مع الدكتورة أميمه أحمد

محاوره مع رموز الوطن

من أجل فهمٍ افضل لسوريا الغد   

يجريها مكتب التنسيق لحقوق الإنسان في الولايات المتحده

مع الدكتورة أميمه أحمد

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

من هي الدكتوره أميمه أحمد

إعلامية سورية  معارضة بالمنفي ، تقيم بالجزائر منذ 1980 ، حاصلة على دكتوراه بالاقتصاد- التحليل الاقتصادي، اشتغلت فترة مع البعث الديموقراطي ،لتنصرف بعدها إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ونصرة القضايا العادلة من خلال عملها الإعلامي، الذي بدأته قبل نحو ربع قرن، منها 14 سنة مع هيئة الإذاعةالبريطانية بي بي سي القسم العربي، ومنذ 2008 وحتى اليوم تعمل مع الجزيرة نت .

كانت إحدى النساء العربيات المائتين والخمسين اللائي شاركن في باخرة السلام النسائية لدعم العراق في ديسمبر 1990، التي حاصرتها قوات المارنز في بحر العرب قبل وصولها إلى ميناء البصرة العراقية ، وتعتبر الدكتوره أميمه أحمد ناشطة سياسية بالكلمة لنصرة القضايا العادلة حيثما كانت فوق الأرض، فالنصرة الانسانية تكون حيث يكون الإنسان المظلوم ويطالب بحقه.

 ***

دكتوره أميمه

* - تدخل الثوره السوريه شهرها الخامس, ماهو تقييمك لها بعد مضي هذه الفتره؟

الجواب:

الثورة السورية اشتد عودها وشملت مختلف الطيف السوري،وبمعنى أدق احتوت فسيفساء سورية الحضارة ، الأثنية، والدينية ، والمذهبية ، وما فيها من مشارب سياسية مختلفة من التيارالإسلامي إلى اليساري مرورا بالتيارات القومية والوطنية . تميزت بقوامها الشبابي ، أكثر من 90من المتظاهرين دون 30 من العمر، وهو ما يعني نشوء طبقة سياسية جديدة استلمت القيادة لمعارضة النظام قولا وفعلا وتضحية غير مسبوقة في التاريخ البشري، أن يقابل الأعزل خصمه المدجج با لسلاح ، كمثل العين التي تقاوم المخرز . سلمية الثورة ، ووضوح مطلالبها دفعت الشعب لاحتضانها، ومساعدة الثوار بالإسعاف وإخفائهم من ملاحقة  قوات الأمن والشبيحة .

لكن المعارضة التقليدية، بكل اسف كانت دون مستوى الثورة، ربما المفاجأة صدمتهم، فتأخر تفاعلهم مع الثورة، وحتى البعض جاء تحركه ليركب موجة الثورة، كأنه ليسجل موقفا ويأخذ حصته من الكعكة، آلمني ذلك عندما وصلني النقاش حول تمثيل تلك الأحزاب ، بعضها مغمورا لتشكيل هيئة ، منطق المحاصصة خذلان للثورة لأن دم الثوار يسيل في شوارع المدن والبلدات السورية .

* - تظاهرات الشعب السوري في إتساع وهي العامل الرئيسي في تصدع كيان النظام.ماهو برأيك العوامل الأخرى المساعده والمُسَرِّعه لرحيله؟

·         الجواب :

 اتساع المظاهرات من شأنها أن ترهق النظام، وتكبده خسائر كبيرة من خلال توقف أنشطة اقتصادية ، السياحة، التجارة، قضلا عن تكاليف الاستنفار بمرحلة القصوى( مثل استنفار حرب خارجية )  في الجيش والقوات الأمنية ، والمؤسسات الرسمية ، هذا قد يعمل على إسقاط النظام بمواجهة طويلة لأكثر من سنة ، تتكبد فيها سورية الوطن، مزيدا من الشهداء، وخسارة في الاقتصاد ، ونحن حريصون على أبناء سورية وثرواتهم ، لذا المظاهرات وحدها مكلفة جدا لإسقاط النظام، من هنا العمل على تقصير عمر المواجهة ما أمكن حفاظا على الأرواح والثروات . فأقترح تقويض الدعائم التي يستند عليها النظام ، وهي: أولا : طبقة تجار المدن خاصة في حلب ودمشق ،وثانيا : طبقة المنتفعين وهؤلاء ليسوا حصرا بطائفة العلوية كما يحلو لبعض الموتورين أن يتحدث بذلك، بل من كافة الطيف السوري هناك مرتزقة النظام . وثالثا : أجهزة الأمن الخاصة( الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والشبيحة)

السؤال كيف يتم التقويض ؟ التجار، رأس المال جبان ، بالقيام بعمليات نوعية ضد هؤلاء التجار الذين يمولون النظام بثمن الرصاص الذي يقتل أبناءنا ، أقولها بوضوح ، حرق أو تخريب مصانع ذات صلة وثيقة مع الأسرة الحاكمة ، هناك شركات مخلوف وشاليش، والأسد ، على مبدأ " اضرب المربوط بيخاف السايب " ، تجعل التجار يتحسسون رؤوسهم لفك شراكتهم مع أفراد نافذة بالنظام .

والمنتفعون علينا شن حملة مقاطعة لهم اجتماعيا، والتشهير ببعضهم، والتهديد الخلبي لإخافتهم ، حتى يشتهوا المرحبا ولا يجدونها بالشارع .

بينما القوات الأمنية ، نفسيتهم مرتزقة ، والمرتزق جبان ، ليس لديه قضية ليدافع عنها ، أن تكسر عينه بالترغيب أو الترهيب ، وفي الوضع السوري أعتقد الحل الثاني أنجع، الترهيب ، حتى لايجرؤ أحد من قوات الأمن دخول حي أو بيت . والترهيب هنا الأسر ، وإخفاء الأسرى والاستفادة من معلومات يعترفون بها بالتحقيق .

*- إلى أي حد يمكن إعتبار تدخل الغرب مثمراً وفعّالاً ,ولكن دون المساس بالثوابت الوطنيه؟

الجواب :

أرفض رفضا قاطعا التدخل الأجنبي ، غربي كان أو حتى عربي ، نحن نفك العقدة بأسنانا، لكن نطالب الغرب وهذا حق للشعب السوري طالما سقطت شرعية النظام عندما حارب شعبه ،أن يسحب سفرائه ويعلق عمل بعثاته الدبلوماسية بدمشق  لريثما ينتهي النظام .وأن لايبيع السلاح أو قطع الغيار العسكرية للنظام ، وأن يُفعّل العقوبات التي اتخذتها أمريكا والاتحاد الأوربي لتصبح سارية المفعول وليس بالتصريح فقط كما هي لحد الآن . والعمل مع الصين وروسيا لاستصدار قرار لمجلس الأمن ينص على إدانة النظام السوري لانتهاكه حقوق الإنسان بالاستخدام المفرط للقوة في قمع المتظاهرين، وعقوبات واضحة ومحددة على أفراد النظام السوري نافذة .

*-  هل طرأ تغيير في تفكيركم في معالجة الأمور السياسيه  يوم كنت ناشطه في حزب البعث الديموقراطي في تلك المرحله.. والمرحله التي نحن عليها اليوم؟

·         الجواب :

 آسفة أن أقول إن سؤالكم هذا ملغوم ، ولا علاقة له بالثورة، فالمرء تقاس حياته بكل مامر بها من تجارب، ويستفيد من كل تجاربه.

*- هل الأجدى لمصلحة الوطن.الإتفاق على هدف رحيل النظام اولاً ثم الدخول في تفاصيل العمليه السياسيه كتغيير الدستور وشكل النظام الجهوري وقانون الأحزاب وغيرها من الأمور الخلافيه  لما بعد سقوط النظام .أو وضع كل الأمور على الطاوله أولاً بأول . واي الطريقين برأيك أقل ضرراً  وأجدى نفعاً؟

·         الجواب :

بدون الدخول بشكلية السؤال الإيحائي، أقول الأجدى للوطن أن لايعيش الشعب فراغا دستوريا مهما كان الصعاب، وأعتقد شباب التنسيقيات أوضحوا تماما مطالب الشعب السوري في بيانهم ، نظام جمهوري، دستور عصري تعددي ، أحزاب، انتخابات ، الفصل بين السلطات ، حرية الإعلام ، على أن يستلم البلاد حكومة مؤقتة ، تقود المرحلة الانتقالية التي لاتزيد عن ستة أشهر . فرحيل النظام يستوجب بديلا فوريا عنه، يشعر معه الشعب بالأمن والأمان .

*-  يوجد على الساحه السوريه تيارات مختلفه من المعارضه. ماهي الأرضيه المشتركه التي يمكن أن يتلاقوا عليها غير رحيل النظام؟

·         الجواب :

 رحيل النظام هدف ، بينما مابعد النظام هي الأرضية المشتركة، وأعتقد ماورد في جوابي على السؤال السابق هو الأرضية المشتركة للجميع تحت سقف الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه .

*- هل تعتبرين تعدد انعقاد المؤتمرات الخارجيه للمعارضه يصب في مصلحة الثوره؟

·         الجواب :

نعم يصب في مصلحة الثورة ، لأن كل مؤتمر قدّم قراءته للواقع السوري في ظل الثورة، قد تتقاطع ببعض النقاط وتختلف في نقاط أخرى، ولكن ستجتمع تلك القراءات في مؤتمر وطني جامع لجميع السوريين بما فيها تلك المؤتمرات ، أسطنبول 1، أنطاليا ، بروكسل ، واسطنبول 2 ، وربما هناك مؤتمرات أخرى ، قادمة في الطريق . الآن يشكل ضغطا على النظام ، لكنها لاتفيد الثورة بالشكل المأمول ، لكنها ظاهرة صحية لتعدد الآراء والتفكير بصوت عال ، كم عاش الشعب السوري لايستطيع يسمع صوته لنفسه ، فلتكن عشرات المؤتمرات ، ويبقى الواقع الميداني للثورة هو الفيصل والحسم.

*- هل تؤيدين تشكيل وزارة ظل إئتلافيه في الوقت الحاضر؟

·         الجواب :

لا أعرف لماذا الناس مهووسة بتسمية وزارة ؟ وعادة الوزارة مؤسسة رسمية بالدولة، فالأفضل تسمية تناسب روح الثورة، مثلا " قيادة ميدان" ، وأعتقد أنها موجودة في التنسيقيات المحلية، ولا داعي لتسميات لاتعطي دلالتها. فبعد انتصار الثورة تتشكل

" الحكومة المؤقتة "  لقيادة المرحلة الإنتقالية ، التي تنجب وزارة منتخبة من الشعب ، أي تتشكل من الأغلبية البرلمانية، وتتحاسب أمام البرلمان ، بما فيها رئيس الجمهورية يحاسب أمام البرلمان .

ولكن " وزارة ظل ائتلافية " ماهي مهام هذه الوزارة الموقرة ؟ ومن أعطاها الشرعية ؟

والسؤال الأخير: إذا طُلب منك ترشيح ستة شخصيات لقيادة العمليه الإنتقاليه,مبتدئه بالأكثر قبولاً لديك إلى الأقل قبولاً .فمن ترشحين؟

الجواب

أقترح طريقة الرؤساء الديموقراطيين ، أعين رئيس حكومة، وهو يجري مشاوراته لاختيار طاقم حكومته التي يعمل معها بسلاسة، فرئيس الحكومة الذي أقترحه : الدكتور عارف دليلة ، ليس لأنه علوي ، بل لأنه مناضل وقدم ثمنا كبيرا من عمره 10 سنوات سجنا فقط لأنه انتقد بيت الأسد ، وهو مع الثورة منذ انطلاقتها .

اسمح لي أقدم سؤالا بعد سؤالكم الأخير

هل تعتقدون أن سورية مهددة بحرب طائفية ؟ ومن المستفيد من تأجيج الاقتتال الأهلي ؟

الجواب :

بداية أود التوضيح كما أرى الأمر في  سورية، حيث يوجد فيها فسيفساء أثنية ، دينية، مذهبية ( طائفية ) ليس لها أي تمثيل سياسي أو كيانات سياسية  بينما  في لبنان  توجد كيانات سياسية للطوائف، تشكل " النظام الطائفي" في لبنان، حيث المحاصصة الطائفية في اقتسام السلطة ، بينما في سورية " نظام مصالح" تداخلت بين التجار والعائلة الحاكمة والنافذين في الجيش والاستخبارات ، وهؤلاء ينحدرون من كافة الطوائف وألوان المجتمع السوري، والحالة هذه فالحرب  في سورية بين طرفين اثنين : الشعب والنظام الفاسد.

 من المستفيد من التهييج الطائفي ؟ بالتأكيد النظام هوالمستفيد،وهو الذي زرع الفتنة الطائفية في حمص عندما قتلت الشبيحة ثلاثة  شبان من العلوية ، لتأليب العلوية  على السنة في حمص ، والهدف تحويل مسار المعركة من مواجهة النظام إلى المواجهة بين طوائف الشعب ، ويكون النظام " الحامي " للشعب و" الضامن " للوحدة الوطنية ، وحاله يقول : إما تقبلوا بي أو الفوضى الطائفية .ولاحظنا كيف وقف الجيش وقوات الأمن تتفرج على الاقتتال الذي وقع في حمص، أملا في انتقاله لمناطق أخرى . فليخسأ ، شباب التنسيقية بحمص احتووا الأمر، وأفشلوا هذه الورقة للنظام التي أرادها طوق نجاة لينجو بنفسه، فوقع في شر أعماله . وسبق وحاول نفس الفعلة في اللاذقية وجبلة ، وحتى في د رعا ، أخبرني بعض النشطاء أن أتحدث في الفضائيات عن تسليح النظام للقرى العلوية ليقتلوا السنة . وفعلت في مداخلاتي عبر الفضائيات .

شكراً دكتوره أميمه  

مع خالص تقديري وإحترامي