المعارض السوري الدكتور محمد بسام يوسف

المعارض السوري الدكتور محمد بسام يوسف

د. محمد بسام يوسف

[email protected]

محمود القاعود

[email protected]

نية بشار للترشح في الانتخابات المقبلة.. هذيان الأنفاس الأخيرة

الأسد سيقع في شباك المقاومة قبل 2014.. ونرفض الحوار مع القتلة

تواطؤ الغرب واضح فى القضية السورية .. لمصلحة الصهاينة

عقدة النقص والخوف من المستقبل الأسود.. سبب دفاع روسيا عن نظام الأسد

20ألف سجين سورى فى قضايا الرأى.. منذ الثمانينيات

حافظ باع الجولان لإسرائيل.. وقبض ثمن الخيانة

لا توجد لدينا خسائر.. والتضحيات في سبيل الله أرباح عظيمة

الشيطان الصفوي في إيران يضحك على العرب للسيطرة على المنطقة

*********

عُرف بمعارضة نظام حافظ الأسد، وعُذب فى سبيل ذلك وحضر مذبحة حماة الأولى فى ثمانينيات القرن العشرين.. هاله ما ارتكبه نظام البعث فى حق المسلمين من مجازر يندي لها جبين الإنسانية، كان شقيقه الدكتور عبدالودود يوسف أحد ضحايا حزب البعث الدموي عام 1980م، حيث قضى نحبه بعد اتهامه بالتحريض على الإضراب العام فى دمشق ، حمل على عاتقه الدعوة إلى إسقاط نظام الأسد ، يعد من الآباء الروحيين للثورة السورية ، ورغم سنوات المنفى والمطاردة من قبل مخابرات وشبيحة بشار إلا أن قناعته بتحرير سوريا تزداد يوما بعد يوم ، ودائما ما يذكر أنه سيأتى اليوم الذى نردد فيه " هذا ما وعدنا الله ورسوله" عقب خلع السفاح بشار الأسد.

إنه المعارض السورى البارز الدكتور محمد بسام يوسف الملقب بـ"فيلسوف الثورة" الذى التقته "الفتح " فكان هذا الحوار.

· بشار الأسد قال إنه سيترشح فى انتخابات العام المقبل 2014، كيف ترى هذا التصريح ؟

هذا تصريح لشخصٍ منفصل كليا عن الواقع، تصريح الخائف المرعوب من شعبه الذي يتربّص بهذا الطاغية المجرم فاقد الشرعية، هذا هذيان الأنفاس الأخيرة.. فبشار ورث السلطة عن أبيه الطاغية حافظ، الذي استولى على السلطة بانقلابٍ عسكريٍّ بعيدا عن اختيار الشعب.. وبشار ورث الحكم بسطوة الأجهزة القمعية المخابراتية التي بناها والده على دماء السوريين وأرواحهم وكرامتهم.. بشار يريد أن يرفع من معنويات شبيحته وعتاة مجرميه، الذين وصلوا إلى طريق مسدود في مسعاهم وإجرامهم للقضاء على الثورة الشعبية العارمة الصامدة حتى إسقاط هذه العصابة السادية المجرمة.. بشار سيسقط قبل عام 2014م إن شاء الله، ولن يبقى حتى ذلك التاريخ.. نحن على يقين وثقةٍ بالله عز وجل.

دفاع روسيا

· بخبرتك ما سر الاستماتة الروسية فى الدفاع عن نظام السفاح بشار؟، هل هو الانتقام من السنة الذين أذلوا السوفييت فى أفغانستان والشيشان ؟

هناك أسباب عديدة متشابكة، أنتجت هذه السياسة الروسية الخرقاء، أولها: إن قادة الروس ينطبق عليهم قول الله عز وجل في محكم التنزيل: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)، فهو سوء التقدير السياسيّ لمستقبل العلاقة والوجود الروسيّ في المنطقة.. وثانيها: عقدة النقص التي تتملّك الروس، واشتياقهم إلى العودة لتاريخ الدولة العظمى السوفييتية البائدة، وجبروتها القائم على الظلم وقهر الشعوب.. وثالثها: الخوف من المستقبل الأسود الذي ينتظر الدولة البلطجية الإجرامية الروسية، فور انتصار الثورة السورية بإذن الله، إذ سيشجع انتصار الثورة، المسلمينَ في روسيا نفسها، وفي الشيشان التي تعرّض شعبها المسلم الأبيّ إلى أفظع الجرائم على أيدي هذه الطغمة الحاكمة الروسية.. سيشجعهم على الثورة لانتزاع حقوقهم، وكذلك سينعكس انتصار الثورة السورية إيجابيا على جمهوريات القوقاز، فتتحرك في نفوس شعوبها فطرة التحرر والحرية والثأر من روسية المجرمة. ورابعها: الفخ الذي أوقعت الطغمة الروسية نفسها فيه، بالمشاركة في ذبح الشعب السوريّ وتدمير سورية العربية المسلمة، ومناصرتها لنظام بشار الخائن المجرم، وهي بعد هذه الورطة ستخسر كل شيءٍ في قلعتها الحليفة الأخيرة لها في المنطقة، وسيكنس الشعب السوري -إن شاء الله- الوجود الروسي من المنطقة برمّتها، وسيطهِّر أرض الشام من هذا الرجس الروسيّ الأثيم.. وخامسها: التأثر بالسياسة الجوفاء للوليّ الفقيه الإيرانيّ الصفويّ، وقد ظهر هذا التأثر بوضوح في تصريحات (لافروف) والمسئولين الروس الذين عبّروا من خلالها عن خشيتهم من سيطرة الأكثرية الكاثرة السنية السورية على الحكم في البلاد!..

· هناك شبه إجماع بين المحللين على أن أمريكا وروسيا يتبادلان الأدوار ، فتبدو أمريكا "الطيب" وتبدو روسيا "الشرير" حتى يفنى الشعب السوري ، ما رأيك بهذا الطرح؟

** هذا الطرح -كما نراه- صحيح، إذ من المستغرب جدا هذا التخاذل الغربي والأمريكي عن الانتصار حتى للقيم الأخلاقية التي يزعمون أنهم يؤمنون بها، ولمبادئ حقوق الإنسان التي صدعوا رءوسنا بها.. لقد أصبح الأمر في غاية الوضوح: يتواطؤون لإطالة عمر العصابة الأسدية إلى أبعد حدٍّ ممكن، لتدمير سوريا وإدخال الجراح إلى كل بيتٍ وأسرةٍ في البلاد، وتدمير الاقتصاد والجيش والبنى التحتية.. كل ذلك لتحقيق مصلحة العدو الصهيوني، فهم فوجئوا بقوة الثورة ووطنيتها وتماسكها وشدتها وصلابتها، واقتنعوا بأن هذه الثورة، بهذه المواصفات.. لا يمكن قهرها، لكن يمكنهم أن يورِّثوها بلدا مدمَّرا وأنقاضا، بلا مال ولا ثروات ولا اقتصاد ولا جيش ولا قوة.. مع شعب منكوب بالملايين، ما بين شهيد ومهجِّر ونازح ومفقود وأسير وجريح وفقير.. وبذلك يمنحون الفرصة ليلتقط الكيان الصهيوني أنفاسه، ويعيد ترتيب أوراقه، لأن أي نظام سيتسلم مقاليد السلطة في سورية -حسب مخططهم- سيغرق في المشكلات والمصائب، ولن تكون لديه الفرصة والقوة لتحرير الأرض المحتلة.. فهم يمكرون، لكننا على يقين بمقتضى الآية الربانية الساطعة: (.. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). فالشعب السوري شعب صابر مبدع خلاق، سيتحامل على جراحه إن شاء الله، وسيعيد وطنه إلى مجده، ويبنيه بأسرع مما يتصورون، ولن يستغرق ذلك وقتا طويلا جدا كما يخطط له الماكرون ويحلمون.

كسر الحلف

· نظام الأسد يدعي أن الثورة السورية هى لكسر حلف "الممانعة" و "المقاومة"، بماذا ترد ؟

** هذا الادعاء السخيف الذي صنعته عصابة المجوس في قم بإيران، سقط منذ سنوات طويلة قبل اندلاع الثورة، وهذا المحور الشيطاني الصفوي، هو حلف طائفي خبيث امتطى خدعة (الممانعة) ليضحك بها على ذقون البسطاء والسذج في عالمنا العربي والإسلامي، ليستمر في الاستيلاء على الحكم، في إيران وسورية، وليسيطر على منطقتنا بتنفيذ مشروعٍ صفويٍّ خبيث.. والشعب السوري كشف هذه اللعبة مبكّرا، وكشف زيفها وتهافتها، فأبسط طفل في سوريا يعرف تماما أنّ العصابة الأسدية لم تطلق أي سلاح باتجاه الأرض المحتلة منذ حرب أكتوبر عام 1973م، والسوريون يعرفون تماما أن خيانة حافظ أسد في حرب عام 1967م ببيع الجولان، قبض ثمنها بترقيته من وزير الدفاع إلى رئيس الجمهورية.. والمشهد الحالي صارخ بالدلالة على خيانة العصابة الأسدية الحاكمة، فالتواطؤ العالمي كله مع النظام ضد الثورة السورية سببه الفيتو الصهيوني وليس الروسي والصيني فحسب، والتصريحات التي توضح هذه الحقيقة صارت أكثر من أن تُحصَى، سواء الصادرة عن المسئولين الأسديين أو الإيرانيين أو الصهاينة.. فمنذ بداية الثورة اعترف (رامي مخلوف) ابن خال بشار وشريكه في النهب والسلطة والإجرام، بأن [أمن (إسرائيل) من أمن سورية]!.. وكذلك انهالت تصريحات العدو الصهيوني على المكشوف، بأنهم ليسوا موافقين على إسقاط نظام بشار، فهو -كما يصرِّحون- أفضل نظامٍ يحمي الحدود مع الكيان الصهيوني.. وبعضهم أطلق دعوات لتنصيب بشار ملكا لملوك (إسرائيل)!.. إننا نشاهد بوضوح، تجليات الممانعة المزعومة الأسدية الإيرانية الصفوية وحزب حسن نصر الله.. نشاهدها في شوارع دمشق وريفها، وفي حلب وحمص وإدلب وحماة ودرعا والرقة ودير الزور والحسكة والساحل السوري.. وكل القرى والبلدات والحارات السورية.. فالممانعون الدجالون هؤلاء، يستخدمون السلاح الذي ادخره الشعب السوري لتحرير الأرض المغتصبة.. يستخدمونه ضد هذا الشعب، من طلقة المسدس وحتى الطيران وصواريخ (سكود) المدمِّرة!.. هذه هي حقيقة ممانعتهم.. بل خيانتهم العظمى.. والنتيجة أن خمسة وعشرين مليون سوري باتوا يعيشون تحت ظلال السلاح الفتاك، فيما يعيش العدو الصهيوني منذ عشرات السنين آمنًا مطمئنًا بحراسة هذه النواطير الممانِعة.. ألا تبًا لهم.. ألا سحقًا لهم من دجالي هذا العصر.

المواجهة

· أنتم الآن لا تواجهون نظام الأسد فحسب وإنما روسيا والصين وإيران وعراق المالكي وحزب الله ، وانتصاركم يعني أنكم هزمتم أعتي إمبراطورية قتل فى التاريخ ، هل تتفق معى ؟

** نعم صحيح، وكذلك نحن لا نواجه هؤلاء العتاة فحسب.. بل نواجه من ورائهم أيضا، مجتمعًا دوليًا متواطئًا، وعدوًا صهيونيًا يبذل كل ما يستطيع ويستخدم كل نفوذه العالميّ لتثبيت العصابة الأسدية في الحكم.. ونحن نواجه حلفًا دينيًا صفويًا مجوسيًا، يعتقد أصحابه أن أهل السنة مستباحون في أرواحهم ودمائهم وأموالهم وأرضهم ومساكنهم وأعراضهم.. نواجه أشد ما يخطر في البال من عدوان مدجَّج بفتاوى الولي الفقيه المجوسي القابع في قم وطهران، نواجه أبالسة العصر ومجرميه، تحت ستار الثأر للحسين رضوان الله عليه وهو بريء منهم، بل هم الذين قتلوه، وتحت ستار الإسلام وهم أشد المرتدين عنه، وتحت ستار الحرب على الإرهاب وهم أشنع إرهابيي هذا العصر.. لكننا -بعون الله وفضله- سننتصر، وسيكون نصر الله لنا عبرة للناس وآية.. فنحن على يقين من ذلك، لأننا أهل حق، وهم باطلهم شديد الوضوح.

· يزيد الحديث عن مخاطر التقسيم فى ظل مناوشات بين جبهة النصرة والأكراد، ومثلها بين لواء التوحيد وبعض المناطق العلوية، هل ترى إمكانية التقسيم ؟

** الأكراد السوريون وطنيون ومحبون لسوريا، وهم جزء من النسيج السوري، والعصابة الأسدية هي مَن انتهكت حقوقهم بأبشع الصور كما انتهكت حقوق السوريين كلهم، ولكن هناك فئة تزعم الانتماء إليهم، قادتها من عملاء العصابة الأسدية والنظام الصفوي الإيراني، وهؤلاء دمًى يتحركون لإثارة الفتنة بمهمات محدّدة مشبوهة.. وهم ملفوظون من الكرد أنفسهم.. هؤلاء اصطدموا مع الجيش الحر وجبهة النصرة في منطقة رأس العين، ولقوا ما يستحقون من ردٍ حازم.

أما لواء التوحيد، فهو جزء من الجيش الحر، وليس من سياسة الجيش الحر مطلقا أن يصطدم بأية أقليةٍ أو طائفةٍ في سورية، وكل ما يشاع حول ذلك عارٍ تمامًا ولا صحة له.

الفئة الوحيدة التي تعمل على تقسيم سوريا، هي العصابة الأسدية مدعومة من النظام الصفوي الإيراني، ومدفوعة بنوازع طائفية.. لكننا نستبعد مقدرتهم على تنفيذ مشروع التقسيم في سورية، لأسبابٍ عديدة، داخلية وإقليمية وجيوسياسية موضوعية. الثورة لن تسمح بذلك على الإطلاق، مهما حاول العدو الأسدي الصهيوني الصفوي ذلك، وهذا الأمر جزء من معركتنا لتحرير سورية.

(الجولان)

· أين تقع "الجولان" فى عقل الثورة السورية ، وهل النظام الجديد سيطالب باستعادتها بعيدا عن سياسة نظام الأسد "الرد فى الوقت المناسب" ؟

** الجولان أرض حبيبة عزيزة سورية محتلة، باعها الأسديون بثمنٍ بخس، ومن حقنا - بشرعة السماء وشرائع الأرض- استرجاعها بكل الوسائل الممكنة. وإن إسقاط العصابة الأسدية هو قطع لثلاثة أرباع الطريق لتحريرها، ولو استخدمت هذه العصابة سلاحنا الذي دفعنا ثمنه من عرقنا ودمائنا، لتحرير الجولان، لتحرّرت منذ سنواتٍ طويلة.. لكن السلاح هذا، دمر به الأسديون مدنًا وقرىً وبلداتٍ سورية، تبلغ مساحتها أضعافا من مساحة فلسطين كلها، وليس الجولان فحسب!..

· ما بين مذبحة حماة الأولى ومذابح الأسد الابن ، كيف ترى عقيدة هذا النظام وإزهاق الأرواح بمنتهى البساطة؟

** المذابح الأسدية لم تبدأ بحماة، ولم تنتهِ حتى الآن، فقبل حماة كانت هناك مجازر عديدة، في حمص وحلب وجسر الشغور ودمشق وإدلب والساحل وسجن تدمر الصحراوي وسجن المزة العسكري، وبقية السجون السورية، لقد هاجم الأسديون المساجد قبل مجازر حماة بسنواتٍ طويلة، وقتلوا السوريين بكل وسائل التعذيب الهمجية.. نحن إلى الآن لدينا قوائم بأكثر من عشرين ألف سجين رأيٍ مفقود منذ ثمانينيات القرن المنصرم، أُدْخِلوا السجون ولم نعرف عنهم شيئا حتى الآن! .. فضلاً عن أكثر من مئة ألف قضوا في مجازر جماعية وفردية.. ذلك كله قبل مجزرة حماة الكبرى، التي راح ضحيتها أربعون ألف شهيد، ودمروا فيها سبعة وثمانين مسجدا، وأربع كنائس، وشردوا باقي أهلها الذين كانوا يعدون في ذلك الوقت (عام 1982م) 400 ألف نسمة!..

فهذا النظام نظام طائفي، استولى على السلطة بامتطاء حزب البعث، واستمر فيها بتحالفه مع الصفويين الإيرانيين الفرس تحالفًا طائفيًا، وكذلك مع حزب نصر الله وعصابات المالكي.. كيف يمكنهم أن يفسِّروا لنا اجتماعهم وتحالفهم مع نظامٍ يقول إنه نظام البعث العلماني العروبي؟.. لماذا عملوا على اجتثاث البعث في العراق بينما تحالفوا معه في سورية؟.. لقد بات الأمر شديد الوضوح.. الذي يجمعهم هو الطائفية، التي يتعاملون بها مع أهل السنة على أنهم مستباحون لهم.. هذه عقيدتهم، وهذه فتاواهم، وهذه هي الحقيقة.. هم يعتبرون قتلنا وانتهاك أعراضنا وسرقة أملاكنا تقربا إلى مهديهم المنتظر الخرافي، الذي لن يخرج من سردابه في سامراء إلا عندما يقومون باقتراف كل هذه الجرائم بحقنا!.. إنها عقيدة المجوس، لتقويض الإسلام باسم الإسلام، ولإهانة أهل البيت باسم الدفاع عنهم!.. وفي هذه المناسبة، أوجه نداءً إلى أشقائنا المصريين الأحبة: إياكم ثم إياكم أن تسمحوا لهؤلاء بالوجود بينكم في مصر، أو لعملائهم بحرية التحرك في مصر العروبة والإسلام.. فاحذروهم، وتعلّموا من تجربة أهل الشام والعراق مع هؤلاء الخونة المرتدين. إنني أعتبر أن تأسيس أية علاقة لمصر مع إيران ذات المشروع الصفوي التوسعي.. أول خطوة في تقويض الإسلام وقوة المسلمين والعرب، لا سمح الله.. فاحذروهم يا أحباءنا، وامنعوهم من تحقيق مآربهم الخبيثة.. اللهم قد بلّغنا.. اللهم فاشهد.

(السطو على السلطة)

· المعروف الآن أن الإسلاميين هم من يقاتلون على أرض الواقع وهم من يسقط منهم شهداء وهم من يضحون بكل شيء فى سبيل إسقاط الأسد ونظامه الفاشي ، لكن بعض النخب الليبرالية والعلمانية فى سوريا تريد الاستيلاء على السلطة مباشرة ، والتنظير عن "الدولة المدنية" وتنحية الشريعة الإسلامية ، كيف ترى هذا الأمر ؟

** نحن على ثقةٍ بأن العاقبة لمن يضحي ويعمل ويجاهد على الأرض.. ومع ذلك، فنحن لن نكون عائقا أمام المشروع الوطني الذي يجمع السوريين في وطنهم على أساس دولة المواطنة والحقوق والواجبات بالعدل والمساواة .. وصناديق الاقتراع هي التي ألزمنا أنفسنا بها، كما التزم بها الآخرون، وإننا نقبل الاحتكام إليها بنزاهةٍ تامة.. من ناحيةٍ ثانية، فنحن نرى أنه لا يوجد في سورية من يحاول أو يستطيع الاستئثار بالحكم، فكلنا متفقون على دولة المشاركة الوطنية، التي تحفظ حقوق جميع أبنائها.

· يُلاحظ أن النظام السوري يستهدف قطع الأعضاء الذكورية لكثير من شباب الثورة الذين يُقبض عليهم من قبل الشبيحة أو جنود بشار ، ما تفسير هذه الظاهرة اللا إنسانية ؟

** هذه العصابة الحاكمة لا تتورّع عن ارتكاب أشد الجرائم وأغربها في التاريخ، وهؤلاء - فضلاً عما تحدثتُ عنه آنفا من ائتمارهم بعقيدتهم الفاسدة- فهم معروفون لدى المجتمع السوري، بأنهم من أجهل الناس وأسفههم وأسوأهم أخلاقا وانحرافا وقسوة وجهلا وجبنا واستهتارا بالقيم البشرية والإنسانية.. فهم يمثِّلون بأجساد الشهداء بعد قتلهم، بأساليب قذرةٍ يندى لها جبين الإنسان السوي .. إنها سادية الإجرام والحقد التي يتربّون عليها، ويشبّون على تعاليمها، التي لم نسمع عنها في التاريخ!.. فهؤلاء لا ينتمون إلى البشر سوى بالشكل فحسب.

· معضلة الحوار مع النظام السوري والجدل المثار بشأنها كيف ينظر إليها المفكر بسام يوسف ؟

** نحن لا نعترف بهذه العصابة الحاكمة الخائنة، منذ عشرات السنين، ومنذ عهد حافظ أسد الأب أيضا، فكيف نحاورهم؟.. ونحن لا نستخذي أمام بشرٍ مهما كان، فكيف بالذين دمروا بلادنا وهتكوا حرماتنا وقتلوا ما يزيد على مئة ألفٍ من أهلنا، وشرّدوا خمسة ملايين منا حتى الآن، وأسروا مئات الآلاف، وأهلكوا الزرع والضرع؟!.. فلا حوار مع القتلة السفلة، ومن العار الحديث بهذا الأمر.. لن يهدأ لنا بال حتى نُسقطهم شر سقوط، وحتى نحاكمهم في محاكمنا الوطنية العادلة، ونقتص منهم بالقسط، وننفِّذ فيهم حكم الله عز وجل بالعدل.. بيننا وبينهم بحار من الدم، حتى يقضي الله بيننا وبينهم أمرا كان مفعولا.

· الجانب الإيماني لدى الثوار كبير، وفى المقابل نرى الاستخفاف من قبل جنود بشار وشبيحته عندما يستمعون لنداء "الله أكبر" أو" يا الله ما لنا غيرك يا الله " ، هلا وضحت رؤيتك للعامل الإيمانى ودوره فى الثورة، وفى الحروب بصفة عامة ؟

** نحن على يقينٍ بنصر الله عز وجل أولا، وعلى يقينٍ بأن النصر ليس إلا من عند الله، وأن الحرب هي حرب إرادات وليست حرب طائرات ودبابات.. لذلك ترانا صامدين صابرين متعالين على الجراح، على الرغم من قلة الإمكانات نسبة إلى ما يملكه عدونا، ونحن على يقينٍ بأنه عندما يأذن الله بكشف السوء عنا وعن شعبنا الأبيّ، وعندما ندفع الثمن في سبيل الله، ونسدده كاملاً.. سيتنزّل علينا نصره العزيز من حيث لا نحتسب، مهما طغى علينا عدوّنا، ومهما تكاثر واشتدت وطأته.. نحن لا نقيس الأمور بموازين الأرض فحسب، بل بموازين السماء، فهي الأساس.. ولن يكون موقفنا إلا موقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب، عندما كانوا يعانون من شدة البرد والخوف والجوع وقلّة العدد، وعدوّهم قد أتاهم من فوقهم ومن أسفل منهم.. لكنهم كانوا موقنين بنصر الله: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً). وكلنا يعلم أنّ الصحابة أولئك رضوان الله عليهم أجمعين، قد وُعِدوا وهم في ذلك الموقف الرهيب في غزوة الأحزاب، الذي بلغت فيه القلوبُ الحناجرَ.. وُعِدوا بفتح بلاد فارس وبلاد الروم وفتح بلاد اليمن.. وقد فتحوها كلها بعد ذلك، تصديقا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم. وسيأتي اليوم الذي نقول فيه نحن أيضا: (هذا ما وعدنا الله ورسوله).. وهو يوم نراه قريبا إن شاء الله.

(تقييم الثورة)

· بعد مرور عامين على انطلاق الثورة السورية ، ما تقييمك للمكاسب والخسائر ؟

** ليست هناك خسائر.. وكل التضحيات والبذل في سبيل الله هي أرباح عظيمة، مقابلها أجر عظيم، وجنة عرضها عرض السماوات والأرض، ومنازل المجاهدين والشهداء في الفردوس الأعلى. وما عساني أتحدث عن المكاسب إذا كانت الخسائر هي هذه وبهذا المنطق الربانيّ؟ المكاسب أكبر وأوسع من أن تُحصَى.. ولعل في طليعة ذلك: تحرير الإنسان السوري من عبادة الطغاة إلى عبادة الله عز وجل. ومن ذلك: انكسار حواجز الخوف من البشر كلها إلى غير رجعة، وإعادة صياغة الإنسان السوري بما يقرِّبه من دينه وربه، وتفجير طاقات السوريين بشكلٍ إيجابي، وإعادة تشكيل البيئة حولنا بما يؤهل لتحقيق روايات رسولنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في أهل الشام.. وأنه لا يضرّهم مَن خذلهم.. ألا تلاحظ معي ذلك وأنت تراقب الأحداث الجارية على الأرض حاليا؟

· ماذا تطلبون من الأشقاء العرب والمسلمين لدعم ثورتكم السورية المباركة؟

** في الحقيقة نشعر بأن أشقاءنا العرب والمسلمين مقصِّرون بحقنا وحق ثورتنا، ونطلب منهم حق الأخوة والنصرة بكل ما يستطيعون، لأن انتصار الثورة السورية سينعكس إيجابيًا عليهم وعلينا، وخذلانها -لا سمح الله- سينعكس سلبًا علينا وعليهم.. من أهم ما نطلبه من أشقائنا خاصة المصريين:

الدعم الجماهيري، بتسيير المظاهرات وإطلاق الفعاليات الداعمة للثورة السورية، والضغط على الأنظمة لاتخاذ مواقف عملية ضاغطة على النظام، سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا واقتصاديا.

والدعم المادي، فالمحنة أفرزت مئات الآلاف من الأسر والأفراد المنكوبين المحتاجين للعون، والثورة واستمرارها يحتاجان إلى أموالٍ طائلة، وإلى تجهيزاتٍ كثيرةٍ ومَدٍّ لوجستيٍّ بكل أشكاله والدعم السياسي والإعلامي بكل أشكاله و تشكيل رأي عام عربيّ وإسلامي مؤيِّد للثورة.

(الحنين للوطن)

· ألا تشعر بالحنين إلى الوطن بعد سنوات الاغتراب والمطاردة ؟

** وكيف لا أحن إلى وطني الذي ولدت فيه، ونشأت فوق ترابه، وطعمت من خيراته، وارتويت من زلاله، وافتقدت فيه أغلى أهله وناسه؟

 عندما ودّع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مهاجرا إلى يثرب، استدار على راحلته مخاطبا مكة المكرَّمة قائلاً: (والله إنكِ لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرجت).

مَن ذا الذي هجر الوطن الحبيب.. ولا يتحرّق شوقا إليه، ولا يتلوّى ألمًا عليه، ولا يسكن إلى عبرات الحنين لكل نسمةٍ عليلةٍ كانت تلامس - في رحاب الوطن- وَجْنتيه؟!..

مَن ذا الذي لا تَحْمَرّ مقلتاه عذابًا لفراق الوطن الغالي العزيز، ولا يذوب قلبه كَمدا عليه، ولا يتوق إلى ريحان ترابه العذب المعفَّر بلظى ذكراه؟!..

حين نفقد الوطن، ويتعذّر علينا أن نُقيمَ داخله، فإننا نبنيه في نفوسنا، ونُسكِنه في أعماقنا، ليصيرَ جَناحَيْنِ لروحنا، فيبقى في داخلنا وطن، نُحِسّ به ونستشعر عُلُوَّه ومكانته، ونندفع لتحرير الوطن الذي هجرناه، بالوطن الذي بات يسكننا.. فمَن تعذّر عليه أن يسكنَ في وطن، عليه أن يُسكِنَه بين ضلوعه، ليتذكّر في كل وقتٍ وحين، بأنّ الإنسان لا قيمة له من غير وطن، فمَن يسترد وطنه في أعماقه، لا بد أن يسترده جغرافيًا وموقعًا مكانيًا!..