فرح جبران.. فنان، مبادر ومخترع

فرح جبران.. فنان، مبادر ومخترع!!

ميسون أسدي

[email protected]

*فرح جبران.. مهندس كهرباء وعازف عود عمل في حقول عديدة*مخترع جهاز اتصال بين المعالج والمعالج عن طريق الموسيقى وربط بين المرئي والسمعي عند الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة*عُرض الجهاز في جامعة ساوث مودليست دالاس، نيويورك، جامعة آثيكا في أمريكا وفي راهبات ألمحبة في البلاد*

التقته: ميسون أسدي- "تفانين"

*أصله من مدينة الناصرة، ويسكن حالياً في مدينة حيفا، شاهدناه في عدة عروض فنية، يعزف على آلة العود ويغني مع بعض الفرق الموسيقية.. وفاجأني عندما عرفت أنه صاحب اختراع جديد، مسجل على أسمه عالميا!!

إنه فرح جبران، الذي التقينا به بشكل خاطف، في بيته القابع على سفوح جبل الكرمل..

-يقول فرح جبران: أنا مهندس كهرباء وعازف عود وأغني.. عملت عدة أعمال، منها في تخطيط وبناء شرائح السليكون لوحدات الحساب الأساسية للكومبيوتر، وعملت في الأجهزة الطبية في تسجيل إشارات الدماغ وكل الوقت، كنت ادرس موسيقى كهواية وعملت قليلاً في المجال الموسيقي وبعدها انتقلت لموضوع آلات موسيقية الكترونية ألعلاجية وأقمت شركة "أنالوجتون". سكنت (6) سنوات في أمريكا وعدت للسكن في حيفا، حاليا، أعمل بشكل مستقل وكمدير لشركة "أنالوجتون".. تزوجت وعندي بنت.. وأسكن في حيفا.

**بعد أن شاهدت الجهاز الذي أخترعه فرح جبران وقمت بتجريبه بنفسي، تفاعلت وتأثرت وتولد عندي العديد من الأسئلة.. من اخترع الجهاز وهل يوجد جهاز مشابه له بالعالم؟

-هذا الاختراع يعد الأول من نوعه في العالم وهو عبارة عن علبة صغيرة ومجسات لقبضة كف أليد  وتتصل بالكومبيوتر عن طريق أل-USB.. اخترعته ودعمني زميلي اسمه تسفيكا مورتسيكي، وهو يعد الكتابة التسويقية والإعلام، وهناك الكثير من المستشارين الذين دعموا الفكرة مثل: أمل خميس-جبران   أولغا سلباق-خميس، نجلاء عثامنة، فرح فرح، كريم نصر، بشارة خل، ريمون حداد وكمال دلال.. اسم الجهاز: "ساوندجين" (مولد الأصوات).

**حدثنا عن ولادة الاختراع.. كيف تبلورت الفكرة؟

-ولد هذا الاختراع في عام 2004، طورنا فكرة جهاز موسيقى يعمل على ضغط كفة اليد.. عملت على تطوير جهاز، آلة موسيقية لأهداف علاجية.

 أن الفكرة من وراء تطوير هذا الجهاز هو ترجمة ضغط العضلات عن طريق ربط توتر العضلة بحدة الصوت، فالضغط الكبير للعضلة يعطي صوت أو تعبير حاد وممكن التلاعب بالصوت حسب حاجيات الشخص والتعبير عن مشاعره حسب الصوت بالضغط بيده. وقد قمنا باستعمال هذا الجهاز وتجريبه على عدة أشخاص وفي عدة مؤسسات وأثبت فعاليته ونجاحه.

اهتممت بالتطوير من الناحية ألهندسية والموسيقية وأقمنا عدة لقاءات واجتماعات مطولة مع معالجين أخصائيين في مجال اللغة والحركة والموسيقى ووقفنا على الحاجات ألغير ملباة في هذا المجال ومنها بلورنا برامج علاجية ممتعة ومحفزة خصيصا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.. بيع الجهاز لبعض المؤسسات منها في يركا، وهناك بعض الأهالي اشتروا الجهاز لأبنائهم وعندنا بعض ألأجهزة في أمريكا من اجل تجربتهم مع الأشخاص "المنغوليم" و"التوحديين" و ذوي الشلل الدماغي. في ألمجال المرئي اهتممنا بالعمل على  التعبير وبالأساس على تعبير الوجه والجسم المنسق مع الموسيقي والصوت. شاهدنا أن هناك محفزات للأولاد وتواصلنا معهم عن طريق الموسيقى، وكانت هناك نتائج مشجعة.

عدة عوامل جعلتني أطور هذا الجهاز تعرفت على هذا المجال عن طريق زوجتي أمل التي تعمل كمعالجة في الحركة وعن طريقها تعلمت عن آليات وآلات ألعمل في هذا المجال ولاحظت نقصا كبيرا باستعمال وسائل ألصوت والموسيقى ودمجها في العلاج وكنت قد مللت من عمل الشركات وانجذبت لموضوع العلاجات ألإبداعية والتشغيلية أكثر من الحاسوب وهكذا طورت الجهاز، هذا مجال مهمل من ناحية استثمار، لا يوجد الكثير من الدعم المادي لتطوير ألمجال أسعار الأجهزة مرتفعة جدا وهناك حاجات كبيرة غير ملبية في هذا المجال.

**كيف يتم تسويق الجهاز؟

-عرضنا هذا الجهاز في جامعات ومؤتمرات محلية وعالمية وجمعنا عدة شهادات من مستعملي ألساوندجين.. النتائج كانت مشجعة، فمن ناحية منتوج تجاري لا يوجد له شبيه، ولكننا لا يمكننا أن نبيع منه بكميات كبيرة، لأننا ما زلنا في مرحلة تجنيد أموال من اجل بناء خط أنتاج ناجع وبناء جهاز تسويق وبيع ملائم.

**ما هي الأهداف العلاجية من هذا الجهاز؟

-ألجهاز لا يعالج، المعالجون هم الذين يعالجون، ألجهاز هو آلة يسخرها ويلائمها المعالجون أو الأهل لتسهيل وتسريع عملية ألعلاج. هناك عدة أهداف علاجية يمكن تسهيل تحقيقها بمساعده أجهزتنا، منها تقوية العضلات الدقيقة وهناك أهداف ذهنية مثل التفكيك والتركيب والذاكرة السمعية والذاكرة اللمسية  وفصل بين الأصابع، أما من ناحية ذهنية كل قضية الثبات والمواظبة، وبالنسبة للتوحيديين وذوي ألاحتياجات ألخاصة هناك قضية التقليد والمبادرة من اجل إصلاح ألاتصال وفي موضوع الشعور، الثقة بالنفس والتعرف على حدود ألقدرات، وموضوع دمج الحواس مثل اللمس والنظر والسمع والحركة.

ما يميز هذا الجهاز انه موسيقي ويستطيع أي شخص أن يعزف عليه حتى أصحاب الإعاقات، فالآلات الموسيقية تتطلب قدرات ومهارات عضلية وذهنية ومع هذا الجهاز يستطيع إي شخص وبسهولة أن يعزف وهذه فرصة للناس بأن يشعروا ما معنى العزف.. والجهاز في نفس الوقت، عبارة عن آلة اتصال بين المعالج والمعالج عن طريق الموسيقى والتعبير عن المشاعر. يمكن ضبط ردود فعل الجهاز ليتلاءم مع قدرات وحاجات ألمستعمل.

من أهم مزايا الجهاز هي أنها ممتعة للمستعمل وتمكن من تطوير ضبط القوة، تنسيق ألحركة ودمج ألحواس وذلك بفضل ألمجسات ألحساسة ألخفيفة والخاصة بالإضافة إلى البرامج التي تترجم معطيات هذه ألمجسات إلى أصوات وصور وتعابير مرئية جميلة.