بلجة سريعة مستنكرة ) عجباً ! أنقتّل أبناءً للوطن ونحن الأ بناء ُ؟!

صوت ١ ( بتهديد ) نفّذْ ؟

صوت ٢ : ( بتعجب رافض ) أأنفذ حكمٓ الإعدام ِ  في امرأة أم شيخ أعزل ؟

                                 أم في طفل يلهو مرحاً 

              ( قوة في الصوت عند عبارة : سأموت ! ولكن لن أفعل ؟

صوت ١ ( بقوة) الأمر صريحٌ فلتُقتل ؟

صوت ٢ (بقوة ) خذها { صوت زخة من رصاص} خذها  .. لن أقتل إخواني  لن أذبح أبناء الوطنِ 

                   فرصاصي من عرق الشعب ِ

                  من كدّ العامل في تعب ِ

                   من عزٓمات للفلاحِ   

                  لألاقي خصمي في الساح ِ

                 وأشد عزيمة أوطاني !! 

                - خذها - خذها ؟

          (صوت زخات من الرصاص يتخلله صوت أذان هادئ وبعيد : الله اكبر ،الله أكبر ... الله أكبر ، الله أكبر) 

صوت ٢ ( بهدوء وتأثر ) عذراً ياشعبُ ويابلد ُ ولْتُحطٓم ْللباغين يد ُ

                            مازال بجيشك أحرارٌ  يفدون الأهل بما ملكوا !!  

       ( يتوالى صوت الأذان : الله أكبر ، الله أكبر .... لاإله إلا الله) 

{ صوت يمثل سورية تخاطب أبناءها بهدوء حزين }

  أهلاً أبنائي ! ففؤادي   للكل ربيعٌ  من حبِّ

 قد جدّد آمالي فيكم     أنْ عاد الجيشُ  إلى الشعب  ِ !! 

***  كتبت هذه المسرحيات وسابقاتها عام ١٩٨٢ ، وأذيعت ممثلة في برنامج صوت المجاهدين ، من إذاعة سورية الحرة ، 

      ونشرت في كتاب : نقوش على محاريب حماة ، إصدار دار النذير - سلسلة : من أدب المحنة والثورة في سورية رقم (١) 

كنا منذ ذلك الوقت نستشرف اليوم الذي يعود فيه جيشنا المختطٓف إلى أهله !؟ فأشرق ربيع الحب والحرية ، وعاد المئات والألوف من أبنائنا في الجيش الحر بضباطه و صف ضباطه ، وجنوده الأبطال !! 

لم يكن ذلك يومذاك حلماً لنائم ، آو أحلام يقظة لمتفائل !؟ ولكن كان رهاناً رابحاً على أصالة أبنائنا الذين رضعوا الشهامة من صدور الماجدات !!