حوار مع منتج مسلسل "الوداع"

حوار مع منتج مسلسل "الوداع"

الذي عمَّق من الأزمة بين تركيا والكيان الصهيوني

"لن نتراجع مهما كانت الضغوط وهدفنا حبس الظالمين في وجدان البشر وصفحات التاريخ المغبرة..."

حسن الطهراوي

تزايد إقبال المشاهدين الأتراك على مسلسل "الوداع" الذي يعرضه التلفزيون الرسمي "TRT"Kوسجلت نسبة مشاهدة أعلى بكثير في الحلقة الثانية التي تم عرضها هذا الأسبوع قياساً بالحلقة الأولى، وأفردت الصحف التركية مساحات واسعة للحديث عن المسلسل الذي أثار غضب الكيان الصهيوني واحتجاجه، لكن ذلك لم يمنع "TRT" من مواصلة عرض المسلسل الذي يحكي عن معاناة الفلسطيني وواقعه ومستقبله وعاداته وتقاليده، عشقه ومقاومته من جهة، وجرائم الاحتلال الصهيوني من دمار واعتقال وقتل الأطفال بدم بارد من جهة أخرى.

الحكاية ليست من نسج الخيال بل هي "مرآة عكست بعضاً مما حدث ويحدث في فلسطين" هكذا يقول "سلجوق شوبان أوغلو" منتج مسلسل "الوداع" في حديثه الخاص لـ "الانتقاد نت"، وهذا نص الحوار:

ـ كيف ومتى بدأت فكرة هذا المسلسل؟

ـ الفكرة العامة لمسلسل "الوداع" جاءت انطلاقاً من شعارٍ لدينا هو "أينما وُجد الظلم في أي منطقة في العالم فنحن هناك"، وتجسيداً لهذا الشعار قمنا بإعداد قصص تحكي عن الشعوب المقاوِمة، العام الماضي أنتجنا مسلسلاً عن منطقة القوقاز والآن نتحدث عن فلسطين وغداً سنكون في منطقة أخرى من العالم...

كما هو معروف للجميع قامت (إسرائيل) بحرب على غزة أسمتها "الرصاص المصبوب" وقتلت 1500 فلسطيني! نحن في تلك الفترة كنا نعمل في مسلسل يتحدث عن الشيشان، ويعرض لمقاومة هذا الشعب، وكنا نُتابع ما يحدث في غزة عبر شاشات التلفزة وصفحات الصحف، ولا أريد أن أتحدث عن ما قمنا به من حملات دعم ومساعدة للشعب الفلسطيني لأن هذه قضية وجدانية بالنسبة لي، لكن ما أريد أن أقوله أنه كان يجب علينا أن نعمل أكثر لفلسطين؛ فقررنا أن نُغيّر الاتجاه ونُلقي نظرة تأمل فيما يحدث حولنا وعلى مقربة منا من قتلٍ ودمارٍ من جهة ومقاومةٍ من جهة أخرى!

وبالنتيجة هذا هو العالم ونظامه: ظالم ومظلوم؛ طرف يُقاوم وآخر يعمل لكسر هذه المقاومة، أما نحن فلا يجوز أن نبقى في الوسط لأننا طرف في هذه المعادلة، وأحببنا أن نحكي ونُصور وهدفنا حبس الظالمين في وجدان البشر وصفحات التاريخ المغبرة.

ـأين تم تصوير حلقات المسلسل؟ وهل صُورت في فلسطين؟

ـ نعم صورنا في فلسطين وفي مدينة القدس بالذات والآن نُكمل التصوير في مدينة "غازي عنتاب" التركية ومدينة حلب السورية.

"المسلسل مرآة فقط عكست بعض ممارسات إسرائيل"

ـ هل كنتم تتوقعون هذه النسبة العالية من المشاهدة والنجاح الذي حققه المسلسل منذ الحلقة الأولى؟

ـ في موضوع نسبة المشاهدة نحن نطمح إلى المزيد، لكن للحقيقة منذ أن قمنا بالإعداد للمسلسل لم نضع في حساباتنا نسبة المشاهدة، لأن المهم كان بالنسبة لنا أن نُنجز هذا العمل، كنا جميعاً طاقم؛ السيناريو والإخراج وكل العاملين على قناعة تامة بضرورة أن يخرج المسلسل إلى المشاهد ليُصور جزءً مما حدث ويحدث في فلسطين.

أما بالنسبة للنجاح فهو ليس لنا لأنه "نجاح إسرائيلي"؛ فنحن في هذا المسلسل وضعنا مرآة فقط فعكست بعضاً من ممارسات (إسرائيل"! وأعود إلى كلمة نجاح وأقول كإنسان أولاً أن ما حدث وعكسه المسلسل ليس نجاحاً لأحد بل هو وصمة عارٍ على جبين الإنسانية.

"لن نتخلى عن قناعاتنا ولن نتراجع أمام الضغوط"

ـ عرض المسلسل عمَّق الأزمة بين تركيا و(إسرائيل)، هل تعرضتم لأي ضغوط داخلية أو خارجية؟

ـ عرض المسلسل مازال يواجهه بعض الصعوبات والتاريخ الذي بدأت فيه محطة "TRT" عرض المسلسل كان صعباً وحرجاً، وتزامن مع توترٍ في علاقات تركيا مع (إسرائيل) بسب إلغاء مناورات ـ نسر الأناضول ـ وأعتقد بأن (إسرائيل) أرادت أن تصب غضبها من تركيا على مسلسل "الوداع"!

لكن للأمانة أقول أن الشعب التركي وقف إلى جانبنا ودافع عن المسلسل، لأنه بالأساس هو صديق ومدافع قوي عن الشعب الفلسطينى وحقوقه، ونحن نُدرك أنه طالما أن الناس يقفون إلى جانبنا فلن نتخلى عن قناعاتنا ولن نتراجع أمام أية ضغوط...