أحمد كامل لـ "الشرق": النظام يستخدم جميع الأسلحة المحرمة دولياً في الغوطة

الحملة العسكرية على الغوطة جريمة حرب بالمعايير الدولية

حصار النظام للمدينة منذ 5 سنوات جعلها منطقة منكوبة

الطيران الروسي يشارك النظام في قصف المدنيين في الغوطة

الطائرات الروسية دمرت أكثر من 20 مستشفى في المدينة

الرياض تضغط على المعارضة للاستمرار في التفاوض مهما حدث

الأسد مطمئن تماماً لعدم فرض عقوبات دولية على نظامه 

عدم معاقبة النظام على جرائمه السابقة شجعه على استخدام كل أنواع الأسلحة

النظام حاصر المدينة لتهجير أهلها واستبدالهم بالمليشيات الداعمة له

واشنطن حذرت النظام من استخدام الكيماوي وسمحت له باستخدام ما دون ذلك 

الطائرات الأمريكية استهدفت النظام عندما اقترب من النفط وسمحت بقتل السوريين بكل أريحية

كشف أحمد كامل الكاتب والمحلل السياسي السوري، عن استخدام النظام السوري لجميع الأسلحة المحرمة دوليا في الغوطة، مؤكدًا أن الحملة العسكرية على الغوطة تعتبر جريمة حرب بالمعايير الدولية.

وقال في حواره مع "الشرق" إن الغوطة تخضع للحصار منذ ما يقارب الـ 5 سنوات مما يجعلها منطقة منكوبة، مضيفا أن إنهاء التفاوض مع المعارضة هدف أساسي للنظام من العملية. 

وأكد أن الطيران الروسي يشارك النظام في قصف المدنيين بالغوطة، مشيراً إلى أن الطائرات الروسية دمرت أكثر من 20 مستشفى في الغوطة.

وشدد على أن الرياض تضغط على المعارضة للاستمرار في التفاوض مهما حدث، لافتًا إلى أن الأسد مطمئن تماماً لعدم فرض عقوبات دولية على نظامه.

وإلى نص الحوار.. 

ما الذي يجري في الغوطة.. وما الأهمية الإستراتيجية للمدينة حتى يتم قصفها بهذا الشكل البشع؟

في الحقيقة إن نظام الأسد كان يستعد ويحضر لهذه العملية التي تجري في الغوطة الآن منذ ما يقارب خمس سنوات، أي منذ تحريرها من قبضة النظام، الذي حاول طيلة هذه السنوات استردادها، وهو ما جعله يحاصرها ويمنع دخول الدواء والأغذية والمواد الطبية، ومع ذلك فشل. كما حاول النظام تغيير ديمغرافية المدينة من خلال مشروعه الطائفي، واستبدال أهلها بالمليشيات الطائفية التي أحضرها من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران.

علماً بأن عدد سكان المدينة كان يبلغ أكثر من مليوني نسمة، إلا إنهم بفعل قصف النظام وحصاره وصلوا إلى 400 ألف نسمة.

وفيما يخص أهمية الغوطة الإستراتيجية فمن المعروف أنها تحيط بالعاصمة دمشق، وتعتبر ريف العاصمة لأنها مدينة خصبة للغاية.

قرار مجلس الأمن 

هل تعتقد أن النظام سيستجيب لقرار مجلس الأمن الأخير ويوقف إطلاق النار؟

 بالطبع لن يستجيب للقرار، ولا لأي اتفاقات هدنة، لأنه مطمئن جدًا إلى أن هذه القرارات لن تعرضه لأي مسؤولية أو عقوبات أبدًا.

فاجتماع مجلس الأمن الأخير وإصداره قرار وقف إطلاق النار رقم 2401 يعد إلغاءً لكل الهدن السابقة، خاصة أن الغوطة كانت تخضع لاتفاق الهدنة السابق وعدم التصعيد، الذي خرق آلاف المرات، وبالتالي النظام لن يحترم هذا الاتفاق كما لم يحترم الاتفاقات السابقة.

هل يشارك الطيران الروسي مع النظام في قصف الغوطة؟

 بالطبع، فالنظام السوري يقصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة، وعلى الأرض تدعمه المليشيات الإيرانية والطائفية وحزب الله.

أما روسيا فتقصف باستخدام الصواريخ والأسلحة المتطورة.

أسلحة محرمة 

هناك تقارير غربية تحدثت عن استخدام النظام السوري المدعوم روسياً وإيرانياً لأسلحة محرمة دوليا.. ما صحة هذه التقارير؟

 بكل تأكيد، فقد استخدم النظام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، بل وارتكب في حق أهل الغوطة كل جرائم الحرب، كان أولها العقوبات الجماعية والتهجير القسري لسكانها "العرب السنة"، وثانيا القصف العشوائي للمدنيين والجرحى والمرضى في المستشفيات.

وبحسب القانون الدولي الذي عرف جرائم الحرب بأنها "وضع مجموعة من السكان في وضع تستحيل معه الحياة" الأمر الذي يجعلنا نعتبر ما يفعله النظام وحلفاؤه في الغوطة يندرج في إطار جرائم حرب. 

كما إن النظام منذ بدء عمليته الأخيرة استخدم جميع الأسلحة المحرمة دوليا، مثل الفسفور والنابالم وأسلحة أخرى محرمة دولياً.

 لماذا يقدم النظام بكل هذه الجرأة على استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في الغوطة رغم التحذيرات الدولية والأمريكية السابقة؟

لأن نظام الأسد يعلم تماماً أن العقوبات الدولية لن تطاله، وأن التهديدات الدولية والتحذيرات مجرد حبر على ورق، ولن تصل إلى حد تطبيقها عليه، وبالتالي هو يرتكب جرائمه بكل أريحية.

فعندما تعلن الولايات المتحدة أن استخدام النظام الكيماوي خط أحمر.. هذا يعني أن ما دون الكيماوي مباح ومسموح به!

حتى إن النظام لم يعبأ بهذه التحذيرات والتهديدات واستخدم الكيماوي بالفعل في الغوطة وخان شيخون، وأقصى رد كان من المجتمع الدولي نزع الكيماوي منه، أو استهداف مخازن هذه الأسلحة، دون فرض أية عقوبة تذكر عليه، أو استهداف قواته، وهو ما يعني أن المجتمع الدولي يوجه رسالة ضمنية إلى النظام، "افعل ما شئت"!

 لكن الولايات المتحدة استهدفت النظام قبل أيام في دير الزور؟

 بالفعل، فقبل أيام هاجم النظام مدعوماً بقوات إيرانية وروسية حقلاً للنفط في منطقة دير الزور، وعلى الفور قصفت الطائرات الأمريكية المهاجمين وقتلوا منهم ما يقارب 150 شخصا، الأمر الذي اعتبره النظام وجميع المراقبين رسالة أمريكية واضحة وشديدة اللهجة بأن النفط "خط أحمر" بالفعل.. فعندما تقتل الطائرات الأمريكية هذه العدد الكبير من قوات النظام، فهي بالفعل جادة في ردع النظام وحلفائه، أما إذا استهدف المدنيين وسفك دماءهم فلا نسمع منها سوى التصاريح والبيانات، لذلك أعتقد أن هناك ضوءا أخضر أمريكيا للنظام كي يستمر في جرائمه كما يفعل حاليا في الغوطة.

الوضع الإنساني

صف لنا الوضع الإنساني في الغوطة؟

الوضع الإنساني يفوق الخيال، فكما قلت إن النظام فرض حصارا محكما على المدينة منذ ما يقارب الخمس سنوات لإرغام أهلها على مغادرتها واستبدالهم بمليشيات طائفية، وبالتالي فإن الحصار حرم المدينة من جميع مقومات الحياة، حيث منع النظام دخول الأغذية والدواء والأغطية في البرد القارس، وقام بعملية تجويع سكان المدينة، وجعلهم يأكلون أوراق الشجر، ويشربون من مياه غير معالجة صحياً، الأمر الذي خلف كوارث حقيقية، وجعل المنطقة في عداد المناطق المنكوبة.

ولم يكتف النظام بذلك بل كان يقصف المدينة طوال الفترة الماضية بشكل مستمر، وعندما جاء التدخل الروسي شارك أيضا في قصف المدينة ودمر ما يقارب 20 مستشفى، واستهدف المدارس والأبنية والمقرات الإغاثية.

وقف التفاوض

أخيراً، هل تعتبر مهاجمة النظام للغوطة تنهي العملية السياسية والاتفاقات السابقة؟

 في الواقع، فإن عملية النظام في الغوطة وغيرها هدفها الأساسي إنهاء العمليات التفاوضية مع المعارضة، وفي المقابل فإن المعارضة لن تتوقف عن التفاوض، خاصة أن لديها أوامر من الرياض بالاستمرار في التفاوض مهما حدث.