مع الأديب نازك ضمرة

المجلة الثقافية الجزائرية

الأديب نازك ضمرة

للمجلة الثقافية الجزائرية

ـ المجلة الثقافية الجزائرية: ما الذي يجعل اللوبي الصهيوني مؤثراً في الكثير من الدول الغربية ـ أمريكا نموذجاً ـ قبالة ضعف الحراك العربي الإسلامي على كثرة نسمته في القرار السياسي لدول كبيرة مثل أمريكا، أو دول أوروبية أخرى؟

ـ نازك ضمرة: أطريت الكثرة والحجم أليس كذلك؟ وبدءً أقول لك إن سيارة متوسطة الحجم مليئة بالأسفنج أو القطن المندوف قد تزن حمولتها خمسين كيلوغراماً، بينما قطعة حديد وزنها خمسين كيلوغراماً يحملها شخص ضعيف أو ولد بين أصابع يديه كي يتمرن بها، وهل يُحارب حصان خشبي مهما كبر حجمه؟ الإنسـان العربي أصبح مسـخاً، ويبدو أننا كلنا نُسـخ من مسـوخ، لا نُطبق التخطيط ولا الاسـتعداد لآتي الأيام، حياة عشـوائية مؤقتـة، وإيمان مزيف تُغلفـه الشـكليات، الطقوس، والنفاق وربما سـوء النيـة والأنانيـة، وخاصـة من ذوي السـلطان وممن لهم نفوذ أو ثروة، أو ممن يركبون قطار السـلطـة والدين... يهودي واحد يتبرع ببليون دولار... (نعم مليار دولار) على مدى عشـر سـنوات، أي مائـة مليون كل سـنـة، دون أن يُعلن ذلك أو يتبجح، وهذه البلايين التي تُنفق على إقامـة المسـتوطنات في فلسـطين المحتلـة هي من جيوب الأغنياء اليهود المخلصين وفي صمتٍ ودون أي تصريح أو تلميح، ونحن نُردد "لا تدري يدك اليُسـرى ماذا قدمت اليد اليمنى"! لا تدري من أين تنهال المليارات على (نتنياهو)، كي يتمكن من إبقاء اقتصاد سـتـة ملايين إسـرائيلي منتعشـاً مثل أقوى الاقتصادات العالميـة، وجيـش يُعد ثاني أو ثالث أقوى جيوش العالم وأكفئهم، وبرواتب خياليـة، وبأحدث تسـليح، ومسـتوطنات بعشـرات الآلاف من المنازل سـنوياً تُعمر وتُقام وتُقطن، ويتم ابتلاع الأرض العربيـة...!!! ونحن نُرتل ونُحسـن ونكتب على الجدران واللوحات آيـة القرآن التي تقول: (((سـبحان الذي أسـرى بعبده ليلاً من المسـجد الحرام إلى المسـجد الأقصى الذي باركنا حولـه))) صدق الله العظيم. كل مسـلم يؤمن بهذا الكلام، ويعرف أن المسـجد الأقصى هو جزء أسـاس من العقيدة الإسـلاميـة، ولكن كلهم، أو غالبتيهم، يسـيرون في حيواتهم على مضمون الآية الكريمة: (((إذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون)))...!!!

علماء أمريكا معظمهم يهود.. أدباء أمريكا معظمهم يهود صهاينـة.. أسـاتذة الجامعات في أمريكا معظمهم يهود.. الجامعات الراقيـة والمتقدمـة يُمولها يهود.. دور النشـر لليهود.. الإخراج والإنتاج التلفزيوني لليهود.. إذا برز مغني جذاب أو مغنيـة جميلـة يتلقفونها ويُثبتون لها أن جدتها أو والدتها المتوفيـة كانت يهودية.. أو يتزوجها يهودي.. أو تتسـلط على المغني الذي علا صيتـه يهوديـة جميلـة مثقفـة كي يتزوجها أو تُنجب منـه طفلاً يهودياً ولو حتى بغير زواج.. وتقول لي ماذا نسـتطيع أن نفعل لنكون مؤثرين في أمريكا...!!؟؟

سـيدي...، العرب أرقام على يمين الخانـة العُشـريـة.. ولا أريد أن أقول أصفاراً على اليسـار.. أقصى طموح العربي في أمريكا أن يحصل على دخل يسـتطيع أن يحيا بـه عيشـة متوسـطـة أو "مرفهـة" كالأمريكان.. أو ربما يحسـب حسـاب تقاعده عند الشـيخوخـة.. فلا يؤسـسـون جمعيات خيريـة ولا نوادي ثقافيـة ولا دراسـات مسـرحية أو فنيـة من أي نوع.. لا يفكرون بالفن كالغناء والموسـيقى والتشـكيل والسـينما ولا بالبنوك.. ولا بالشـركات العابرة للقارات.. وعبر الخمسـة والثلاثين عاماً الماضيـة والتي قضيتها في أمريكا لم ألتقِ بشـابٍ أو عائلـة يدرس أحد أبنائها الأدب أو الفن المسـرحي أو الفن التشـكيلي أو الموسـيقى أو يحترف الغناء الأمريكي..!! هل يُعقل أن لا نجد رجلاً أو امرأة بموهبـة صوت جميل أو موهبـة للغناء أو الموسـيقى أو الرسـم التشـكيلي من جملـة عشـرة ملايين عربي يعيشـون في أمريكا..!!؟؟ لم أجد في أمريكا شـركة عربيـة عابرة للقارات..!! ولا يُسـاهمون في البنوك والمؤسـسـات التي يقوم عليها الأقتصاد الأمريكي.. وإن دخل عربي مغترب من دول البترول كي يسـتثمر أو يتملك في أمريكا فسـيجد أن أموالـه مُرحب بها.. لكنـه يبحث أولاً عمن يُدير لـه أموالـه، فيعرفون حاجتـه الحقيقيـة..؛ سـهر ليلي مع الجمال والرقص والشـراب والقمار، ويقع بين أيدي مدراء المال اليهود.. خبراء يُديرون لـه أموالـه وعلى الدنيا السـلام...

تصور أنه يندر جداً جداً أن تجد عربياً بارزاً حتى في النشـاطات الرياضيـة، ولو شـاء أحد الشـباب أو الشـابات التقدم في هذا المجال.. فهو بحاجـة ماسـة جداً لتوفير دعم ومسـاندة وتشـجيع من مؤسـسـات قويـة تُسـاعده على صموده للتحديات ومحاولات تحطيم الأعصاب وإلغاء الآخر.. وهل ما زلت تسـألني عن إمكانيـة تأثير العرب في المجتمعات الغربيـة...!!!؟؟؟

-------------------------------------------------------------

ملحوظـة: هذا غيض من فيض من لقاء أطول مع الأخ الكاتب/الأديب نازك ضمرة يتحدث فيـه عن المواضيع السـاخنـة التي تعصف في منطقتنا العربيـة.

يمكن الإطلاع على اللقاء كاملاً في الملف المرفق.