حوار مع الكاتب يحيى بشير حاج يحيى

حول أدب الطفولة

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

حاوره: نور الأحمد

س1 : ما أهم سمات الأدب الموجه إلى الأطفال من خلال خبرتكم بالكتابة فيه إبداعا و نقدا ؟

أن يكون بعيدا عن التعقيد ، واضح اللغة ، داخلا ً ضمن قاموس الطفل ، مما يقع تحت خبرته ، و أن يراعي مستويات الإدراك و النمو عنده .و سماته تختلف باختلاف العمر ، فيجب أن يحيط بطبائع الأطفال ، و يعرف مراحل نموهم و الخصائص النفسية التي تميز كل مرحلة ، بالإضافة إلى درجة نموهم العلمي ..

س 2 : ما أثر الوسائط  الحديثة في هذا الأدب ؟

 ج 2 / التقدم العلمي في وسائط الاتصال أثر تأثيرا ظاهرا في الأنواع الأدبية التي يخاطب بها الطفل ! فصار هناك القصة المسموعة و المقروءة ، و النشيد المقروء  و الملحن ، و حدد الكثيرون حجم القصة و أسلوب سردها ، و اختيار ألفاظها .

س 3 /  ماذا استفاد كتاب الطفل و هو في سنواته الأولى منها؟

ج 3 / استفادت كتب الأطفال المعاصرة كثيرا من الرسوم و الصور و لاسيما من هم دون سن القراءة ، فالرسوم تضفي عناصر التشويق و تقوم بدورها في التوضيح . و في أحيان كثيرة تحمل على عاتقها نصف توضيح المضمون على الأقل . لأن كتاب الطفل بشكل عام يختلف عن  كتاب الكبار من حيث الإخراج و التلوين و نوعية الورق و حجم الحرف .

س 4 / هل الكتابة للطفل رغبة أم تخصص ؟

ج 4 / الكتابة للأطفال ليست مجرد رغبة، و أناشيد الطفل ليست نظما فحسب و كذلك المسرحية و غيرها .فعلى كاتب الأطفال أن يعرف عناصر القصة ، و أصول الكتابة الشعرية و خصائص المسرح و لغة الطفل ، و اهتماماته ، و مفاهيمه .

س 5 / هل عرف تراثنا أدبا خاصا بالطفل ؟

س6 / كثرت كتب الأطفال في الآونة الأخيرة بشكل غير مدروس ! فكيف يمكن ضبط ذلك ؟؟

ج6/ هذا جزء من معاناة أدب الأطفال ، و هناك جزء آخر يتمثل في عدم وجود مؤسسات تتبنى هذا الأدب ، و دور نشرتهتم به حق الاهتمام . فقلة المتخصصين، و ندرة المؤسسات ، و جشع بعض دور النشر دفع بغير المتخصصين لملء هذا الفراغ لينعكس ذلك على أطفالنا و ثقافتهم .

س 7 /   ما الموقف الصحيح من أدب أدب الطفل المترجم ؟

ج 7 / بعضنا يتصور أن أدب الطفل في الغرب متقدم فيبهره ذلك و يعمد إلى ترجمة بعضه دون النظر إلى أن هذا الأدب مكتوب لأطفال غير أطفالنا بمعايير تربوية و أخلاقية تختلف عن معاييرنا ،و الحقيقة أنه في أكثره سيطر عليه التوجه التجاري ، حتى إن إحدى المتخصصات تقول :إن ما يجري في أمريكا كارثة ، إذ اتحد الكتاب مع الناشرين مع أمناء المكتبات لكي يقدموا شيئا لا ينتمي للأدب ، بل هو أقرب إلى العمل التجاري .

س 8 / هل ترى تقديم حكايات الأساطير و المغامرات للأطفال بهذه الكثرة الموجودة الآن .

ج 8 / لا أرى أن يقدم هذا اللون للأطفال،وذلك لخطره العقدي و العلمي و لا سيما أن هؤلاء الأطفال لم يمتلكوا الحصانة الكافية بعد ! قصص السحر و الخوارق تجعل الأطفال يستهينون بالمعجزات عندما يقرؤون عنها ، و يقارنونها بها ... و قصص العنف و الجريمة تجعل الطفل يستهين بالقانون و بالكبار فهو يقرأ أن البطل يفعل ما يريد ، و ينفذ ما يحلو له ، و قد حذر التربويون و العاملون   في مجال الطب النفسي منها لأنها ستؤدي إلى بروز دوافع عدوانية إنه لا بد من إيجاد البديل ، و من الممكن توافره إذا صدقت التوجهات ، و هو كثير في تراثنا، و مهمة توظيفه ليست صعبة

س 9 / إذاً تدعو إلى تصفية و مراقبة ما يرد إلى أسواقنا حرصا على الطفولة البريئة !

ج 9 / نعم ! فلسنا في ذلك بدعا بين الأمم و الشعوب ،أصحاب المبادئ و الأفكار و العقائد الباطلة يفعلون ذلك و يحرصون على تغذية أطفالهم بما يخدم فلسفتهم؟!

س10 /  ما الطريقة المثلى في رأيك لعرض السيرة النبوية و قصص من التاريخ ؟

س 11 / هل تؤيد الحكايات الساخرة ؟؟

ج 11 / ما الذي يمنع ؟ بشرط ألا تخل بالآداب ، و لا تعلم السخرية من الآخرين . ألم يكن كتاب البخلاء للجاحظ و أخبار الحمقى و المغفلين لابن الجوزي رسما هزليا و لكن بالكلمات !!

س 12 / ما أثر القصة في توجيه الصغار ؟

ج 12 / للقصة دور كبير و تأثيرها في النفوس لا ينكره أحد !! نستطيع أن نعالج الأنانية عند الأطفال و التمركز الذاتي و غيرهما بإبراز نماذج من الأبطال و الأعمال الصالحة المشوقة . فالأطفال ما بين (8 -12 ) سنة تقريبا و ما بعد ذلك يميلون إلى قصص الشجاعة و الأبطال و المكتشفين  ، و تقبل آراء الآخرين ممن يعجب بهم الطفل و يقدرهم . و يمكن استغلال ذلك في التوجيه.

س 13 / كيف نستغل التلفزيون في توظيف أدب الطفل ؟

بإيجاد البرامج الخاصة التي تشد  الأطفال و تشوقهم ، و يحسون أنها تستهدفهم، و هذا يحتاج إلى إمكانات  واقتناع من يملكون هذه الإمكانات ، و على وجود الكوادر القادرة  على إنتاج عمل متميز للطفل خاص به .

نحن في التعليم نخصص كتبا للتلاميذ بحسب المراحل العمرية و العقلية  فلماذا لا يكون هناك تخصيص في مجال ما يقدم من برامج للأطفال .

س 14 /  هل ما يزال لمجلة الطفل الأثر الذي كان لها قبل عقود ؟

 ج 14 / في الأربعينيات و الخمسينيات و الستينيات كان الجيل يقرأ و لم يكن أمامه سوى ذلك  ، و أما اليوم و مع وجود المجلات الناجحة فالجيل مشغول بالتلفازوغيره و هذا يشكل تحديا للمجلات ، إذ لابد لها من إثبات وجودها ، و جذب الطفل الذي استغرق وقته وسائل إعلامية أخرى .

و هذا يدعو إلى التنافس بينها و هو لصالح الطفل ، و لكن بعضها ما يزال دون المستوى المطلوب ، و بعضها بعيد عن المنهج الإسلامي و بعضها يصل به الأمر إلى تصوير آلهة و ذكر أسماء لها مما يشوش على أطفالنا عقيدتهم في توحيد الله عز وجل ...

س 15 / بماذا تنصح الكتاب المبتدئين من خلال تجربتكم ؟

ج 15 / ألا ّ يتعجلوا النشر و لا يكن هدفهم الربح العاجل ، و أن يعمقوا معرفتهم بخصائص الطفولة و فنون الكتابة و تجارب من سبقهم ، و يعجبني كلام للدكتور علي الحديدي : الكتابة للأطفال هي كتابة المتخصصين الذي كتبوا للكبار أولا ، ثم اتجهوا بعد تمكنهم من ذلك  إلى أدب الصغار .

س 16 / هل يقرأ الطفل ما يكتب له ابتداء أم يحتاج الأمر لمن يقرأ له ؟