إخوان سوريا مع الخليج ضد التغوّل الإيراني

غضبان لـ"الخليج أونلاين":

إخوان سوريا مع الخليج ضد التغوّل الإيراني

شهدت انتخابات قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والتي تجري مرة كل 4 سنوات، تغيّراً في التقليد الذي اعتيد في الجماعة بتناوب ما عرف إعلامياً بتحالف (حماة - حلب) في قيادة الجماعة السياسية والأكثر عراقة في سوريا.

وما ميز هذه الانتخابات هو وصول المهندس حسام غضبان، مدير مكتب شباب الجماعة ذي الأربعة والأربعين عاماً، إلى منصب نائب المراقب العام للجماعة، وهو ما اعتبره مراقبون بداية ضخ دماء جديدة في صفوف الجماعة، وبداية تفعيل أدوار الشباب داخل صفوفها، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ سوريا والمنطقة، وفي ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها جماعة الإخوان المسلمين من قبل أطراف إقليمية بهدف تجريمها وإقصائها عن المجتمع.

فرصة للتغيير

المهندس حسام غضبان، في حديثه الأول لوسيلة إعلامية عربية، خص به "الخليج أونلاين"، "اعتبر أن الثورة السورية كانت فرصة لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا للتغيير والتجديد، وساهمت في دخول الشباب إلى مؤسسات الجماعة والتغيير بداخلها"، مشيراً إلى أن ما جرى خلال الانتخابات هو خير دليل على ذلك، وأثبت بأنه لا يوجد داخل الجماعة قوى ترفض التغيير، على العكس؛ هناك طموح للتغيير ولأن تصبح الجماعة قوية ومؤثرة في الداخل السوري، وأن تعود ذلك الرقم الصعب الذي كانت عليه في الماضي".

وأضاف: "سيكون تطور الجماعة وتجديدها مرتبطاً بضخ دماء جديدة لها، تكون من خلال الشباب الذين يشكلون روح الجماعة وحياتها ومستقبلها، لذلك ستكون مشاريع الجماعة قائمة على هذا الجيل وتستهدفه، وكجماعة تقوم على الدعوة ستكون الدعوة موجهة للشباب السوري، الذين يشكلون 60 إلى 70 بالمئة ممن هم دون 33 سنة، وإذا كنا نريد أن نتفاعل مع المجتمع السوري، فعلينا أن نتفاعل مع هذه الشريحة".

كما نفى نائب المراقب العام للجماعة "أن تكون هناك داخل الجماعة أية خلافات أو أن تكون في أزمة، وهي كأي فصيل سياسي يكون فيه تبادل للآراء"، مشيراً إلى أن الجماعة رصت صفوفها بشكل كبير، عقب الثورة السورية، كما قال.

وحول علاقة الجماعة بالشارع السوري، أكد حسام غضبان "أن الجماعة منذ بداية الثورة قامت بأعمال كبيرة لخدمة الشعب السوري؛ على المستوى الإغاثي والعمل المجتمعي والسياسي"، مشيراً إلى "أن الثورة السورية تعرضت لكثير من التأخير في تحقيق أهدافها، مما شكل إحباطاً عند كثير من الجمهور، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته كل القائمين على العمل العام، بما في ذلك الجماعة التي هي جزء من المشهد".

وأشار غضبان إلى "أن أهم عوامل بناء الثقة مع الشعب السوري يتمثل بزيادة الخدمات والمشروعات للداخل السوري، لأننا نريد أن يرى الناس أفعالنا لا أقوالنا، وندرك الحاجة إلى التواصل بشكل أقوى مع المجتمع والشعب في الداخل والخارج".

واستطرد قائلاً: "بعد أربع سنوات من الثورة، لسنا راضين عن وجودنا في الداخل السوري، مع ذلك استطعنا أن نكون جزءاً مهماً في عدد كبير من المحافظات، خصوصاً في المناطق المحررة، على مستوى الأفراد والعمل الإغاثي والمدني لدينا حضور وتفاعل مع الناس، ونحن ما زلنا بحاجة إلى تعزيزه ودعمه بشكل أكبر وأقوى".

وحول مصادر تمويل الجماعة، أكد الغضبان "أن الجماعة لديها تمويل ذاتي، ولا تتلقى تمويلاً من دول، وهو ما يدعم قرارها المستقل"، على حد قوله.

السعي للشراكة

وحول علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع المكونات السياسية السورية، أكد الغضبان "سعي الجماعة إلى الدخول في شراكة مع المكونات السورية جميعاً من أجل خدمة الشعب السوري، مشدداً على ضرورة أن يكون الجميع يداً واحدة، لأن سوريا بحاجة إلى مكونات فاعلة لخدماتها".

واعتبر نائب المراقب العام لإخوان سوريا، أن الوصول إلى السلطة ليست تهمة، لكن المهم أن يكون الوصول إليها عبر الطرق الديمقراطية والسلمية"، مشدداً على "أن المعركة الآن ليست معركة سلطة، بل هي معركة تحرير سوريا مما تعانيه".

وأضاف قائلاً: "القوى السياسة تملك الكثير من أوراق القوة، لكن لا تستطيع التعبير عنها، وهذا لن يحصل إلا إذا تعاملت القوى السياسية على أنها ممثلة للشعب السوري، وأن تستمد قوتها منه، ونحن سنسعى إلى أن نكون جزءاً من تغير هذا المشهد، وصوتنا الذي نمثله في القرار السوري هو صوت الشعب واحتياجاته، وليس صوت قوى أخرى، ولكن هذا لا يمنع من وجود تقاطع مصالح مع هذه القوى، لكن لا نسلم قرارنا لها إلا بالقدر الذي يخدم الشعب السوري ومصلحته"، على حد قوله.

صف واحد

وحول السياسة الإقليمية تجاه جماعة الإخوان المسلمين، رأى المهندس حسام غضبان "أن الموقف من إخوان سوريا لم يكن بالحدة ذاتها مع باقي الفروع الأخرى للتنظيم"، واصفاً تصنيف جماعة الإخوان بـ"الإرهابية" بأنه قرار "متعجل"، داعياً في الوقت نفسه: "القوى الإقليمية، لا سيما دول الخليج، إلى مراجعة هذه السياسات تجاه الجماعة".

وأضاف: "نحن كمشروع إخواني نعتبر أنفسنا مع القوى الإقليمية في صف واحد ضد المشروع الإيراني الذي يحاول التغول في المنطقة، والمصلحة تقتضي أن نقف صفاً واحداً في وجه هذا التغول، كما يجب التصدي أيضاً للمشروع الصهيوني، وللاعتداءات السافرة على المسجد الأقصى المبارك، وما يشكله هذا المشروع من تهديد مصيري للأمة".

وثمّن الغضبان دور المملكة العربية السعودية في دعم الثورة السورية، مؤكداً حرص الجماعة على أمن المملكة واستقرارها، نافياً في الوقت نفسه "أن يكون هناك أي أزمة بين الجماعة والسعودية".

كما اعتبر "أن الولايات المتحدة من الدول الداعمة للثورة السورية"، لكنه أشار إلى "أن أمريكا كان بإمكانها أن تقوم بدور أفضل في تسريع الانتهاء من نظام بشار الأسد، ولو سمحت بمزيد من الدعم في هذا الاتجاه لكان يمكن إسقاط الأسد منذ فترة طويلة، ولَما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".

من جهة أخرى، وصف نائب المراقب العام لإخوان سوريا، التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، بالمثير للتساؤل؛ لأنه لم يستهدف سبب الإرهاب والتطرف في سوريا؛ الإرهابيَّ الأول بشار الأسد"، على حد تعبيره.

وأدان الغضبان ممارسات تنظيم الدولة بحق أبناء عين العرب (كوباني)، لكن في الوقت نفسه عبر عن استغرابه من التركيز الدولي على عين العرب، متسائلاً في الوقت نفسه حول "عدم التركيز والحشد الدولي لدعم حلب المستهدفة بالبراميل، والغوطة التي استهدفت بالكيمياوي".

رسائل

وختم نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا حديثه موجهاً رسائل عبر "الخليج أونلاين" للطائفة العلوية قائلاً: "إننا شعب سوري واحد، عشنا معاً على هذا الأرض، ومستقبلنا سيكون معاً، فلنبن شراكات وطنية، ولتقطعوا مع نظام الأسد المجرم أي طريق، لأن المستقبل ليس له، بل لأبناء الشعب السوري".

كما خاطب أكراد سوريا بالقول: "أنتم جزء أساسي ورئيس من الشعب السوري، ونحن حريصون على نيل حقوقكم كاملة، وندرك ما تعرضتم له من ظلم في السابق، على يد هذا النظام الفاشي".